معضلة الإعداد النفسي
شكّل خروج فريق الجيش من مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي صدمة للشارع الرياضي برمته بالنظر إلى الطريقة التي جاءت بها الهزيمة أمام الجزيرة الأردني، حيث كان الجيش يمتلك أفضلية كبيرة لفوزه ذهاباً بثلاثية، لكن ما جرى فتح باب التساؤلات على مصراعيه حول ما يحصل مع ممثّلي كرتنا في المشاركات الخارجية، وتحديداً من الناحية النفسية؟!.
فأغلب المتابعين يدركون أن كرتنا خاصة، ورياضتنا عامة ينقصها الإعداد النفسي المناسب، حيث لم يعد الموضوع كما ينظر البعض على أنه من الكماليات، بل بات ضرورة ملحة لما له من آثار إيجابية يمكن أن تعوض النقائص الفنية، وفوارق الإمكانيات.
فخلال مشاركة منتخبنا بكرة القدم في كأس آسيا ظهرت علائم غياب التحضير الذهني، والجاهزية النفسية، فدخلنا البطولة كبطل متوّج، وبغرور ناتج عن ثقة زائدة، وبنظرة خيالية مخالفة للواقع كانت النهاية محزنة، وكان الوداع سريعاً لحلم الظفر باللقب، طبعاً في هذا الموضوع هناك تفصيل هام يجب الانتباه له وهو طريقة تعامل اللاعب مع الأضواء والنجومية، وكيفية تحويلها لطاقة دافعة نحو المزيد من الاجتهاد بدلاً من الغرور والاتكالية، كما أن تأصل بعض الأفكار في وعي كوادر رياضتنا التي تنقلها عبر الأجيال للاعبين أمر بحاجة لمعالجة، ومنها توريث عقدة النقص والمقارنات غير المنطقية والتحفيز الخاطىء، فقبل كل بطولة وفي مختلف الألعاب نجد أن الكثير من لاعبينا يستقون من مدربيهم فكرة فوارق الإمكانيات، ووجود مبررات مسبقة لأي فشل.
جهود الإرشاد النفسي في رياضتنا بحاجة لعمل كبير بعيد عن الدورات السنوية والمحاضرات النظرية، فأهمية الأمر تقتضي وجود خطة مستقبلية يتم تطبيقها بشكل مدروس وعلى كل الاتحادات.
مؤيد البش