انطلاق أعمال اجتماع الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية:رفض الصفقات المشبوهة.. وتفعيل الحراك الشعبي لمواجهة التحديات
دمشق- صلاح الدين إبراهيم- عمر المقداد:
انطلقت أمس أعمال اجتماع الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية في دورته العادية الثانية والستين تحت عنوان “من القدس إلى الجولان.. الأرض لنا”، وذلك في فندق الشام بدمشق، وبحضور الرفيقين عضوي القيادة المركزية للحزب الدكتور محسن بلال رئيس مكتب التعليم العالي، والدكتور مهدي دخل الله رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام.
وأكد الرفيق دخل الله أن المقاومة لم تعد تمثّل قضية سياسية ووطنية وقومية فحسب، بل باتت مسألة وجود .. حياة أو موت، مشيراً إلى المعاني العظيمة لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة أعتى أشكال الاستعمار الاستيطاني التي عرفها التاريخ، داعياً إلى توحيد الحركة القومية العربية بشكل حقيقي، وليس بالشعارات فقط، واتباع نهج النقد الذاتي البنّاء شريطة ألا يكون هداماً يؤدي إلى الاستسلام، مؤكداً أن الوعي العربي تجاه قضايا الأمة يجب ألا يقف عند حدود الشعارات.
من جانبه، أكد رئيس المؤتمر العام صفوان قدسي الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي ضرورة الحوار البنّاء بين ممثلي الأحزاب العربية المشاركة في المؤتمر، وتقديم الرؤى والأفكار لاتخاذ موقف حيال مختلف القضايا العربية، مشيراً إلى أهمية انعقاد المؤتمر اليوم في سورية التي باتت في المراحل الأخيرة لتحقيق الانتصار النهائي على الإرهاب، وأدان الدول العربية المشاركة في ورشة البحرين، مؤكداً أن الحقوق العربية في فلسطين كاملة وثابتة ولن تهزمها أي ورشة، وحتى لو لبست لباساً اقتصادياً، ولو أتت بالاستثمارات لشعب فلسطين، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني يرفض تلك الاستثمارات، كما ترفضها الشعوب العربية.
بدوره، أكد الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح أن انعقاد المؤتمر في دمشق قلعة العروبة وقلب الأمة النابض يتزامن مع ما تمر به أمتنا من ظروف خطيرة وتحولات وتحديات لم تشهد لها مثيلاً استهدفت وحدتها وتقسيم كياناتها الوطنية بما يتسق مع المشروع الاستعماري الجديد الذي يسعى إلى تفتيت الأمة خدمة للعدو الصهيوني وصولاً إلى تصفية القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن “صفقة القرن” ترجمة لهذا المشروع الخطير، لافتاً إلى أن سورية شكّلت خط الدفاع الأول عن مصالح الأمة العربية وقضاياها، فألحقت الهزيمة بالإرهاب التكفيري.
وشدد على رفض كل أشكال الحصار على المقاومة التي وجدت لتحرير جميع الأراضي العربية المغتصبة في جنوب لبنان والجولان السوري وفلسطين، مستنكراً الصفقات التي يسوقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بغية وأد القضية وخطوات التطبيع التي تقوم بها أنظمة الخليج مع العدو الصهيوني.
من جهته، أكد نائب رئيس المؤتمر حسن عز الدين مسؤول العلاقات العربية في حزب الله أن الانتصارات التي حققتها سورية على الإرهاب أحدثت نقطة تحول كبيرة في المنطقة، مبيناً أن المقاومة لم تعد خياراً، بل أصبحت سلوكاً يومياً يجب تعميمه في كل مكان يواجه الظلم والاحتلال وثقافة كل عربي، وخاصة أنها أثبتت قوتها وقدرتها على الانتصار، مشدداً على أن فلسطين ستبقى القضية المركزية، والجميع معني بها، فهي أرض عربية مقدسة لن يستطيع أحد بيعها، بل ستعود إلى أصحابها الشرعيين.
وشدد المشاركون في كلماتهم على ضرورة إعداد برنامج تصعيدي شعبي مقاوم لكسر الحصار المفروض على سورية وكل الدول المقاومة التي تقف سداً في وجه السياسات العدوانية الأمريكية الصهيونية، معلنين رفضهم المطلق للإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري.
وأكد المشاركون في المؤتمر أن الرد على “صفقة القرن”، سيكون عبر تجميع الاستنكار العربي، وتجميع الإدانة العربية المتمثلة بالأحزاب العربية التي تعكس كلمة الشعوب العربية والتي ترفض وتدين أي برنامج عملي للصفقة المتمثلة بورشة المنامة، وأشاروا إلى أن كل من يحضر هذه الورشة من الأنظمة العربية أو رجال الأعمال، إنما هو خائن لقضية العرب المركزية ولجماهير الأمة وشعوبها، معبّرين عن اعتزازهم بسورية التي ما تزال تحافظ على دورها كقلعة يلتف حولها العرب رغم كل الأزمات التي أحاقت بها.
وفيما يتعلق بالقضايا العربية، أكد المشاركون ضرورة التنبه للأطماع الغربية والصهيونية في الثروات العربية والمخططات المشبوهة التي يراد تنفيذها تحت مسميات مختلفة، وأعربوا عن رفضهم واستنكارهم لعدوان النظام السعودي على اليمن، كما استعرض المشاركون الأداء الحزبي في بلادهم، وتحدّثوا عن الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية والتحديات والصعوبات التي تواجههم.
وفي تصريحات لـ” البعث”، قال قاسم صالح الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية: إننا في الأمانة العامة للمؤتمر نؤكد أن المقاومة بأشكالها كافة هي المعبّرة عن إرادة شعوبنا وتطلعاتها في تحرير الأرض والإنسان، وإن راية المقاومة واحدة على ساحة الوطن العربي الواحد حتى استعادة الحقوق القومية كاملة، ونحن نحرص منذ سنوات أن نعقد دورة اجتماعات المؤتمر العام للأحزاب العربية أو دورة الأمانة العامة في دمشق لعدة اعتبارات كون سورية مستهدفة في مواقفها الوطنية والقومية، مؤكداً وقوف الأحزاب العربية إلى جانب الشعب السوري وجيشه الباسل وقيادته الشجاعة والمناضلة برئاسة الرئيس بشار الأسد الذين وقفوا وشكّلوا خط الدفاع الأول عن الأمة العربية وقضاياها العادلة، ولولا هذا الصمود الأسطوري لسورية لسقطت الأمة بأكملها في براثن الصهيونية والمشروع الأمريكي في المنطقة.
وقال السفير اليمني في دمشق: إن موافقة دول عربية على المشاركة في “ورشة البحرين” استكمال لعلاقاتها مع “إسرائيل” بضغط أميركي، مؤكداً أنه لن تستطيع أي قوة على الأرض أن تفرض صفقة القرن على الفلسطينيين، مشدداً على أن وحدة الشعب الفلسطيني وتنسيق المواقف العربية ودعم مسيرات العودة كفيل بإسقاط صفقة القرن.
بدوره أكد إبراهيم الديلمي عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله اليمنية أن مثل هذه المؤتمرات واللقاءات تأتي في ظروف بالغة الدقة والحساسية من حياة أمتنا التي ما تزال تعاني من آثار الاستعمار وتداعياته وفي الوقت نفسه من الخلافات البينية التي مكّنت قوى العدوان الصهيوأمريكي من التغلغل في ساحات الأمة العربية، وتأتي أهمية اللقاء بهدف توحيد الساحات العربية وفق رؤية جديدة لمواجهة التحديات.
من جانبه شدد رجب معتوق عضو المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير ليبيا على أن وضع الأمة العربية بلغ درجة كبيرة من التردي بسبب ما يسمى الربيع العربي، وانخراط الرجعية العربية فيه من خلال التمويل والتسليح، وهي ذاتها التي تحاول الآن تمرير صفقة القرن، وهذا ما يتطلب منا تحديد برنامج عمل عربي مشترك لتحريك الشارع لمواجهة التطبيع الذي أصبح يتم علناً، ونأمل أن يخرج الاجتماع بتوصيات على قدر آمال الشارع العربي.
من جهته أكد الأكاديمي المصري مجدي بسيوني أن المؤتمر يأتي في توقيت يجب أن يلتف العرب الشرفاء حول الأهداف التي يدافعون عنها، وهي عروبة القدس والجولان، متمنياً أن لا نكون أصحاب أقوال، وإنما أفعال، ونحن هنا اليوم لإعلان الرفض الكامل لورشة البحرين التي دأبت الصهيونية والنظام السعودي وإدارة ترامب لانعقادها.
من جانبه قال حنا عبد الله هيلانة عضو المجلس الثوري لحركة فتح: جئنا إلى هذا البلد العظيم سورية محتضن حركات المقاومة العربية وجيشه الجبار الذي يهزم الإرهاب، مشيداً ببطولاته وصمود الشعب السوري وقيادته السياسية، ومؤكداً الوقوف إلى جانب سورية في مواجهة الإرهاب والعقوبات الظالمة المفروضة عليها، مشيراً إلى أن مواجهة الاستعمار وأدواته لن تتم إلا بوحدة أفكارنا وتضامننا مع بعضنا البعض.
بدوره أكد الباحث الفلسطيني غازي الحسين أن الاجتماع هام جداً، خاصة أن أمتنا تمر في أردأ مراحل الانحطاط الرسمي، ونأمل أن يشكّل الحراك الشعبي العربي دوراً في مواجهة المشاريع الصهيوأمريكية، والسعي لتفعيل هذا الحراك لإنقاذ عروبة فلسطين، لافتاً إلى أن التطبيع جريمة عظمى، ويتطلب من الجميع مواجهته.