العدو الصهيوني يتمادى في اعتداءاته على المدنيين.. والغرب يلتزم الصمت الأهالي: لن ترهبنا.. الخارجية: مجلس الأمن مطالب بتحمل مسؤولياته
أضاف كيان الاحتلال جريمة جديدة بحق المواطنين الأبرياء عندما استهدف بصواريخ حقده أهالي بلدة صحنايا بريف دمشق، وأسفر الاعتداء الجبان عن ارتقاء عدد من الشهداء بينهم طفلة وإصابة عدد آخر بجروح.
وفي دليل جديد على ازدواجية المعايير التي ينتهجها الغرب تجاه سورية، فقد التزمت الدول الكبرى التي تدّعي حماية حق الإنسان بالحياة والمنظمات والهيئات الدولية الصمت، ولم يصدر عنها ولو بيان إدانة للعدوان الغاشم، فيما أكد أهالي صحنايا أن العدوان لن ينال من صمودهم، ولن يثنيهم عن تمسكهم بوطنهم والتضحية في سبيله خلف رجال الجيش العربي السوري الذي تصدّى للعدوان.
وزارة الخارجية والمغتربين أكدت أن العدوان يأتي في إطار المحاولات الإسرائيلية المستمرة لإطالة أمد الأزمة في سورية والحرب الإرهابية التي تتعرض لها، مطالبة مجلس الأمن بتحمّل مسؤولياته واتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار هذه الاعتداءات. وفيما أدان طلبتنا الدارسون في مصر وكوبا العدوان، وأكدوا أن هدف الاعتداءات الجبانة إطالة أمد الأزمة ورفع معنويات ما تبقى من التنظيمات الإرهابية، رأت شخصيات وطنية لبنانية أنه يأتي في ظل فشل “الورشة الاقتصادية” التي عقدت في البحرين والمأزق الذي يواجهه المخططون والداعمون لما يسمى “صفقة القرن”.
وفي التفاصيل، قالت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين وجهتهما إلى أمين عام الأمم المتحدة ومجلس الأمن: أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد منتصف الليلة الماضية في الساعة 35ر12 يوم الاثنين 1 تموز 2019 على الاعتداء مجدداً على أراضي الجمهورية العربية السورية في انتهاك فاضح لقرار مجلس الأمن رقم 350 لعام 1974 المتعلق باتفاقية فصل القوات بين الجانبين، وذلك عبر إطلاقها موجات متتالية من الصواريخ من فوق الأراضي اللبنانية والتي استهدفت محافظات دمشق وريف دمشق وحمص، ما أسفر عن استشهاد 4 مدنيين بينهم طفلة وجرح 21 آخرين معظمهم من النساء والأطفال وإلحاق دمار بمساكن المواطنين وممتلكاتهم.
وأضافت الوزارة: إن إمعان سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ممارسة إرهاب الدولة قد ازدادت وتيرته بعد فشل اعتداءاتها وتآمرها منذ بدء الأزمة في سورية بهدف دعم المجموعات الإرهابية ومنع الجيش العربي السوري وحلفائه من هزيمة تنظيمي داعش والنصرة وباقي المجموعات الإرهابية شريكة “إسرائيل” في الإرهاب.
وأوضحت الوزارة أن كل الاعتداءات الإسرائيلية لم تفلح في ترهيب الشعب السوري، بل زادته إصراراً على التمسك بحتمية انتصاره على الإرهاب واستعادة الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967، وبيّنت أن هذا العدوان الإسرائيلي الغادر الجديد يأتي في إطار المحاولات الإسرائيلية المستمرة لإطالة أمد الأزمة في سورية والحرب الإرهابية التي تتعرض لها ولرفع معنويات ما تبقى من جيوب إرهابية عميلة لـ “إسرائيل” في إدلب وغيرها، وهو يشكّل حلقة في سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة السورية والتي أصبح المسؤولون الإسرائيليون يتبجحون على الملأ بارتكابها، ويبدون بوقاحتهم المعهودة استعدادهم لمواصلتها وتحديهم للأمم المتحدة وقراراتها وميثاقها، وذلك بعد أن كانت سلطات العدو الإسرائيلي تخفي طيلة السنوات السابقة قيامها بهذه الاعتداءات.
وقالت الوزارة: تؤكد سورية أن استمرار “إسرائيل” في نهجها العدواني الخطير ما كان ليتم لولا الدعم اللامحدود والمستمر الذي تقدمه لها بشكل خاص الإدارة الأمريكية والحصانة من المساءلة التي توفرها لها هي ودول معروفة في مجلس الأمن، ولولا صمت القبور الذي يفرضه هؤلاء على مجلس الأمن لمنعه من ممارسة دوره في مواجهة هذه الاعتداءات الإجرامية.
وطالبت الوزارة مجلس الأمن مجدداً بتحمّل مسؤولياته في إطار ميثاق الأمم المتحدة، وأهمها حفظ السلم والأمن الدوليين، واتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار هذه الاعتداءات الإسرائيلية، وأن يفرض على “إسرائيل” احترام قراراته المتعلقة باتفاقية فصل القوات ومساءلتها عن إرهابها وجرائمها التي ترتكبها بحق الشعبين السوري والفلسطيني وعن دعمها المستمر للتنظيمات الإرهابية والتي تشكّل جميعها انتهاكات صارخة لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن242و338 و350 و497 وكل القرارات والصكوك الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب.
إلى ذلك، روى عصام أبو فرح والد الطفلين مينا ومجد اللذين تعرضا للإصابة أنه كان برفقة أطفاله في السوق ببلدة صحنايا، حيث بدأ زجاج واجهات المحال بالتطاير مترافقاً مع صوت انفجار وضغط شديد، ما أدى إلى إصابة طفليه بجروح في الرأس والظهر، مبيناً أن طفله لا يزال بحاجة إلى مزيد من العناية الطبية خلال الأيام القادمة.
أما الطبيبان سهيل سكر وحسام أبو فرح اللذان ساهما في إسعاف الجرحى أكدا أن معظم الإصابات كانت بشظايا البلور المتناثر وأن الأهالي لم ترهبهم الصواريخ، بل هرعوا إلى الأماكن التي تضررت، وقدموا المساعدة للجرحى، وقاموا بإسعافهم إلى المراكز الطبية، وكانوا رديفاً لجنودنا الأبطال الذين تصدوا للعدوان وأفشلوه.
نور غرز الدين ولينا الصلخدي كانتا في منزليهما أثناء العدوان الذي تسبب بإلحاق الأضرار في المحل التجاري الذي تعملان فيه، لكنهما تمكنتا من إعادته للعمل بعد إزالة الأضرار وإصلاح الزجاج المكسور فوراً، مشددتين على أن صواريخ العدوان الإسرائيلي ستبقى عاجزة عن النيل من صمود الأهالي، كما عجزت من قبلها قذائف الحقد التي كان يطلقها عملاؤهم الإرهابيون.
الأضرار التي لحقت بإحدى الصالات المخصصة في أغلب الأوقات للمناسبات الدينية ببلدة صحنايا كانت شاهداً جديداً على جرائم العدو الإسرائيلي وهمجيته، لكنها أثبتت في الوقت ذاته أن بلادنا ستبقى عصية على الانكسار، وستبقى المخرز الذي يفقأ عين كل طامع ومعتد كما يقول سلمان كشيك أحد القائمين على الصالة والمشرفين على الأماكن الدينية في مدينة صحنايا.
محافظ ريف دمشق المهندس علاء منير إبراهيم زار جرحى العدوان بمشفى السلام ومستوصف صحنايا وعدداً من المراكز الطبية التي عالجت جرحى العدوان، معرباً عن تقديره للجهود التي بذلها جميع العاملين فيها لتقديم الإسعافات والعلاج وتوفير الرعاية الطبية الكاملة لهم، كما تفقّد الأماكن التي تضررت جراء العدوان، وأثنى على جهود الأهالي وإسهامهم بشكل كبير في إسعاف الجرحى وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه.
وفي ردود الفعل، أدان الطلبة السوريون الدارسون في مصر العدوان الصهيوني على سورية، مؤكدين ولاءهم للوطن ووقوفهم إلى جانب جيشه البطل حتى القضاء الكامل على الإرهاب.
وطالب الطلبة في بيان المجتمع الدولي بمؤسساته كافة بإدانة هذه الاعتداءات غير المسؤولة للكيان الصهيوني واتخاذ كل الإجراءات الرادعة بحق هذا الكيان المجرم، ووجه الطلبة التحية لرجال الجيش العربي السوري الذي يدافع عن كرامة الوطن وعزته.
كما أدان طلبتنا الدارسون في الجامعات الكوبية وأبناء الجالية فيها بأشد العبارات العدوان، مطالبين المجتمع الدولي بأسره باتخاذ إجراءات رادعة وعقابية بحق هذا الكيان الغاصب والدول والأنظمة الداعمة والممولة للإرهاب.
وأكد الطلبة وأبناء الجالية في بيان لهم: أنه ومنذ بداية الأزمة والكيان الصهيوني يقوم بعدوان مستمر ضد سورية إلى جانب تقديمه كل أشكال الدعم والإسناد والتسليح والتمويل والتدريب للإرهابيين، وشددوا على وقوفهم إلى جانب الوطن الأم سورية لتعزيز صموده في مواجهة هذه الاعتداءات، معاهدين شعبهم وجيشهم وقيادتهم بأن يكونوا الجند الأوفياء لتضحيات شهدائه وصمود أبنائه، منوهين ببطولات الجيش العربي السوري ووسائط دفاعه الجوي التي تتصدى ببسالة للاعتداءات الإسرائيلية.
عربياً، أدان المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية في لبنان معن بشور العدوان الإسرائيلي على سورية، لافتاً إلى أنه يأتي في إطار سياسة صهيونية أمريكية تسعى إلى إطالة الأزمة فيها، وأشار إلى أن العدوان يأتي في ظل فشل “الورشة الاقتصادية” التي عقدت في البحرين والمأزق الذي يواجهه المخططون والداعمون لما يسمى “صفقة القرن” في ظل صمود سورية وحلفائها في مواجهة هذا المخطط وتعاظم الرفض الشعبي العربي لهذه الصفقة والموقف الفلسطيني الموحد إزاءها، داعياً إلى الوقوف بثبات إلى جانب سورية المدافعة عن حقوق الأمة العربية.
من جانبه أكد عضو كتلة التحرير والتنمية النيابية اللبنانية النائب علي عسيران أن العدوان الإسرائيلي على سورية خرق للسيادة اللبنانية، وقال: إن استخدام المجال الجوي اللبناني من أجل شن عدوان على بلد عربي شقيق جريمة، ويزيد من وضع العقبات أمام إحلال السلام والاستقرار في سورية والمنطقة، ونوّه عسيران بتصدي الجيش العربي السوري ودفاعاته لهذا العدوان.
بدوره أدان رئيس الحركة الشعبية اللبنانية النائب مصطفى حسين انتهاك الاحتلال الإسرائيلي الأجواء اللبنانية، معتبراً أن هذا الانتهاك المدان والمرفوض يشكّل جريمة مزدوجة، فهو أولاً خرق للسيادة اللبنانية، وثانياً استعمال للمجال الجوي اللبناني من أجل شن عدوان على بلد عربي شقيق، داعياً إلى الإسراع بالتحرك عبر مختلف المجالات المتاحة لتوثيق الخرق الصهيوني وإدانته وردعه.
وكانت وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري تصدت بعد منتصف الليلة قبل الماضية لصواريخ معادية أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية باتجاه بعض المواقع العسكرية في حمص ومحيط دمشق، ما أسفر عن استشهاد عدد من المدنيين بينهم طفل وإصابة آخرين في بلدة صحنايا بريف دمشق الجنوبي.