دراساتصحيفة البعث

ويستمر التضليل!!

 

ترجمة: سمر سامي السمارة
عن موقع ار تي 21/6/2019

تروي الكاتبة الكندية ايفا بارتليت مشاهداتها العينية أثناء زيارتها إلى سورية، ونقلت حقيقة ما كان يحاك ضد سورية، وكيف استطاع الشعب السوري بحبه وتلاحمه الصمود ضد أشرس هجمة في التاريخ على دولة مستقلة.

تقول، عدت إلى سورية مرة أخرى خلال عطلة العيد، تحدثت مع الناس عن الحياة في دمشق الآن، وحاولت تسليط الضوء على السلام الذي غاب لسنوات طويلة عندما كانت قذائف الهاون الإرهابية تسقط على المدينة. كنت مهتمة أيضاً بإلقاء الضوء على قضية أخرى: إخلاء مخيم الركبان في جنوب شرق سورية المستمر منذ شهور، حيث تم إجلاء المدنيين لتخليصهم من الجوع والظروف التي لا يمكن تحملها وإيصالهم إلى بر الأمان مع توفير الغذاء والرعاية الطبية.
أنشأت روسيا وسورية في شهر شباط ممرات إنسانية للبدء بإجلاء المدنيين إلى المناطق الآمنة، حيث يمكنهم تلقي العلاج الطبي وإعادة التوطين في مناطقهم الأصلية أو في أي مكان آخر. وفي حزيران 2019، سافرت إلى نقطة تمكنت من خلالها إجراء مقابلات مع الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من مخيم الركبان، الواقع بالقرب من قاعدة التنف التي تحتلها الولايات المتحدة.
مع مرور السنين تحول مخيم الركبان الذي يقع على الحدود مع الأردن، إلى جحيم على الأرض بسكانه الذين يقضون جوعاً بسبب الحصار المفروض، وفي تشرين الثاني 2018، كان هناك حوالي 50000 لاجئ في المخيم. ألقت معظم التقارير الغربية باللوم على سورية وروسيا لندرة الطعام في المخيم، والمثير للاستغراب أن المقالة التي نشرتها مؤسسة الفكر الأمريكية “سنتشري” في حزيران عام 2018 قد أبرزت سيطرة الولايات المتحدة على المخيم والمناطق المحيطة به.
عندما تم تحرير مناطق شرق حلب في كانون الأول عام 2016، تجاهلت رويترز في تقاريرها إظهار المدنيين وهم يلقون باللوم على “الإرهابيين” الذين يحتكرون المواد الغذائية التي هم بأمس الحاجة لها.
ذهبت إلى مضايا التي أعادت إليها الحكومة السورية الأمان في عام 2017 وتحدثت إلى السكان الذين ألقوا باللوم على الإرهابيين وحدهم في تجويعهم، وتكرر الأمر ذاته في الغوطة الشرقية، حيث تحدث السكان عن الجوع والإعدامات التي قام بها الإرهابيون.
من غير المفاجئ بالنسبة لسورية وروسيا أن تحتجز الولايات المتحدة المدنيين في الركبان كرهائن، وقد أصبح الأمر واضحاً جداً عندما رفضت أمريكا إغلاق المخيم، مفضّلة وجود سبب لاستمرار احتلالها غير الشرعي لجنوب شرق سورية. قال مدير الشرق الأوسط لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “أمين عوض”: إن مدني مخيم الركبان محتجزون ضد إرادتهم باعتبارهم “دروعاً بشرية محرومين من الخدمات الأساسية”.
وعلى امتداد الطريق بين مخيم الركبان ومركز حمص للّاجئين قابلت ما يقرب من 900 سوري تم إجلاؤهم في ذلك اليوم في 18 حافلة، تبادلت معهم الحديث حول طريقة الحياة في المخيم والصعوبات التي واجهوها. قالت امرأة عجوز كانت تجلس في إحدى الحافلات: إنها بقيت في المخيم لمدة أربع سنوات، وأن كل شيء كان مكلفاً وعانينا من الجوع طوال الوقت، وأضافت كان علينا دفع 1000 ليرة سورية ثمن خمس حبات من بطاطا. وأخبرني محمود صالح، وهو شاب من محافظة حمص ، أنه فرّ من المنزل قبل خمس سنوات. عندما سألت من كان يسيطر على ركبان ، أجاب دون تردد: “الأمريكيون”.
وقال رجل مسن من تدمر بقي أربع سنوات في المخيم: إن “العصابات المسلحة”، التي كان يُدفع لهم بالدولار الأمريكي، الوحيدين الذين يحصلون على الطعام الجيد.
وعندما سألته عن إمكانية الحصول على الرعاية الطبية، أشار إلى امرأة شابة خلفه وقال: إنها فقدت طفلين لأنها لم تتمكن من إجراء عملية قيصرية في المشفى.
لقد اعتمدت وسائل الإعلام الغربية على “الناشطين الإعلاميين” و”المصادر المجهولة” في دعايتها الحربية قبل وأثناء تحرير أحياء حلب الشرقية والغوطة الشرقية، تعتمد وسائل الإعلام المعادية مرة أخرى على مثل هذه المصادر في تقاريرها عن الركبان، وعلى النقيض من ذلك، تؤكد الحكومة السورية أنه لدى ممثلي الأمم المتحدة إذن لزيارة مراكز اللاجئين، وصرح مركز المصالحة الروسي أن هيئات الأمم المتحدة، بما فيها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين زارت الملاجئ. الأمر الذي يؤكد أن ما تنشره وسائل الإعلام الغربية والحكومات وجماعات الضغط لا يتعدى كونه دعاية لهدف استمرار الحرب وتظليل الحقائق.