ســــــمســـرة ومتاجــــــــرة ومطالــــب بتعويضات حرائق التهمت نصف الإنتاج
الحسكة- إسماعيل مطر
مع تسارع وتائر عمليات تسويق الحبوب في كل من مركزي الثروة الحيوانية وجرمز بمدينة القامشلي، وافتتاح مركز الطواريج مركزاً آخر لاستلام محصول الشعير للتخفيف من أزمة عمليات التسويق، تنجلي العديد من الصعوبات والمنغصات التي تعترض سير العمل، ومنها قلة أكياس الخيش والتي تجاوز سعر الكيس الواحد أكثر من ألف ليرة، في السوق المحلية “السوق السوداء”، بينما السعر المحدد من قبل السورية للحبوب ب 700 ليرة، إضافة إلى ابتزاز عمال الحمل والعتالة وأصحاب(الشاحنات) التي تقوم بنقل تلك المحاصيل إلى مراكز الشراء حيث تجاوز أجور الشاحنة الواحدة والتي تقوم بتحميل نحو 40 طناً بأكثر من 300 ألف ليرة، زد على ذلك كل يوم تأخير يأخذ صاحب الشاحنة من الفلاح مابين/ 50 إلى 100الف ليرة/، بمعنى آخر يدفعها الفلاح غرامة تأخير كون الحمولة لا تنزل بالمراكز في نفس اليوم. ويؤكد عدد من الفلاحين الذين التقيناهم بأن الفلاح هذا العام وقع بالكثير من العثرات والصعوبات، وأصبح حاله مابين مطرقة الديون المتراكمة وسندان الحرائق التي التهمت ما يزيد على 30 ألف هكتار بما يعادل إنتاج المحافظة العام الماضي، إضافة إلى الفيضانات التي غمرت العديد من الحقول الزراعية في منتصف آذار الماضي في مناطق وقرى متفرغة في ريف تل حميس بمدينة القامشلي، ويضيف آخرون أن هناك حالات تأخير في إرسال الفواتير من مراكز الشراء إلى المصارف الزراعية لأسباب متعددة، ومنها الروتين والمزاجية والمحسوبيات وقلة الكوادر الفنية، وفي سياق آخر يشير عدد من الفلاحين إلى تعثر عمل الشراء في صومعتي الحسكة والقامشلي ولأسباب عدة على الرغم من المتابعة الجادة من قبل إدارة مطحنة الحسكة. وباختصار شديد جملة هذه الصعوبات تدفع عدداً كبيراً من الفلاحين إلى بيع محاصيلهم إلى التجار بأسعار زهيدة. وأخيراً فإن موسم الحبوب عمل وطني كبير، لكن حتى الآن لم تستطع مؤسسة الحبوب الوصول إلى آلية مريحة يتم من خلالها شراء هذه الأقماح بكل يسر وسهولة، وضوابط عمل تخدم الفلاح والسورية للحبوب، فالمطلوب ذهنية جديدة قادرة على استدارك هذه المنغصات والصعوبات لا الاكتفاء بالأعذار وتقديم المبررات، فالموسم الحالي موسم كبير حيث يتوقع شراء نحو مليوني طن من القمح والشعير بحسب تقديرات مديرية زراعة الحسكة، وعلى الرغم من الكثير من الجولات والزيارات الحكومية التي لا نقلل من شأنها ومردودها، إلا أن السمعة العامة للحبوب هذا واقعها ومنذ مواسم مضت، فإن هذا الموسم يتطلب تضافر كافة الجهود التي من شأنها شراء كامل المحصول وعدم تركه للتجار وأصحاب السمسرات، و في المقابل يطالب فلاحو الحسكة الذين تعرضت محاصيلهم الزراعية إلى الحرائق بالتعويض من قبل الحكومة من صندوق الكوارث الطبيعية نتيجة ما أصابهم من مصيبة لم تشهدها المحافظة في تاريخها.