“مكرمة.. دلوفان” أنموذجان جميلان على مقاعد الدراسة
قصتان جميلتان مميزتان، تتشابهان في العنوان، وتتباعدان في المكان، منحهما القدر إعاقة صعبة، وُلدت معهما، الأجمل فيهما أنهما لم يستسلمان ولم ييأسان، قدّما نفسيهما بصورة رائعة بالطموح والإرادة والعزيمة، على مقاعد الدراسة سطرتا أروع النماذج المتفوقة، فالطالبة “مكرمة فاضل حكيم” ابنة بلدة رأس العين، لم ترضخ للأوجاع التي تهز الجبال، إذ فقدت والدتها، وتعيش مع والد هزمته السنون الطويلة والمرض، أجري لجسدها الهزيل حتى الآن 11 عملية جراحية داخل وخارج القطر، وهي مقعدة على كرسيها، وبمساعدة عمتها الكبيرة بالسن، وصلت إلى مركزها الامتحاني في الحسكة، وقدمت جميع موادها في شهادة التعليم الأساسي بامتياز، وتطمح لتكون من الأوائل كما سنواتها السابقة جميعها في الدراسة. النموذج الآخر الجميل “دلوفان آوسي” ابن بلدة معبدة شمال الحسكة، ذات الهدية الربانيّة التي تعيشها “مكرمة” نموذجنا الأول، تحدى الإعاقة وواظب على تفوقه الدراسي في جميع مراحل الدراسة، ويتابعها بكل اجتهاد وتميّز بتقديم مواده في الشهادة الثانوية بفرعها العلمي بدرجة عالية من التفوق قاطعاً 90 كم حتى يصل إلى مركزه الامتحاني بالقامشلي، طامعاً في الوصول إلى مقاعد الدراسة الجامعيّة بإحدى كلياتها الطبيّة، ذلك الشاب المتميز يتقن عديد اللغات ويمتهن استخدام الحاسوب بجدارة، ويتعامل مع محيطه بكل حب ومحبة وتفاؤل. النموذجان الرائعان في الحياة، أشادا وأشارا إلى الدعم المعنوي الكبير من قبل مديرية تربية الحسكة لهما، وحظيا برعاية وعناية فائقة، واعتبرا ذلك من أبرز عناوين ثقتهما وطموحهما.
عبد العظيم العبد الله