الجــــــــــــــولان لنـــــــــــا.. الحِجف
الحِجف مزرعة في الجولان تتبع لقرية عين الحجل، ومركز منطقة القنيطرة. تقع في الشمال الغربي منها في أرض بركانية وعرة يحيط بها ريف صخري من ثلاث جهات بموقع مرتفع مطل على فلسطين المحتلة.
متحت الحجف اسمها من موقعها الجغرافي وطبيعة تضاريسها ودلالتها اللغوية، فأصلها في اللغة الريف الصخري المرتفع عما حوله، وهذا ما ينطبق عليها، لأن الصخور المرتفعة تسورها من الشمال والجنوب، لكن نتيجة التصحيف واستبدال الحروف الذي يستخدمه أبناء الجولان كثيراً، استبدلوا الجيم بالحاء تخفيفاً، وصار اسمها الحِجف.
تضم الحجف عيوناً وينابيع موسمية، مثل العين الكبيرة التي تقع وسطها، وتتفجر شتاء، ويستمر تدفقها حتى بدايات فصل الخريف. وبئر خلف بين الحجف والفرن. وعيون النوافير التي تضم ثلاثة ينابيع تتدفق بشكل نوافير فائقة الجمال طيلة فصلي الشتاء والربيع.
كان أبناء الحجف يعتزون بأنفسهم ويغنون بالأعراس قائلين:
على التِّرف والتِّرف حَيَّد عنا واحترف
واِحنا شباب الحِجف من مَشيتنا ننعرف
تزدان سهول المزرعة ربيعاً أخضر بديعاً ساحراً وجميلاً يفوح عطراً من أزاهير ونباتات طبية وغذائية كالنَّفل، الأقحوان، البابونج، القرة، الحميضة، اللوف وغيرها من النباتات، وكانت تسكن مزرعة الحجف عائلات الفنوص، الشرُفَه، الموايسة، ولا تخلو أراضيها من شجيرات زعرور متفرقة هنا وهناك.
في جنوب الحجف الغربي بقايا أبنية متهدمة بأحجار منحوتة، وفي منطقة العبيثة كان الرعاة يلاحظون الفحم بكثرة، وهناك من يقول أن الموقع كان (مَفحَمَه) لصنع الفحم من أشجار الغابة.
محمد غالب حسين