الحرس الثوري يسقط طائرة تجسس أمريكية في إقليم هرمزغان
في رسالة واضحة لكل من يحاول الاعتداء على السيادة الإيرانية، جواً أو براً أو بحراً، أعلن حرس الثورة في إيران إسقاط طائرة تجسس أميركية مسيّرة في إقليم هرمزغان جنوب إيران، وقال قائد حرس الثورة الإيراني، اللواء حسين سلامي،” “إن إسقاط طائرة التجسس الأميركية يحمل رسالة صريحة وواضحة، ويشكّل نموذجاً لتعامل إيران مع أعدائها”، معتبراً أن المدافعين عن إيران جاهزون للرد بشكل حازم، ومن يعتدي على حدودنا سيتمّ القضاء عليه، مؤكّداً أن لا نية لإيران بالحرب مع أي بلد، ولكننا جاهزون لها، وإسقاط الطائرة رسالة واضحة بهذا الخصوص.
إلى ذلك أكدت دائرة العلاقات العامة في حرس الثورة في بيان أن دفاعات القوات الجوفضائية لحرس الثورة أسقطت طائرة مسيّرة من نوع “غلوبال هاوك” خلال محاولتها اختراق أجواء منطقة كوه مبارك، فيما أقر مسؤول أمريكي بإسقاط طائرة أمريكية دون طيار بواسطة صاروخ إيراني أرض جو.
ونقلت رويترز عن المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، قوله: إنه تم إسقاط طائرة دون طيار تابعة للبحرية الأمريكية من طراز (إم.كيو 4 سي ترايتون) بواسطة صاروخ إيراني أرض جو، زاعماً أنه تمّ إسقاط الطائرة في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز.
يُذكر أن الطائرة “غلوبال هاوك” تعد من أحدث طائرات التجسس في العالم، وتقدّر قيمتها بأكثر من 200 مليون دولار، كما تستطيع الطيران لمدة 24 ساعة متواصلة على ارتفاع أكثر من 10 أميال، والعمل على مساحة 8200 ميل بحري.
كما أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن أجواء بلاده وسيادتها خط أحمر، وقال، في تصريح على هامش اجتماع كبار مسؤولي الأمن لأكثر من 120 دولة في العالم والمنعقد في روسيا: “أعلنا مراراً أننا سندافع عن أجواء بلادنا وحدودنا بكل قوة”، مضيفاً: “لا يهمنا من أي جهة يأتي الانتهاك.. لقد قمنا وسنقوم دائماً بالرد على المعتدي رداً قاسياً”.
في سياق متصل أدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي بشدة انتهاك طائرة تجسس أمريكية الأجواء الإيرانية، محذّراً من انتهاك سيادة إيران وحدودها، وقال: إن إيران تدين بشدة هذا العمل المعادي والاستفزازي، وتحذّر على نحو قاطع من أي انتهاك لأجواء البلاد وسيادتها وحدودها، وتحمّل المعتدين مسؤولية عواقب هذه الأعمال، فيما حذّر المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مغبة ارتكاب أي خطأ ضد إيران.
وقال عبد اللهيان، في تحذيره الذي نشره في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “إن أخطأتم فإن كلمة الفصل ستكون لإيران في نهاية المطاف باقتدار”، مشيراً إلى أن ترامب ومسؤولي البيت الأبيض تلقوا اليوم رسالة صارمة من جزء صغير جداً من قدرات إيران بعد إسقاط الطائرة الأمريكية المسيّرة من قبل الحرس الثوري.
في السياق ذاته أعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن أسف بلاده لعدم وجود علامات على تخلي الإدارة الأمريكية عن نهج المواجهة مع إيران، لافتاً إلى أن واشنطن مستمرة في لعبة استعراض العضلات.
وتعليقاً على إرسال منظومة صواريخ باتريوت وطائرات استطلاع مسيّرة إلى منطقة الشرق الأوسط، قال ريابكوف: “إن الولايات المتحدة تستعرض عضلاتها، وتبدي عزمها الضغط على إيران، التي التزمت في السنوات الأخيرة بتنفيذ التزاماتها في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، ولا تزال من الناحية الفنية ضمن هذا الاتفاق”.
وحذّر ريابكوف من أن زعزعة الاستقرار أمر خطير للغاية، خاصة في هذه المنطقة، وأضاف: “لم يفت الأوان بعد.. يجب على جميع أولئك الذين يستهينون وبصورة غير مسؤولة بمثل هذه الخطوات الكف عن هذا، والأخذ بالاعتبار التفكير السليم والحجج التي تحتم المسؤولية على اللاعبين الدوليين، بما في ذلك روسيا، وأضاف: “نأمل ألا يؤدي إرسال واشنطن قوات ومعدات إضافية إلى منطقة الخليج إلى إشعال أول شرارة تؤدي إلى نشوب الحرب”.
بالتوازي، أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي أن إيران لا تخطط للدخول في أي مفاوضات جديدة مع الغرب، وقال: إن مدة الستين يوماً التي منحتها إيران لبقية الدول الأعضاء في الاتفاق النووي قاربت على الانتهاء.. وإيران لن تتوانى عن اتخاذ خطوات إضافية إذا ما استمر سلوك بقية الأطراف دون أي تقدّم، وأشار إلى أن أوروبا ليست مهمة بالنسبة إلى إيران كما يظن البعض، المهم بالنسبة لطهران هو تنفيذ أوروبا لالتزاماتها تجاه إيران. وحول طلب بعض المسؤولين الأوروبيين من إيران العودة إلى المفاوضات، قال بروجردي: إن إيران جلست لسنوات إلى طاولة المفاوضات مع الغرب، وفي النهاية نقضوا الاتفاق النووي.. ولذلك إيران لن تدخل مرة ثانية في أي مفاوضات جديدة.