وجوه كروية جديدة
ربما لم يحظ ناديا الطليعة والوثبة بالضجة المناسبة لوصولهما لنهائي كأس الجمهورية بكرة القدم المقررة إقامته نهاية الشهر الجاري بالقياس لحجم الاهتمام لو كان التأهل من نصيب أحد الأندية الجماهيرية أو صاحبة الألقاب، لكن ذلك لن ينقص من حجم إنجاز الناديين المجتهدين اللذين أثبتا أن كرتنا لا تعترف بالفوارق الفنية ولا المادية.
نادي الطليعة منذ بداية الموسم عمل واجتهد ووفر لجهازه الفني الخبير إمكانيات النجاح وفق حدود معينة، فكسب فريقاً محترماً في مسابقة الدوري، وتمكن في مسابقة الكأس من إقصاء فريقي الجيش وتشرين ليثبت أن كرة حماة قادمة لحجز مكانها بين الكبار.
من جهته يمكن اعتبار بلوغ الوثبة للمباراة النهائية مفاجأة سارة غير متوقعة بالنظر للمشاكل الكثيرة التي عانى منها خلال مجمل الموسم، وخاصة مع تغيير جهازه الفني، واسناد المهمة في ظرف صعب لأحد أبناء النادي من أصحاب الخبرة الذي نجح في صناعة فريق محترم بأقل التكاليف، وهنا يجب أن نشير لدور إدارة النادي التي وفرت ظروفاً مميزة لتقطف ثمارها بشكل سريع.
ظهور بطل جديد للمسابقة مؤشر إيجابي لكرتنا في زحمة السلبيات التي تعيشها، فتتويج الطليعة أو الوثبة سيعني ظهور منافس للفرق التقليدية التي سيطرت على الألقاب لسنوات، فمنذ فترة طويلة لم نشهد أية مفاجأة على صعيد التتويج لا في مسابقة الدوري ولا الكأس، وكل ما كانت تفعله الفرق المجتهدة هو المشاركة والتأثير على النتائج دون ملامسة الألقاب.
وإذا كنا سعداء بوصول الفرق المجتهدة إلى لقاء التتويج فإننا نرسم عشرات إشارات الاستفهام على الأندية التي صرفت مئات الملايين على التعاقدات “والنجوم” دون نتيجة، وبالتالي فإن المراجعة مطلوبة لتصحيح المسار، والعودة للعب دور البطولة.
مؤيد البش