مؤتمر الأحزاب العربية يدين انصياع بعض الأنظمة للتطبيع: الجولان عربي سوري.. ومن حق سورية استعادته بكل الوسائل
دمشق- البعث:
اختتم اجتماع الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية أعمال دورته العادية الثانية والستين، والتي عقدت في فندق الشام تحت شعار “من القدس إلى الجولان الأرض لنا”، بإدانة إعلان الرئيس الأمريكي بشأن الجولان السوري المحتل، مشدّداً على أن الجولان عربي سوري، ومن حق سورية استعادته بكل الوسائل الممكنة، وحيّت الأمانة في بيانها الختامي سورية، التي قدّمت التضحيات الجسام في سبيل رد العدوان والذود عن حقوق الأمة وكرامتها، مثمّنة جهود الجيش العربي السوري الباسل، الذي واجه عدواناً استهدف سورية وشعبها بأدوات تكفيرية إرهابية، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وعدد من الدول الغربية وأنظمة عربية متواطئة، بالإضافة إلى النظام التركي.
وأكد البيان الختامي أن العقيدة القومية للجيش العربي السوري وروحه القتالية أبهرت شعوب العالم بأسرها، وأن الجيش أعطى أجيال الأمة الصاعدة أنموذجاً لما يجب أن تكون عليه المقاومة دفاعاً عن الأوطان، منوّهاً بوقوف الحلفاء والأصدقاء إلى جانب سورية، ما أسهم بمواجهة العدوان الإرهابي عليها وصمود الشعب السوري الرافض للاستسلام الملتف حول جيشه وقيادته، وتوجّهت الأمانة بالتحية إلى السيد الرئيس بشار الأسد، الذي آمن بالنصر منذ الوهلة الأولى، وقاد أصعب معارك الأمة ضد أعدائها، ظافراً بالنصر ومكللاً بالنجاح.
وطالب البيان الختامي بخروج كافة القوى غير الشرعية التي دخلت الأرض السورية دون إذن من حكومتها، وحث على دعم جهود الدولة السورية وإجراءاتها لصون وحدة أرضها وتحريرها من الإرهاب، مندّداً بالاعتداءات المتكررة على الأرض السورية، وداعياً إلى احترام إرادة الشعب السوري وتأييد الحوار السوري- السوري دون تدخل خارجي.
وأعربت الأمانة العامة عن إدانتها للحصار الظالم الذي تفرضه واشنطن على سورية واليمن وإيران وفنزويلا وكوبا والمقاومة في لبنان، مبينة أن الحصار عدوان صريح على هذه الدول ومخالفة صريحة للمواثيق الدولية. وأوضحت الأمانة أنها ناقشت في اجتماعها الأوضاع العربية، وما يخطط للمنطقة من مشاريع وما يسمى بـ”صفقة القرن”، التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وإسدال الستار على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وشدّدت على أن الورشة المنعقدة في البحرين، بإملاءات من الإدارة الأمريكية، تحت شعار خادع ومضلل، يراد منها أن تكون الخطوة الأولى في تنفيذ “صفقة القرن”، معلنة إدانتها للدول العربية المشاركة في الورشة وتقديرها لصمود الشعب الفلسطيني المقاوم وموقفه الموحّد إلى جانب بعض الدول بمقاطعة ورشة البحرين وإدانتهم لها، وثمّنت المبادرة الوطنية البحرينية المناهضة للتطبيع مع العدو الصهيوني، موجّهة التحية للحراك الشعبي الرافض لورشة البحرين، وداعية القوى السياسية والشعبية إلى تشديد نضالها حتى تتمكن من إسقاط هذه الصفقة.
وأدانت الأمانة انصياع بعض الأنظمة العربية للتطبيع، الذي تجلى بالزيارات التي قام بها مسؤولون صهاينة، واستقبال وفود صحفية ورياضية صهيونية في بعض العواصم الخليجية، مبينة أنه يعد تخلياً رسمياً عن الشعب الفلسطيني ودعماً صريحاً للاحتلال.
واستنكرت الأمانة ما يتعرض له الشعب اليمني الشقيق من عدوان أمريكي سعودي إماراتي يرتكب بحقه والحصار القائم عليه، مشددة على دعمها وحدة التراب اليمني وحق اليمن وجيشه ولجانه الشعبية بمقاومة العدوان. وحيت الأمانة العامة المقاومة اللبنانية، وأدانت كل المحاولات المشبوهة الرامية إلى وسمها بالإرهاب، حيث أثبتت هذه المقاومة أنها ضرورة وطنية وحاجة استراتيجية للأمة للتصدي للعدوان الصهيوني والهيمنة الأمريكية على الأمة.
وأكدت الأمانة العامة ضرورة تمكين الشعب البحريني من الحصول على حقوقه المشروعة في المشاركة السياسية الكاملة، ووقف الاستهداف السياسي، والإفراج عن نحو خمسة آلاف سجين سياسي، مطالبة بإلغاء قرار إقفال جمعيتي الوفاق الوطني والعمل الوطني الديمقراطي “وعد”، والإفراج عن الشيخ علي سلمان عضو الأمانة العامة وأمين عام جمعية الوفاق.
ودعت الأمانة إلى الحفاظ على وحدة السودان وأمنه واستقراره وسيادته وتحقيق توافق وطني بين كل القوى السياسية السودانية، وكذلك توحيد الجهود للوصول إلى ميثاق وطني في ليبيا يحفظ وحدتها الجغرافية، ويصون سيادتها بعيداً عن أي تدخلات خارجية، وإلى حوار وطني في الجزائر بعيداً عن التدخلات الخارجية.
وشارك في المؤتمر أمناء عامون وممثلون عن أحزاب قومية وعربية من سورية ولبنان والأردن والسودان ومصر وتونس وليبيا والبحرين وفلسطين واليمن.
مقاومة التطبيع مع العدو الإسرائيلي
ودعا المشاركون في الاجتماع إلى عقد مؤتمر موسّع لمقاومة التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ووضع الخطوط والآليات اللازمة لتعزيز المقاطعة مع هذا الكيان.
وأشار المشاركون، خلال فعالية احتجاجية أقاموها في فندق الشام تحت عنوان “معاً ضد صفقة القرن.. مقاومة من أجل الانتصار”، إلى رفضهم التام واستنكارهم لما يسمى “ورشة البحرين”، وأكدوا أن جميع الدول العربية مدعوة للوقوف في وجه “صفقة ترامب” بكل قدراتها وإمكانياتها.
ولفت المشاركون في الفعالية إلى أن جميع المخططات التآمرية التي تسعى الإدارة الأميركية إلى تمريرها تحت مسميات مختلفة سواء التوطين أو ما يسمى “صفقة القرن” أو “ورشة البحرين” ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية وتتعارض مع حقوق وإرادة الشعب الفلسطيني، وأكدوا أن سورية ثابتة في مواقفها في مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي والتضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني في كفاحه ضد هذا الاحتلال، مبينين أن التنديد ورفض “ورشة البحرين” الرامية للتطبيع وتصفية القضية الفلسطينية ليس كافياً بل يجب التحرّك بشكل فعلي للوقوف في وجه هذه المؤامرة.
واستنكر المشاركون كل الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، مطالبين بضرورة تعزيز الموقف الفلسطيني والتمسك بخيار المقاومة.