“عشيرة آل وهب – الأسلم- الشمرية- في كتاب
وثّق د. رحيم الشمخي في كتابه”عشيرة آل وهب- الأسلم- الشمرية” الصادر عن دار العرّاب تاريخ عشيرة شمر العربية الموزعة بين مناطق سورية والعراق والجزيرة العربية، وتاريخ علاقاتها مع العشائر الأخرى معتمداً على التتابع الزمني للسرد الذي يعود إلى مئتي سنة خلت تقريباً، إذ بدأ بالأحداث منذ قرابة 1212هجرية، وتضمن السرد سير أشهر زعمائها الذين اتصفوا بمواقفهم النبيلة ومواجهتهم الاحتلال العثماني ومن ثم الإنكليزي والفرنسي.
تطرق المؤلف إلى وجهة نظر المستشرقين بحياة العشائر، فاعتمد على شهادات من المستشرقة الليدي آن بلنت في كتابها”قبائل بدو الفرات” وأفرد قسماً من الكتاب للتوثيق البصري. ويعد الكتاب وثيقة تاريخية تعرّف بخصوصية حياة العشائر ونزاعاتهم والأهم كرمهم.
أقسام العشائر
بدأ الكاتب بالسرد التاريخي عن أصل قبيلة شمر الذي يعود إلى قحطان وإلى أقسامها شمر الجبل الذين ظلوا في بلادهم الأصلية في نجد، وشمر الجربا وهم أفراد العشائر الأربع الذين خرجوا من نجد إلى العراق والشام، الخرصة وسنجارة والعبدة وأسلم، وقد قام المستشرق الفرنسي مونتاني بالاستعانة بعشرات المحققين واعترف بأنه لم يبلغ الدقة المطلوبة كون العشائر الشمرية متنقلة ومقسومة إلى شطرين في نجد والجزيرة وألّف كتابه”قصص شعرية بدوية ملتقطة عند شمر الجزيرة” نشره معهد الدراسات الشرقية الفرنسي في دمشق عام 1939، كما اعتمد د. الشمخي على كتاب المستشرق الفرنسي وكتاب عشائر العراق لعباس العزاوي، وتوقف عند سنجارة وهي عشيرة شمرية كبيرة طائية الأصل قريبة من عشيرة زوبع في العراق، ويعود سبب تسميتهم بسنجارة إلى جدهم الذي ربته جارية اسمها سنجاب، وتوزعوا بين العراق وسورية، وفي هذه العشيرة فرقتان الثابت والفداغة وهناك فرقة ثالثة هي العامود.
الحصنة: عشيرة شمرية كبيرة طائية الأصل وتفرعت إلى بطون وأفخاذ كثيرة، ومن شيوخها ابن دايس في العليان وابن سعدي في الحصنة، العبدة عشيرة شمرية قحطانية الأصل.
العبدة : عشيرة شمرية قحطانية الأصل كانت سائدة في نجد قبل مئتي سنة، ونزح قسم كبير منهم إلى الجزيرة ، ومن شيوخ العبدة ابن عجل وابن سنجي.
الأسلم والوهب : عشيرة شمرية طائية وهي أقل عدداً من غيرها والوهب الذين قطنوا في قراهم التي هي من أملاك الدولة مثل مغارة ومشرفة، وقسم الرحالة منهم في مشيخة مرعي الحاج حسن العمالة، وقد وصل أفراد الوهب إلى دير الزور والخابور.
شمر العمشات : وفي دير الزور انتشرت عشيرة شمر وسُميت بشمر العمشات في عهد الترك بمتصرف لواء دير الزور.
وتابع الكاتب بالسرد التاريخي من تاريخ العشائر وأصولها إلى زعمائها لاسيما أنها وصفت بالقبيلة العظيمة التي امتازت بالبطولة واتساع الملك والثروة وبمواقفهم الوطنية الحميدة، وفي كتاب وصفي زكريا”عشائر الشام” كتب عنهم: يعيشون على تربية الإبل والغنم ويضربون في براري الجزيرة الفراتية”
فارس الجربا: في عام 1802ظهر فارس الجربا شيخ شمر الذي وحد مصالح قبيلته”وطالب بحق شمر في عبور الفرات وهذا أحد إنجازاته”، من شيوخ شمر اللامعين عبد الكريم الجربا ابن صفوق بن فارس وكان سياسياً محنكاً تربى على كره الأتراك وكان في الحادية عشرة من عمره حينما علم بقتل والده غدراً من قبل رجال الوالي العثماني في بغداد، فقرر الانتقام لوالده وإبادة الأتراك أينما قابلهم.
آن بلنت ومضارب الخيام: وتطرق الكاتب إلى الليدي آن بلنت التي زارت مضارب شمر مع زوجها وقابلت والدة عبد الكريم”كانت أهم شخصية بعد الشيخ فارس نفسه في هذه المضارب هي دون شك شخصية أمه الخاتون عمشة التي تشتهر بين القبيلة بلقب أم عبد الكريم، وأعتقد أن مناداتها بهذا الاسم له مدلوله وتأثيره السحري بين شمر” وتابع المؤلف سرده عن حياة عبد الكريم الذي قضى عليه الأتراك ومات شنقاً، فتابع شقيقه الأصغر فارس مسيرته الذي تمتع بشعبية كبيرة، ووصفته الليدي آن بلنت “أقبل فارس في هيئة شاب طلق المحيا وسيم التقاسيم من الخيمة الداخلية وحيانا بابتسامة كانت تنضوي على شرف كبير ونية طيبة”وتوفي عام 1902.
شيخ مشايخ شمر: ومن الزعامات الشيخ دهام شيخ مشايخ شمر في سورية أحد نائبي شمر في البرلمان السوري وفي الحرب العالمية الثانية، قاوم الإنكليز واعترف به العراقيون والإنكليز باسم شيخ مشايخ شمر قصفته طائرات الإنكليز عام 1922، فلجأ إلى الأراضي الشامية وكلف ابن عمه عجيل الياور برئاسة شمر في العراق.
وتابع عن قبيلة آل وهب –الأسلم التي تميزت بعلاقاتها بالقبائل العربية التي لها مساس بتنظيم العلاقات الاجتماعية والمجتمعية والثقافية والمعيشية في العراق وسورية، ومحاربة الاستعمار العثماني والفرنسي والإنكليزي، وفي سورية هي موجودة في قضاء جبل سمعان وفي قضاء الباب وغيرها.
التوثيق الفوتوغرافي
وأفرد المؤلف قسماً توثيقياً للصور الفوتوغرافية منهم: تركي جاسم داود وأركان محمد شراد آل وهب وهاني آل جوهان آل وهب وصور جماعية لمجموعة من وجهاء آل وهب.
ملده شويكاني