قوى التحرّر العربي ردّاً على “ورشة البحرين”: فلسطين ليست للبيع
توسّعت رقعة الاحتجاج والرفض والإدانة لصفقة ترامب و”ورشة البحرين”، التي تؤسس للصفقة، وللحاضرين فيها. فانطلقت التظاهرات والتجمعات، وعُقِدت المؤتمرات والندوات، وتداعت قوى التحرر العربي من كل الأقطار للتأكيد على أن صفقة بيع فلسطين لن تمر، مهما طال الزمن.
ففي الأراضي الفلسطينية المحتلة، عمّ إضراب شامل، أمس، رفضاً لـ”الورشة الاقتصادية”، فيما شهدت مدن رام الله ونابلس وطوباس وبيت لحم والخليل وأريحا بالضفة الغربية، لليوم الثاني على التوالي، مسيرات ووقفات احتجاجية رفضاً لما تسمى “صفقة القرن” ومشاركة بعض الأنظمة العربية في ورشة البحرين، وتأكيداً على أن حل القضية الفلسطينية يتمثّل بإنهاء الاحتلال، وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني، التي لا تباع ولا تخضع للابتزاز والمساومة.
كما شهد قطاع غزة المحاصر إضراباً شاملاً تنديداً بـ”ورشة البحرين” ورفضاً لأي مخرجات ستصدر عنها، وعدداً من الوقفات الاحتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة وسط القطاع وفي رفح وخان يونس جنوبه.
إلى ذلك، أكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أنه لا يحق لأي جهة في العالم أن تتحدّث باسم الشعب الفلسطيني أو أن تشطب قضيته، وتتنازل عن حق العودة والثوابت الوطنية لهذا الشعب، مضيفاً: “إن شعبنا الفلسطيني هنا وفي سائر أرجاء العالم كما وجميع الأحرار من أبناء أمتنا العربية أعلنوا موقفهم الواضح الرافض لصفقة القرن ولاجتماع البحرين المشبوه والخطير”، مشيراً إلى أن “ورشة البحرين” هدفها تصفية القضية الفلسطينية، والتآمر على الشعب الفلسطيني، وابتلاع مدينة القدس وتهويدها بشكل كلي.
من جهته، أكد رئيس الفعاليات الوطنية الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948 الشيخ سلمان عنتير أن “ورشة البحرين” هي خيانة للقضية الفلسطينية، وتخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي، وتتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأشار إلى أن “صفقة القرن” تعقد بإرادة صهيونية تعويضاً عن فشل مخططهم ضد سورية ومحورها المقاوم الذي يقف مع الحق الفلسطيني والقدس بوجه المحتل.
كما نظّمت قوى فلسطينية ولبنانية مظاهرة أمام مقر الإسكوا في بيروت، وأكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في كلمة له أن المخطط الأمريكي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية والذي يأملون من “ورشة البحرين” تنفيذه سيسقط كما سقطت مخططاتهم ومؤامراتهم ضد سورية والعراق ولبنان، وشدّد على الموقف الوطني الفلسطيني الجامع لمواجهة ما يخطط لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكداً أن محور المقاومة هو المنتصر على كل ما يحاك ضد المنطقة، ورغم كل ما يمارس من ضغوط اقتصادية وسياسية.
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي في حركة أمل حسن قبلان رفض الحركة للمشاركة في هذه الجريمة الموصوفة، قائلاً: “لا لبيع قضية فلسطين في بورصات المال وسياسات الإغواء والإغراء”.
كما شدّدت كلمات باسم فصائل فلسطينية على رفض “صفقة القرن” والتمسك بالمقاومة خياراً وحيداً، ودعت إلى أوسع التحركات تضامناً مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ورداً على “ورشة البحرين” وسياسة التطبيع ورفضاً لـ “صفقة القرن”.
كما أكدت الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية في بيان أن التآمر على قضية فلسطين بلغ ذروته مع انعقاد “ورشة البحرين”.
وشدّدت الأحزاب والقوى والفصائل الفلسطينية على أن فلسطين كلها محمية برصيد لا ينضب من الدم والشهداء والتضحيات، وهو رصيد يفوق بقيمته كل أرصدة أمريكا وحلفائها وكل أموال النفط العربي المسخّر لواشنطن وصفقاتها.
وأدان البيان تخاذل وتآمر بعض الأنظمة العربية التي كشفت عن وجوهها القبيحة من خلال قيامها بالتطبيع مع العدو الصهيوني ودعمها للمجموعات الإرهابية التي تشكّل الوجه الآخر للصهيونية ومن خلال تمويل ما تسمى “صفقة القرن” لتصفية القضية الفلسطينية، فيما أشادت القوى والفصائل بموقف سورية الداعم للمقاومة والرافض للصفقات المشبوهة.
ودعا البيان إلى استمرار تحركات الغضب رفضاً وتنديداً بـ”ورشة البحرين” و”صفقة القرن”، مشدداً على ضرورة التمسك بالمقاومة نهجاً وخياراً، لأنها السبيل الوحيد للتحرير وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وحماية قضية فلسطين من خطر التصفية.