الأخطاء الفردية والأداء السلبي يقضيان على حلم الجيش في كأس الاتحاد الآسيوي
لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع النهاية الحزينة لكرة الجيش بخسارته أمام الجزيرة الأردني بأربعة أهداف دون رد، ليودع بذلك مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي بكرة القدم من نصف نهائي “غرب آسيا” رغم فوزه ذهاباً بثلاثة أهداف نظيفة.
الخسارة واردة في عالم كرة القدم، ولكن أن تكون بتلك النتيجة الموجعة فهذا أمر غير مفهوم، وخاصة لفريق كان قد تفوق بمباراة الذهاب بعشرة لاعبين بثلاثة أهداف دون رد!.
وبعيداً عن الوصف الفني للمباراة، فالخسارة يتحمّلها أولاً الكابتن طارق جبان (الذي أعلن مسؤوليته عنها بعد المباراة)، وثانياً لاعبو الفريق الذين قدموا أسوأ مباراة لهم على المستوى المحلي أو الآسيوي، ولم يقدموا الأداء الذي يليق بهم كبطل للدوري المحلي لم يتلق أية خسارة بالدور الأول من كأس الاتحاد، حتى إنه لم يسجل في مرماه بست مباريات سوى أربعة، لكنه تعرّض لأربعة أهداف أمس الأول!.
للخسارة أسبابها، ويمكن أن تتلخص بأن الجيش كان أداؤه سلبياً، ولم يلعب بالروح القتالية التي تعتبر أبرز أسلحته في كل مبارياته، وهي كلمة السر بفوزه في مباراة الذهاب، وبدا شبحاً للفريق البطل، كما افتقد اللعب الجماعي، والانسجام بين خطوطه الثلاثة، والأهم أن الفريق واللاعبين دخلوا المباراة ولم يكن لديهم طموح الفوز.
الأمر الآخر أن الفريق لم يغامر بالهجوم، وسبق لنا أن أشرنا إلى أنه على “الجبان” أن يلعب مهاجماً منذ البداية، لأن خير وسيلة للدفاع هو الهجوم، وكثرت الأخطاء الفردية من لاعبي خط الدفاع، وحارس المرمى أحمد مدنية، فساهمت بالهزيمة والخروج من البطولة، إضافة لذلك خط الدفاع كان أقوى خطوط الفريق، لكنه ظهر بصورة سيئة ومهزوزة في المباراة، وظهر عدم انسجام المدنية مع لاعبي الدفاع، وخاصة من الخاصرة اليمنى التي اعتمد عليها الجزيرة بالدخول.
وهناك مسألة لم نرها بالفريق وهي غريبة عن فريق الجيش، لكنها وضحت للعيان خلال المباراة وهي تحدث لأول مرة، فقد اعتمد لاعبو الفريق على اللعب السلبي، وإضاعة الوقت منذ صافرة البداية، وهذه نقطة تسجل على الفريق، وظهر واضحاً أن الفريق يخطط لنقطة التعادل، أو الخروج بهزيمة أقل من (3-0)، ففوجىء الجميع بالأداء الذي قدمه الفريق على عكس الفريق الأردني الذي لعب بأداء مثالي، وسجل أهدافاً في توقيت جيد.
أخيراً كنا ننتظر بفارغ الصبر تأهل الجيش للمباراة النهائية، وتكرار الفوز باللقب الآسيوي كما فعل عام 2004، وأن يرسم البسمة لدى جمهورنا، إلا أن أحلامنا الوردية “خطفت”، ولم يتبق لنا إلا الصبر لتحقيق إنجازات كروية قادمة، خاصة أن كرة القدم باتت علماً يحتاج لتخطيط وعمل.
عماد درويش