فعلاً.. “شي بحط العقل بالكف”..!؟
مقلق فعلاً أن نسمع من شخصية علمية اقتصادية تقلدت سابقاً إدارة غير وزارة ومنها الاقتصاد، أننا في أسوا وضع.. والأكثر قلقاً كشفها لنا، أنه وقبل أن يكون عندنا حرب اقتصادية أو تقنية، لم نكن قادرين على حل مشكلات عادية..!
وحين تؤكد المؤكد لنا أيضاً، من أن مواقع الفساد هي مواقع القوة.. وفوق ذلك تشاطرنا الرأي بأن تلك المواقع محتكرة، والأكثر من هذا، أن أجندات تلك المواقع لا تعتمد على التنمية أو الوطنية، إنما دائماً هناك المصلحة الشخصية..، فلا شك أننا أمام واقع يتطلب عملية كي سريعة لتلك المواقع، وإلاَّ لن ينفع الندم…
ولمن قد يتهمنا بالمبالغة، نعيده إلى ما صرح به أحد الخبراء الاقتصاديين المحليين، وهو أحد المستشارين الاقتصاديين لدى مجلس الوزراء خلال لقاء إذاعي له.. حيث كشف عما قاله له تجار السوق السوداء حول سعر الصرف “إذا رفع المركزي 10 ليرات سورية، فإننا سنرفع 40 ليرة..!؟”.
إنه تهديد وفرض واقع، وهو أمر غير مستطاع فهمه.. عقَّبت الشخصية بالقول، وأضافت مبدية تفاجأها بالمستشار، وبكم ما امتلأت مقابلته بالمتناقضات، على حد تعبيرها..!؟
مثل هذا الرأي التقويمي، يصدر من شخصية حكومية سابقة، لا نعتقد أنه من الحكمة المرور عليه مروراً عابراص، هذا إن كنا فعلاً نريد الخلاص من شرنقة ما نحن فيه من واقع اقتصادي، لم ينجُ أحد من تأثيراته القاتمة، بل لا بد أن نأخذه بكثير من محمل الجد.. والأهم المتابعة وصولاً إلى مواجهة التحديات القاسية التي يحاول البعض دمل رأسه بالرمال..!
وفي الإطار نفسه لا نعتقد أن هناك عاقلاً ومنتمياً أو مؤتمناً على مقدرات هذا الوطن، الذي ابتلي بنوع من تجار الأزمة ومن الداخل.. ممن يتاجرون بكل شيء حتى بمستقبل هذا الوطن ومصيره، قد يقف مكتوف الأيدي وهو يتابع الاجتماع الأخير بين الحكومة والاتحادات..، والذي لم يقل فيه رجال المال أي شيء للحكومة..، والسبب لأن لهم أجندة مختلفة..!.
لم يقولوا أي شيء..، في الوقت الذي يطالب خلاله القطاع الخاص (الكبير) أكثر من غيره، بضرورة استمرار وزيادة تحفيزه من قبل الأجهزة الحكومية، وضرورة تخفيف الأعباء المالية عن كاهله، وبوضع السياسات والإجراءات التي تجعله في منأى عن تحمل أي تكاليف أو مهام إضافية..!.
ليس هذا فحسب، بل تجده أيضاً يطالب بمزيد من التمكين والمساحة الأكبر على مستوى زيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني، وهي المطالب التي لو تم الغوص في خفاياها كثيراً، لوجد كثيراً من التضارب، أو عدم الاتفاق في طريق تحقيق تلك المطالب..!؟
فعلاً هناك أمور غير مفهومة مطلقاً تحدث، ولا ندري سبب كل هذا الصمت الذي أصبح سمة، ومنه مثلاً صمت مصرفنا المركزي وإصراره غير المفهوم على سعر صرف 435 ليرة لدولاره الواحد..، “شي فعلاً بحط العقل بالكف..!”.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmai.com