مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة للتشاور السياسي بين سورية وكوريا الديمقراطية المعلم ويونغ هو: مواجهة الإرهاب الاقتصادي الأمريكي
عقد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين، وليد المعلم، ووزير خارجية كوريا الديمقراطية الشعبية، ري يونغ، أمس في بيونغ يانغ، جلسة محادثات رسمية جرى خلالها التأكيد على علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها في المجالات كافة، وخاصة في المجال الاقتصادي، بما يعود بالفائدة عليهما وعلى شعبيهما الصديقين.
وتمّ خلال الجلسة، التي عقدت في مبنى مجلس الشعب الأعلى في كوريا الديمقراطية، التأكيد على أهمية التعاون وتنسيق الجهود بين البلدين لمواجهة كل التحديات، وعلى رأسها الإرهاب الاقتصادي والعقوبات والإجراءات الأحادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها على البلدين بأشكال مختلفة، مشدّدين على ضرورة العمل لتفعيل اتفاقيات التعاون التجاري والاقتصادي والثقافي الموقّعة بين البلدين، والاستمرار بتبادل الزيارات على مختلف المستويات، والدعم بين البلدين في المحافل والمؤتمرات الدولية.
كما بحث الجانبان تطوّرات الأوضاع في منطقتي الشرق الأوسط وشرق آسيا والقضايا الإقليمية والدولية التي تهم الجانبين، حيث كانت وجهات النظر متفقة في كل القضايا التي تمّ التطرق إليها.
ونوّه الوزير المعلم بعلاقات الصداقة التقليدية المتميزة التي تجمع البلدين منذ ما يزيد على الـ 50 عاماً، وبإنجازات الشعب الكوري الصديق تحت قيادة الرئيس كيم جونغ أون، معرباً عن إعجاب سورية بصمود الشعب الكوري ووقوفها إلى جانب كوريا الديمقراطية الشعبية في مواجهة محاولات الهيمنة والسياسات العدائية الأمريكية، مؤكداً تأييد سورية للموقف الكوري المطالب برفع الحصار الاقتصادي المفروض على كوريا الديمقراطية.
وعرض الوزير المعلم تطوّرات الأوضاع في سورية والجهود التي تقوم بها لمحاربة الإرهاب الذي تتعرّض له، ولمواجهة محاولات الهيمنة والعقوبات الأحادية التي تستهدف سيادتها وسلامتها الإقليمية وقرارها الوطني المستقل، معرباً عن الشكر للقيادة والشعب الكوريين لوقوفهم إلى جانب سورية في دفاعها عن قضاياها العادلة وعلى رأسها الاحتلال الإسرائيلي لأراضيها والحرب الإرهابية التي تشن عليها منذ عدة سنوات بدعم من بعض القوى الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
من جهته أكد وزير خارجية جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية موقف بلاده الثابت والداعم لسورية وسيادتها ووحدة أراضيها، مقدّماً التهنئة لسورية بالإنجازات التي حققتها بفضل تضحيات جيشها وصمود شعبها واستقلالية قرارها تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد في وجه الحرب الإرهابية والعقوبات الاقتصادية التي يتعرّض لها الشعب السوري.
وأعرب الوزير يونغ هو عن ثقة بلاده بأن سورية ستحقق النصر على القوى الامبريالية والعدوانية الأمريكية المنحازة لـ “إسرائيل” وعلى أدواتها، وهي ستقف دوماً إلى جانب سورية، وتدعم مواقفها بشأن الجولان السوري المحتل وفي مختلف المحافل الدولية، مبدياً رغبة بلاده في تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع سورية وفي المساهمة في دعمها في مجال إعادة الإعمار، لافتاً إلى أن تعاون البلدين واعتمادهما على الذات سيمكنهما من مواجهة العقوبات والحصار الذي يفرضه أعداؤهما المشتركون.
وعرض وزير الخارجية الكوري موقف بلاده من مختلف التطوّرات في شبه الجزيرة الكورية وشرق آسيا والحوار الكوري الأمريكي، مؤكداً أن بلاده تسعى لتحقيق تطلعات شعبها وإحلال السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية، وهي لن تتنازل بفعل الحصار الاقتصادي والعقوبات الأمريكية الظالمة على كوريا الديمقراطية الشعبية.
وعقب جلسة المحادثات وقّع الوزيران المعلم ويونغ هو على مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة للتشاور السياسي بين البلدين، والتي تهدف إلى تعزيز التواصل والتنسيق بينهما إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك في كل المحافل الدولية.
حضر جلسة المباحثات من الجانب السوري الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين وتمام سليمان سفير سورية في بيونغ يانغ ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين.. في حين حضرها من الجانب الكوري باك ميونغ كوك نائب وزير الخارجية الكوري وعدد من مسؤولي وزارة الخارجية الكورية.