بحث وراموس تطوير العلاقات بين “البعث” و”الشيوعي الكوبي” الهلال: في خندق واحد لمواجهة الإرهاب الاقتصادي الأمريكي
التقى الرفيق المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد للحزب، أمس في مبنى القيادة المركزية بدمشق، وفد الحزب الشيوعي الكوبي برئاسة الرفيق هورهي كويباس راموس، عضو الأمانة العامة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، وتمّ خلال اللقاء بحث آليات تمتين العلاقات بين الحزبين الصديقين، وسبل تطوير العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية بين البلدين في كافة المجالات، وخاصة في مجال القطاع الصحي والدوائي.
ونقل الرفيق الهلال تحية الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد إلى الرفيقين راؤول كاسترو، السكرتير الأول في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، وميغويل دياز كانيل رئيس البلاد، وكل الشعب الصديق في كوبا، متمنياً لهم دوام الازدهار والانتصار على أعدائهم.
وأكد الرفيق الهلال عمق العلاقات بين سورية وكوبا، والتي تعود إلى أكثر من خمسين عاماً، وقد نمت وتطوّرت في عهد القائدين حافظ الأسد وفيدل كاسترو، وتعزّزت في ظل القائدين بشار الأسد وراؤول كاسترو، لتصبح أنموذجاً يُحتذى في العلاقات الدولية، بما يحقق مصلحة البلدين الصديقين، وفي الوقت نفسه توطّدت عرى العلاقات بين حزبي البعث العربي الاشتراكي والشيوعي الكوبي عبر تاريخ نضالي طويل، مشيراً إلى وجود شبه كبير بين سورية وكوبا، حيث تتعرضان للتهديدات والضغوط من العدو ذاته، فسورية تمثّل بوابة الشرق الأوسط، وكوبا تمثّل بوابة أميركا اللاتينية، وقد شنت الحروب على كلا البلدين للسيطرة عليهما وإخضاع قراريهما وإركاع شعبيهما من قبل قوى الهيمنة والامبريالية العالمية، ولكن سورية وكوبا أثبتتا للعالم أجمع أن إرادة الشعوب أكبر من قوة السلاح، مشيراً إلى أن ما فاجأ الأعداء أن بلداناً لا تملك قوة اقتصادية تذكر استطاعت الوقوف في وجه أكبر قوى الهيمنة في العالم.
ونوّه الرفيق الهلال بأن الهدف الأساسي من استهداف سورية هو تصفية القضية الفلسطينية وإخضاعها للإملاءات الغربية التي تصب في مصلحة الكيان الصهيوني الغاصب، لكن صمود الشعب السوري والتفافه حول جيشه الباسل وقيادته الحكيمة أفشل المخطط الأمريكي في المنطقة، كما أفشلت كوبا مخطط أميركا في حرب خليج الخنازير سابقاً، مضيفاً: إن سورية وكوبا شريكتان في النضال ضد قوى الامبريالية والهيمنة التي تحاول السيطرة على البلدان المستقلة، والتي تكافح من أجل الحرية والكرامة والعدالة، وتقفان في خندق واحد لمواجهة الإرهاب الاقتصادي الأمريكي.
وفي ختام حديثه قدّم الرفيق الهلال شرحاً مفصّلاً عن الواقع العسكري والسياسي في المنطقة والإقليم، مؤكداً أن الشعب السوري مصمّم على تحقيق النصر مهما تعدّدت فصول المؤامرة من عدوان وإرهاب اقتصادي، مبيناً أن أولويات سورية في المرحلة القادمة هي استكمال تحرير كامل أراضيها من الإرهاب ومن الوجود الأجنبي غير المشروع بكل أشكاله، وإعادة بناء وإعمار كل ما تهدّم، مثمّناً وقوف الأصدقاء في كوبا إلى جانب الشعب السوري منذ حرب تشرين التحريرية إلى اليوم، على الصعيد الثنائي وفي كل المحافل الدولية، مشدّداً على استمرار دعم سورية لكوبا في مواجهة الحصار الاقتصادي الأمريكي.
من جانبه، أعرب الرفيق راموس عن تقديره لمقاومة الشعب السوري ووقوفه في وجه أشرس الحروب، فكان مثالاً يُحتذى به في المقاومة والدفاع عن السيادة والكرامة، مؤكداً أن التاريخ سيسجّل أن الشعب السوري واجه بكل اقتدار وشجاعة أقوى هجمة إرهابية تعرّضت لها بلاده في تاريخها الحديث والمعاصر، مجدداً التأكيد على وقوف كوبا، قيادة وشعباً، إلى جانب سورية في تصديها للحرب الإرهابية التي تشن عليها، ورفضها التدخل في شؤون سورية الداخلية.
وأكد راموس أهمية تعزيز العلاقات الثنائية، معتبراً أن هذه الزيارة تعبير عن رغبة حقيقية في تعميق أواصر التعاون والصداقة بين الشعبين والحزبين، كما ثمّن دور سورية التي تمثّل العمود الفقري في محور المقاومة، والذي فرض توازنات جديدة في المنطقة والعالم.
حضر اللقاء الرفيقان عضوا القيادة المركزية للحزب الدكتور محسن بلال وياسر الشوفي، والسيد مغيل بورتو بارغا سفير جمهورية كوبا بدمشق.