ترامب يتظاهر بمد يده إلى إيران ويفرض عقوبات جديدة عليها طهران: على واشنطن التصرّف بمسؤولية لحماية قواتها
في الوقت الذي حاول فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجميل قراره بعدم الرد على إسقاط حرس الثورة في إيران طائرة الاستطلاع فوق مضيق هرمز، كشف، في تغريدة له على توتير، أنه بصدد توقيع حزمة جديدة من العقوبات على إيران اعتباراً من اليوم الاثنين، ما يؤكّد من جديد النية العدائية لواشنطن اتجاه طهران، وأن عدم الرد هو نتيجة عدم القدرة، وليس الحفاظ على أرواح العسكريين الإيرانيين، كما يزعم ترامب.
إلى ذلك، كشف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن فريق الداعمين للحروب، الذي يضم كلاً من رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون وولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان، كان على وشك توريط ترامب بالحرب مع إيران.
وقال ظريف في تغريدة على موقع تويتر: إن عدوان طائرة التجسس المسيّرة ومحاولات اتهام إيران بالهجوم على ناقلات النفط يثبتان أن هذا الفريق كان على بعد مسافة قريبة من جر ترامب إلى ورطة الحرب.
وأرفق ظريف تغريدته بخارطة لإحداثيات مكان استهداف طائرة التجسس الأميركية المسيّرة في الخليج من قبل الدفاع الجوي للقوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني.
في هذه الأثناء، استهلّ مستشار وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الأوسط آندرو موريسون زيارته لطهران، أمس، بلقاء رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية كمال خرازي.
وفي اللقاء، الذي حضره السفير البريطاني في طهران راب مك، تبادل موريسون وخرازي، وجهات النظر حول قضايا المنطقة، والتوترات الأخيرة في الشرق الأوسط.
وقال خرازي عقب اللقاء: “إذا لم تفعل الدول الأوروبية شيئاً قبل انتهاء مهلة الـ 60 يوماً سنتخذ خطوات جديدة”، وأضاف: “تعلم أوروبا أن قرارنا هذا جاد ولا تراجع عنه”، موضحاً قلت للسيد موريسون: إن سجل بريطانيا في أذهان الإيرانيين “سيئ للغاية”، وأشار إلى أن موريسون طرح بعض “الأمور المكرّرة” عن المشاكل التي تحيط بالتعاون بين الشركات الأوروبية والإيرانية، وأكد دعم بريطانيا للاتفاق النووي.
وتابع خرازي: وجهت اعتراضاً على التهم التي وجهتها بريطانيا لإيران بالوقوف وراء الهجوم على ناقلتين نفطيتين في بحر عُمان.
يشار إلى أن موريسون هو ثاني دبلوماسي بريطاني يزور طهران بعد زيارة ريتشارد مور المدير العام للشؤون السياسية بوزارة الخارجية والمفاوض البريطاني في الاتفاق النووي في الـ 9 من أيار الماضي فور إعلان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تعليق بعض التزامات إيران في الاتفاق النووي.
يأتي ذلك فيما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن العدوان الأميركي على الأجواء الإيرانية بداية لتوتر جديد في المنطقة، معرباً عن أمله بأن يبدي المجتمع والمنظمات الدولية رد فعل مناسباً على ذلك، وقال، خلال استقباله رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي غابرييلا كويفاس بارون: إن جذور مشاكل المنطقة تعود إلى الوجود العسكري الأميركي فيها والتدخل في شؤون دولها وديكتاتورية الولايات المتحدة التي تنتهك القوانين الدولية، وشدّد على أن سياسة إيران ترتكز على خفض التوتر، والحؤول دون مواجهة عسكرية بين الدول، وإرساء الاستقرار في المنطقة والعالم، مبيناً أن أميركا هاجمت سابقاً المنصات النفطية والسفن التجارية وطائرة ركاب، واليوم تنتهك الأجواء الإيرانية بطائرة مسيّرة، مضيفاً: لم يسبق معاقبة الدول التي تمتثل لقرارات مجلس الأمن، بينما تضغط واشنطن اليوم على الدول التي تنفّذ هذه القرارات، مشيراً إلى ضرورة تكثيف العمل التنسيقي والدبلوماسي الذي من شأنه أن يحد من دائرة الصراعات والحروب.
في سياق متصل أكد النائب الأول لرئيس مجلس الشورى، مسعود بزشكيان، أن أمريكا تنتهج إرهاباً حقيقياً عبر قيامها بزعزعة استقرار الدول والحكومات ودعمها للإرهابيين وتنظيماتهم المختلفة، وقال، في مستهل الجلسة العلنية لمجلس الشورى: إن الإرهابي الحقيقي في العالم هو أمريكا التي تعمل على زعزعة البلدان والحكومات، وتقدّم المعدات العسكرية والأسلحة الأكثر تطوراً للإرهابيين، وتخلق انعدام الأمن ثم تقول: إنه يتعين علينا التفاوض، مشيراً إلى أن إيران وجهت صفعة قوية للمتغطرسين المجرمين بإسقاطها الطائرة الأمريكية المسيّرة، وأثبتت أنها لا تتراجع أمام الاستكبار، مؤكداً أن أمريكا تتوهم بأنها قادرة على إركاع الشعب الإيراني.
بدوره أكد قائد مقر عمليات خاتم الأنبياء المركزي في الجيش الإيراني، اللواء غلام علي رشيد، وجوب قيام الحكومة الأمريكية بالتصرف بمسؤولية لحماية أرواح قواتها عن طريق تجنب السلوك الخاطئ في المنطقة، مبيناً أنه في حال حدوث نزاع في المنطقة لا يمكن لأي دولة السيطرة على نطاقه وزمانه، ومشيراً إلى أن تجنّب الحرب لا يحتاج إلى الكلام فقط، بل إلى إرادة وسلوك مناسبين، وشدّد على أن إيران لا تسعى إلى الحرب، ولكنها ستدافع بكل قوة عن مصالح الشعب الإيراني ضد أي تهديد أو اعتداء.