هيئة مكافحة غسل الأموال ستدلي بدلوها في هولندا ســــورية تعتـــزم المشــاركة بالاجتمـاع الســنوي لمجموعــة “إيغمونــت” لوحـــدات الاســــتخبارات الماليــــة
دمشق – حسن النابلسي
تستعد هيئة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب المشاركة بالاجتماع السنوي لمجموعة “إيغمونت لوحدات الاستخبارات المالية” المزمع عقده في الأول من تموز القادم في هولندا، وبين أمين سر هيئة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب عمار معروف لـ”البعث” أن جدول أعمال الاجتماع سيكون موسعاً، يستمر أربعة أيام، ويتضمن مناقشة انتخابات الممثلين الإقليميين، والمشاكل التي تواجه دول المجموعة، وأن الهيئة تجهز بناء على أجندة الاجتماع المرسلة من قبل المجموعة مناقشة القضايا المطروحة. وسيتشارك الهيئة برأيها خلال جلسات المؤتمر “جلسات تحضيرية وجلسة أساسية”، إضافة إلى مناقشة الانتخابات والخطة التشغيلية والخطة الاستراتيجية، والوقوف على نتائج الخطط التشغيلية السابقة، لافتاً إلى أن الخطة التشغيلية هي عبارة عن الخطط المجتزأة من الأهداف الأساسية للخطة الاستراتيجية، كتطوير عمل المجموعة، أو تطوير آلية تبادل المعلومات.. إلخ، وبالتالي وحسب الأجندة الموضوعة سيكون لسورية رأي في كل موضوع مطروح على هذه الأجندة.
بعد صراع طويل
وأوضح معروف أن العضوية في هذه المجموعة هي أحد الشروط الأساسية للالتزام بمعايير مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب الصادرة عن مجموعة العمل المالي، وأنه كان هناك صراع طويل مع المجموعة لانتساب سورية إليها، حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت معترضة على عضوية سورية، لكن عام 2007 انتزعت سورية العضوية وذلك بعد تبني راعيين اثنين من أعضاء المجموعة عضوية سورية، وهذا الموضوع كان محط جدل في الصحافة الغربية، حيث إن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى نشر مقالة بعد انتساب سورية للمجموعة، اتهم مجموعة إيغمونت باتخاذها منحى مخالفاً للغاية من تأسيسها، وهي مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
محرومة
وأضاف معروف أنه لفترة طويلة كانت سورية محرومة من حضور اجتماعات المجموعة التي تعقد كل عام في دولة تحددها رئاسة المجموعة في الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب عدم إعطاء الدول المضيفة للاجتماع الفيزا لوفد سورية وأغلبيتهم دول الخليج، وأن الهيئة حالياً بانتظار البت بطلب الفيزا المقدم للسفارة الهولندية لحضور الاجتماع.
أهمية الانتساب
وبين معروف أن الانتساب إلى هذه المجموعة يحسن صورة البلد أمام الرأي العالمي؛ لأن الانتساب إلى المجموعة يعني مزيداً من الالتزام بتوصيات مجموعة العمل المالي بخصوص مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، كما أن الانتساب يعد مصدراً للحصول على المعلومات التي يمكن أن تفيد سورية بالقضايا التي تعترض عمل الهيئة، وتفيد الجهات القضائية والمختصة، ولاسيما إذا ما علمنا أن مجموعة إيغمونت تضم 165 دولة حول العالم، وكل هذه الدول مشتركة بسيرفر واحد، يتيح التواصل بين هذه الدول بحسب الحاجة للمعلومات، فأحياناً يكون التواصل ليس فقط بطلب معلومة، وإنما لتزويد الدول الأخرى بمعلومة، فعلى سبيل المثال: قد تكتشف الهيئة مجموعة تمارس أعمالاً غير شرعية ومقرها في لبنان، فالهيئة وضمن إطار التعاون والتنسيق تعد مراسلة عن طريق سيرفر المجموعة إلى وحدة التحريات اللبنانية بهذا الخصوص لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
هيكل للمعلومات
وتوفر هذه المجموعة -التي تتألف من وحدات استخبارات مالية عاملة تتفق مع معايير العضوية في إطار حدود بالغة الوضوح- هيكلاً للمعلومات التي ينبغي أن تتبادلها كل وحدة استخبارات مع غيرها من الوحدات على الصعيد الدولي، والتي تعمل أيضاً على تحسين وتأمين الاتصالات بين هذه الوحدات من خلال تطبيقات تكنولوجية، مثل شبكة إيغمونت الآمنة. وتتمثل ولاية المجموعة في توثيق التعاون الدولي بين وحدات الاستخبارات المالية من خلال عقد اجتماعات منتظمة، وتبادل المعلومات وتوفير المساعدة غير الرسمية والتدريب وتبادل الخبرات. ومن حق أيِّ وحدة استخبارات مالية تفي بمعايير مجموعة إيغمونت، من حيث كوﻧﻬا هيئة وطنية مركزية مسؤولة عن تلقي المعلومات المالية (وطلبها وفق المسموح ﺑﻬا)، وتحليلها وتعميمها على الجهات المختصة، والكشف عنها أن تطلب الانضمام إلى عضوية اﻟﻤﺠموعة.