سلافة معمار الرقم الصعب في الدراما
تحدت“ربى” في مسلسل أرواح عارية –تأليف فادي قوشقجي وإخراج الليث حجو- المجتمع السوري المسلمات المتعارف عليها والعادات والتقاليد التي دارت حولها الدراما السورية منذ عام 2012، سواء كانت من معاملة الزوج الخائن بالمثل وتبرير المجتمع لفعلته والانتقام منها دون الاضطرار لدفع الثمن، وفي هذا العام تقف من جديد الطبيبة “سلام” أمام المخرج الليث حجو في “مسافة أمان” وتجرد نفسها من كل مشاعرها وأحاسيسها وتختار قرار الهجرة خارج البلاد بعد اكتشافها أعمال زوجها الإجرامية في تجارة الأعضاء البشرية واستغلال الفقراء، ومن ثم أفعال الشاب “مروان- إيهاب شعبان” الذي وقف إلى جانبها طيلة فترة انهيارها من مقتل زوجها، لتكتشف في النهاية أنه أحد أفراد العصابة المسلحة التي قتلت الكثير من الناس.
ننتقل مع “سلام” في العمل بكل تفاصيل شخصيتها ونتعاطف معها كونها كانت تثق بزوجها “نادر- مأمون الفرخ” وترى أنه شخص نبيل، وتجعلنا نقف أمام خيار هل يمكن للمرء أن يسامح من وقف معه وسانده في أصعب الأوقات؟، إلا أنها بتعابير وجهها وهدوئها وصمتها كانت قادرة على إقناعنا أن المسامحة لا تكون بهذه السهولة –رغم تعاطفنا معه- ومهما عمل المذنب خيراً يبقى مجرماً ولا يمكن تفادي خطأه. الفنانة سلافة معمار هي الرقم الصعب في الدراما السورية، قادرة على تقمص كل الشخصيات التي تختارها، فلا يمكن تخيّل بديل لشخصية “بثينة” في “زمن العار” إلا هي بأدائها ونظراتها وحركاتها التي تقول الكثير، ولن تستطيع أي ممثلة تقليد ضحكة “غريتا” في “تخت شرقي” فهي قادرة على إيصال الشخصية التي تؤديها بكل ما تمتلك من حواس ونظرات وصمت وصوت إلى المشاهد.
جمان بركات