سلسلة تفجيرات إرهابية تضرب العاصمة التونسية
استشهد عنصرا أمن وأصيب أشخاص آخرون جراء سلسلة تفجيرات إرهابية وقعت أمس في العاصمة التونسية، بعد أنباء تحدّثت عن هجوم مسلح استهدف محطة إرسال تلفزيوني جنوب البلاد.
وأعلنت وزارة الداخلية التونسية عن ارتقاء شهيدين من القوى الأمنية، وسقوط 9 جرحى في تفجير انتحاري استهدف شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة التونسية.
وكان الناطق الرسمي باسم الوزارة، سفيان الزعقيان، أعلن: “أن رجلي أمن أصيبا في تفجير إرهابي وقع بالقرب من دورية أمنية بشارع شارل ديغول في العاصمة توفي أحدهما لاحقاً، فيما أصيب ثلاثة أشخاص آخرين بجروح”.
وفي وقت سابق، أشارت مصادر تونسية إلى خمس إصابات وقعت في صفوف الأمن والمواطنين إثر تفجير إرهابي انتحاري استهدف سيارة شرطة في شارع الحبيب بورقيبة، نفّذته امرأة، فيما قال شهود عيان: إن التفجير كان في تقاطع شارع فرنسا وشارل ديغول التجاري وسط المدينة على بعد نحو 100 متر من السفارة الفرنسية.
وفرضت قوات الأمن التونسية طوقاً أمنياً حول مكان التفجير في شارع الحبيب بورقيبة- والذي بدت فيه أشلاء الإرهابي واضحة على قارعة الطريق- وأوقفت حركة السير، فيما نقلت سيارات الإسعاف المصابين إلى المستشفيات.
وأضافت مصادر تونسية: إن تفجيراً ثانياً وقع في موقف سيارات لمقر مكافحة الإرهاب وسط العاصمة، لافتة إلى أن قوات الأمن أغلقت الطريق المؤدي إلى القصر الرئاسي، فيما وقع تفجير ثالث في حي القورجاني في تونس، فيما أعلنت حالة الطوارئ بمستشفيات العاصمة التونسية لإسعاف الجرحى.
وتحدّثت مصادر عن محاولة الإرهابي دخول مقر مكافحة الإرهاب، حيث فجّر نفسه بعد ان انكشف أمره، كاشفةً أن التحقيقات لم تتوصل حتى الساعة إلى معرفة المسؤولين عن التفجيرين، وسط إصرار أمني وشعبي على استئصال الإرهاب. وتعرّضت محطة الإرسال الإذاعي والتلفزيوني بجبل عرباطة في ولاية قفصة جنوب تونس، صباح أمس، لإطلاق نار من قبل مجموعة إرهابية مسلحة دون وقوع إصابات، وفق بيان صادر عن وزارة الدفاع الوطني، والذي أكد أنّ “التشكيلات العسكرية الموجودة في المكان والمؤمنة لمحطة الإرسال العسكري، تدخلت في الحين بردّ فعل فوري مما أجبر هذه المجموعة على الفرار بعمق الجبل”، ولا تزال العملية العسكرية متواصلة لتقفي آثار المجموعة المسلّحة، وفق ما ورد بنص البيان.
وفي 29 تشرين الأول من العام الماضي وقع انفجار إرهابي وسط شارع الحبيب بورقيبة على مقربة من المسرح البلدي في تونس دون أن يسفر عن سقوط ضحايا.
وتشهد تونس منذ سنوات هجمات إرهابية، ولا سيما في غرب البلاد، راح ضحيتها عشرات المدنيين والعسكريين والسياح الأجانب، ما أدى لإبعاد السياح والمستثمرين عن تونس، وزاد من حدة أزمة اقتصادية ناجمة عن عجز مزمن في الميزانية.
لكن السلطات التونسية تؤكّد أنها حقّقت نجاحات أمنية مهمة، مشدّدة على ضرورة مواصلة الحذر واليقظة إزاء خطر المجموعات الإرهابية.
وتأتي الهجمات الإرهابية الأخيرة في ظل توتر سياسي يخيم على تونس بعد الأنباء المتداولة حول إمكانية تأجيل الانتخابات.
وفي وقت لاحق، أعلنت السلطات التونسية حالة تأهب قصوى وإجراءات أمنية وقائية مشددة في مطار تونس قرطاج، وتمّ منع دخول كل المرافقين للمسافرين، بالإضافة إلى تركيز عدد الحواجز خارج المبنى الرئيسي للمطار تحسباً لأي طارئ.
وأكد الكاتب العام للنقابة الجهوية لأمن مطار تونس قرطاج، أنيس الورتاني، أنه تمّ إقرار تدابير واحتياطات أمنية ووقائية حول كل المنافذ المؤدية إلى المطار والتقليص من عددها، وبيّن أن هذه الإجراءات تأتي في إطار الحرص على سلامة المسافرين والمواطنين، كما تندرج أيضاً ضمن برنامج وقائي من الإرهاب تمّ إطلاقه عام 2014، وأشار إلى أن مثل هذه الإجراءات يتمّ اتخاذها في حال حدوث طارئ، مشدّداً على أن الأمن مستتب بالمطار مع الحفاظ على سلامة المسافرين.
إلى ذلك عقد اجتماع لرؤساء الكتل بمقر البرلمان التونسي، للتداول في الوضع العام في البلاد على إثر التفجيرات الإرهابية، إضافة إلى الوضع الصحي للرئيس الباجي قايد السبسي، مع إمكانية إقرار جلسة عامة للتداول في وضع البلاد.