زواياصحيفة البعثمحليات

فرص مدفونة!!

 

تحوي الأراضي السورية في أعماقها على الكثير من الثروات الدفينة تمثل فرصاً استثمارية واعدة بمردودها الاقتصادي، منها ما هو متاح بإمكانات بسيطة في متناول أيدينا، ومنها ما يحتاج لتنقيب طويل. وفيما يخص الشق الأول نجد هناك نوعاً من التقصير باستثمار تلك الكنوز، وغالباً ما يبرر أصحاب الشأن ذلك بأعذار غير مقنعة، كالتعليق على شماعة “القوانين والأنظمة لا تسمح”، أو لضعف بالإمكانات، علماً أن عملية الإنتاج غير مكلفة قياساً للجدوى الاقتصادية التي ستتحقق من الإنتاج الوفير.!
على سبيل المثال لا الحصر هناك مادة “البلوك الطفي البركاني”، وهي مادة رملية تستخدم في البناء، وهو موجود بكميات كبيرة في الأراضي السورية وخاصة في المنطقة الجنوبية (محافظة ريف دمشق والسويداء ودرعا)، كما يوجد أيضاً في المنطقة الشرقية وتحديداً بالحسكة والرقة.
وبحسب المؤسسة العامة للجيولوجيا، “هذه المادة ذات تكلفة بسيطة، وتغني عن الإسمنت في صناعة البلوك، حيث إن البلوك الطفي خفيف الوزن لدرجة النصف تقريباً عن وزن البلوك العادي المستخدم حالياً”؛ ما يعني تخفيف الحمل الزائد على أساسات البناء.
والأهم في مواصفات هذه المادة – حسب المؤسسة المعنية- هو “خصائصها العازلة للحرارة بشكل تام؛ ما يجعل الغرف كخزان يحفظ الحرارة بنسبة 67%، يعني هناك توفير في استخدام الطاقة للتدفئة والتكييف، عدا عن عازليتها للصوت، ومقاومتها للحريق، حيث تتحمل درجات حرارة تصل لحدود الـ 1700 درجة مئوية”.
أيضاً هناك مادة “الطف الزيوليتي”، وبحسب الاختصاصيين تستخدم هذه المادة “كسمادٍ بطيء التحرر وغنيّ بالمواد الطبيعية” التي تحتاجها التربة الزراعية، بالإضافة إلى كونه حافظاً للتبخر للزراعات المكشوفة وغيرُ ضارٍ للبيئة كالأسمدة الصناعية المستخدمة حالياً.
أمام هذه المواصفات الإيجابية للمادتين الدفينتين نسأل: ما الذي يمنع من الإسراع في استثمارهما وتحقيق إيرادات بالمليارات وتوفير العملة الصعبة، عدا عن توفير مئات فرص العمل في المقالع؟!
سؤال نضعه برسم المعنيين ونحن على أبواب مرحلة إعادة الإعمار التي نحتاج فيها للكثير من الجهود من أجل حرق المراحل بالتخلص من كل آثار الحرب، وأهمها تعافي الاقتصاد وعودة عجلة الاستثمار والإنتاج.
غسان فطوم
gassanazf@gmail.com