بمشاركة إرهابيين أمريكيين وإسرائيليين فنزويلا.. إحباط محاولة انقلاب جديدة
للمرة الثالثة، تفشل الإدارة الأمريكية الحالية في تحقيق غايتها بالانقلاب على الرئيس الفنزويلي الشرعي نيكولاس مادورو، حيث أعلن مادورو أن سلطات بلاده أحبطت محاولة انقلاب جديدة كانت ستنفذ هذا الأسبوع، وألقت القبض على المتورّطين فيها.وقال مادورو في خطاب تلفزيوني: إن “قوات الأمن أحبطت محاولة انقلاب تضمّنت خططاً لاغتياله هو وشخصيات سياسية كبيرة أخرى، وتعيين ضابط سابق بالجيش مسجون حالياً رئيساً للبلاد”، وأضاف: “لقد كشفنا وفكّكنا وقبضنا على مجموعة من الإرهابيين خططت لانقلاب ضد المجتمع والديمقراطية في فنزويلا”، مبيناً أنه “بعد تتبّع هذه المجموعة المؤلفة من إرهابيين وفاشيين جرى إلقاء القبض عليهم ووضعهم خلف القضبان بأدلة واضحة”.
وأوضح مادورو أن المخطط شارك فيه خوان غوايدو زعيم المعارضة، إضافة إلى زعماء سياسيين من تشيلي وكولومبيا والولايات المتحدة و”إسرائيل”.
وكان مادورو أعلن في الأول من أيار الفائت إفشال محاولة انقلاب نفذتها في الـ30 من نيسان الماضي مجموعة صغيرة من العسكريين المؤيدين للمعارضة اليمينية المدعومة من واشنطن متوعّداً المتورطين بملاحقات جزائية.
بدورها أعلنت الحكومة الفنزويلية عن امتلاكها أدلة دامغة على مشاركة حكومات أجنبية في تمويل محاولة الانقلاب الجديدة، وقال وزير الإعلام الفنزويلي خورخي رودريغيز: “لقد شهدنا كل الاجتماعات التي خطط فيها للانقلاب عبر تسلل عملاء حكوميين إلى عمليات التحضير لمحاولة الانقلاب ضد مادورو”، مبيناً أن محاولة الانقلاب التي شارك فيها ضباط حاليون ومتقاعدون كانت ستنفذ بين يومي الأحد والاثنين الماضيين.
وأعلن رودريغيز أن إرهابيين إسرائيليين وأميركيين وكولومبيين شاركوا في مخطط محاولة انقلاب يتضمّن اغتيال الرئيس مادورو، وأكد أن لديه “مقاطع فيديو تدلّ على نقل الأسلحة والمال لتنفيذ الانقلاب”، لافتاً إلى أن “المتآمرين ضد السلطة في فنزويلا أرادوا الاستيلاء على مستودعات الأسلحة والمطار العسكري.. ومهاجمة السجن لإطلاق سراح وزير الدفاع السابق راؤول بادويل المتهم بالفساد وتنصيبه رئيساً”، وكشف أن خصوم الرئيس الفنزويلي استأجروا مرتزقة أجانب لقتله.
وأوضح رودريغيز أنه جُنّدت في محاولة الانقلاب 3 مجموعات مسلحة هي “سوكري” و”لاندر” و”أوليسيس”، و”مهمة المجموعة الأولى “سوكري” كانت اعتقال الرئيس مادورو وتصفيته جسدياً”، وفق رودريغيز، والذي أضاف: “المخطط تضمن أيضاً قتل رئيس الجمعية الدستورية ديوسدادو كابيلو ورئيس المخابرات غوستافو غونزاليس لوبيز”، ووفق المخطط فإن الانقلاب كان سيشمل خطف وزير الداخلية نيستور ريفيرول والاستيلاء على القصر الرئاسي في ميرافلوريس.
وتعرّض مادورو لمحاولة اغتيال في آب 2018 بطائرتين من دون طيار من طراز “إم 600″، خلال إلقائه كلمته في ذكرى الحرس الوطني البوليفاري.
واتهم رودريغيز الرئيس الكولومبي إيفان دوكي بالتخطيط لانقلابات وعمليات اغتيال للرئيس مادورو، كما وجّه الاتهام أيضاً إلى الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون.
وفي تعليقها على الحادثة، انتقد مسؤول بوزارة الخارجية الروسية محاولة الانقلاب التي شهدتها فنزويلا، مؤكداً أن هذه الخطوات لا تفيد في تجاوز الأزمة السياسية في البلاد، وقال نائب مدير قسم الإعلام والصحافة في الوزارة، أرتيوم كوجين: إن الخارجية الروسية أخذت بعين الاعتبار معلومات حول محاولة انقلاب جديدة في فنزويلا كان يتمّ الاستعداد لها بهدف الإطاحة بالرئيس مادورو والأشخاص المقربين منه، “وكذلك حول خطط لتنظيم أعمال تخريب جديدة رامية إلى إحداث مزيد من زعزعة الاستقرار في البلاد”.
كما أعرب الدبلوماسي الروسي عن رضا موسكو لإحباط هذه الخطط من أجهزة الأمن الفنزويلية، وتابع: “مثل هذه النيّات العدوانية، لا تخدم البحث عن سبل الخروج من الأزمة، والذي يجري حالياً في إطار الحوار بين الحكومة والمعارضة في ظل المساعي الحميدة للنرويج”، وأضاف قائلاً: “أودّ أن أشير إلى أننا ندعم هذه العملية دعماً كاملاً، وأدعو الجميع إلى عدم فرض وجهات نظرهم أو شروط يزعم أنها تقود إلى حلول ما، على المشاركين في المفاوضات ومنظميها”.
وأشار إلى أن على الفنزويليين أنفسهم أن يجدوا مخرجاً من الأزمة في بلادهم، مؤكداً أن روسيا لا يمكن أن تقبل موقف المبعوث الأمريكي الخاص بالشأن الفنزويلي، إليوت أبرامز، مشدّداً على ضرورة استثناء استخدام القوة من الخيارات “المطروحة على الطاولة” في الملف الفنزويلي.