الصفحة الاولىصحيفة البعث

شمخاني لترامب: الرد سيكون حتمياً وسيشمل المعتدي ومن معه

يصوّت مجلس الشيوخ الأمريكي، اليوم، على مشروع قانون يمنع الرئيس ترامب من شن أي هجوم عسكري ضد إيران، دون الحصول على موافقة الكونغرس، فيما حذّر رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، من أن رد طهران سيكون أقوى إذا كرّرت أميركا خطأ انتهاك حدود بلاده، وقال: إن “إسقاط طائرة التجسس الأميركية كان تجربة جيدة لهم لتجنّب أي اعتداء على حدود إيران، وأضاف: إن الأعداء حاولوا أن يوصلوا بالعقوبات الاقتصادية صادرات إيران النفطية إلى الصفر لكنهم فشلوا.

وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن من يبدأ الحرب ضد إيران لن يكون هو من ينهيها، وغرّد على تويتر قائلاً: “إن الحظر ليس بديلاً للحرب بل هو الحرب بعينها، كما أن المحو الذي يهدّد به الرئيس الأميركي دونالد ترامب يساوي الإبادة الجماعية، والتي تمثّل جريمة حرب وفق القوانين الدولية”، مشيراً إلى أن مفاهيم ترامب الخاطئة تهدد السلام العالمي، وأضاف: “الحرب القصيرة مع إيران مجرد وهم لأن من يبدؤها لن يكون هو من ينهيها”، مؤكداً أن “المفاوضات والتهديد لا يلتقيان”.

وتأتي تلك التصريحات رداً على ما قاله ترامب: “أنا فقط أقول إذا حدث شيء مع ايران فلن يكون طويلاً جداً”، فيما هدّد يوم الثلاثاء بـ “محو أجزاء من إيران إذا هاجمت أي شيء أمريكي”.

إلى ذلك، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأدميرال علي شمخاني، أن أي تهديد لمصالح إيران سيتبعه ردّ حتمي، وشدّد على أن الرد سيشمل المعتدي وداعميه ومن معه في المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن “الجدران الزجاجية” التي أنشئت بالدولارات النفطية لن تكون مانعاً أمام الرد الإيراني، فيما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن إيران أهل للحوار، ورغم ذلك فإنها لن ترضخ للتفاوض تحت الضغط، واستراتيجيتها الأساسية هي المقاومة أمام جميع الضغوط المعادية.

وأوضح المتحدّث باسم الخارجية، عباس موسوي، أن إيران أثبتت أنها ليست داعية حرب، وأن أبناء شعبها مقاتلون أشداء، ولذلك فإنها ستخرج منتصرة في ظل مقاومة هذا الشعب حتى تحت أقسى الضغوط.

وشدّدت إدارة ترامب ضغوطها على إيران عقب الانسحاب من الاتفاق النووي في أيار من العام الماضي، وقامت بعد ذلك بفرض إجراءات اقتصادية جائرة عليها، وهو ما ردّت عليه طهران مؤخراً بتعليق بعض التزاماتها في الاتفاق النووي.

من جهته أكد نائب القائد العام لقوات حرس الثورة، الأدميرال علي فدوي، أن الولايات المتحدة عاجزة عن مواجهة قدرات إيران الدفاعية والأمنية، مشدّداً على أنه لا أحد يجرؤ على انتهاك السيادة الإيرانية والاعتداء عليها، فيما أكد قائد القوة البحرية لحرس الثورة، الأدميرال علي رضا تنكسيري، أن الدفاع عن البلاد أمر لا نقاش فيه وسيتمّ الرد بحزم على أي تهديد أو عدوان، وقال: “إسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة من قبل الحرس الثوري كان رداً قاصماً ودقيقاً وشجاعاً على المعتدين على أمن البلاد”، مبيناً أن هذا الرد الحازم أثبت أن القوات المسلحة الإيرانية لها رصد استخباري دقيق تجاه تحركات الاعداء في المنطقة، واننا لا نجامل أحداً في سياق الدفاع عن الأجواء والمياه الاقليمية والحدود البرية للبلاد ونرد بحزم على أي تهديد وعدوان.

وفيما قال عضو مجلس خبراء القيادة في ايران أحمد خاتمي: إن مصير إجراءات الحظر الأمريكية الجديدة سيكون الفشل والخيبة كسابقاتها، غرّد مساعد رئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية، حسين أمير عبد اللهيان، قائلاً: إنّ “الطريق الوحيد لنجاة ترامب هو تغيير السلوك أمام المنطق الحازم لقائد الثورة والشعب الإيراني العظيم”.

بالتوازي، أكد الاتحاد الأوروبي أنه يبذل كل جهد ممكن للحفاظ على الاتفاق النووي الموقّع مع إيران عام 2015، وقالت مايا كوسيانيتش، المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، “نحن ندعم العمل الجاري من قبل بعض دولنا الأعضاء لتفعيل الآلية التجارية الخاصة”، لكنها لم تحدد جدولاً زمنياً لبدء عمل هذه الآلية بالفعل، والتي ستمكّن الأوروبيين من استئناف مبادلاتهم التجارية مع إيران رغم العقوبات الأمريكية.