رياضةصحيفة البعث

في معسكره الجديد..أخطاء بالجملة في منتخب سيدات السلة ووعود اتحاد اللعبة تبخّرت

 

انطلقت تحضيرات واستعدادات منتخبنا الوطني لكرة السلة للسيدات للمشاركة في بطولة غرب آسيا المقررة إقامتها في العاصمة الأردنية عمان خلال الشهر الحالي، حيث يقيم حالياً معسكراً مغلقاً في صالة الفيحاء، الدعوة التي وجهها اتحاد اللعبة شملت الكادر التدريبي، ولاعبات المنتخب بعد سنوات طويلة غابت فيها سلتنا الأنثوية “على صعيد السيدات” عن المشاركات الخارجية.
المشاركة لاقت ارتياحاً كبيراً عند جميع الكوادر، ووصفها الكثيرون بالخطوة الإيجابية لأنها ستكون فاتحة خير لمشاركات قادمة لمنتخب سيداتنا، إلا أن التحضيرات حتى الآن تشوبها “ضبابية”، فحسب ما يتوفر لدينا من معلومات، وحسب كوادر اللعبة “غمزت ولمزت” حول الطريقة التي تمت دعوتها للمنتخب، سواء بالنسبة للاعبات، أو الكادر الفني والتدريبي.

غير موفقة
الدعوة التي وجهها اتحاد السلة فيها الكثير من “اللغط” وعدم المعرفة باللوائح التنظيمية، فمع الاحترام الشديد لخبرة المدرب الذي له باع وخبرة طويلة بالسلة السورية، خاصة أنه يشرف حالياً على أحد أندية المقدمة بفئة الرجال، وحقق نتائج لافتة معه هذا الموسم، إلا أن عملية اختياره لم تكن موفقة.
وفي الوقت نفسه لم يشرف “المدرب” هذا الموسم على تدريب أي فريق أنثوي، وهذا الأمر، “حسب الكوادر”، لا يصب بمصلحة المنتخب ولا لاعباته، وكان الأجدى بلجنة المدربين واتحاد كرة السلة اختيار مدرب عمل خلال الموسم الحالي مع فريق أنثوي، كونه يعرف كل شاردة وواردة بالدوري، وعلى دراية كاملة بوضع كافة لاعبات الدوري، وبالتالي فإن الاختيار لم يكن موفقاً بالنسبة لمدرب المنتخب.

شرخ واضح
البعض، “من الكوادر”، وجد أن دعوة المدرب من شأنها أن تؤدي إلى شرخ ما بين المدرب وإدارة النادي الذي يدربه، وظهر ذلك واضحاً وجلياً في اللقاء قبل الأخير لفريق الرجال بالنادي في الدوري، حيث تلقى الفريق خسارة غير متوقعة مع فريق كان قد فاز عليه بالذهاب على أرضه وبين جماهيره، وفعلاً علت الأصوات على أن المدرب غير قادر على تدريب المنتخب والنادي بوقت واحد بسبب عدم القدرة على التركيز فيهما سوياً، لاسيما أن إدارة النادي باتت تحلم بتأهل فريقها لدور الأربعة الكبار، وهذا من شأنه أن يؤثر على الفريق في حال بقي مدرب النادي على رأس عمله بتدريب المنتخب.

“حبر على ورق”
الأمر الآخر يتعلق بموضوع الحصص التدريبية اليومية، فهي قليلة وغير كافية لمنتخب يستعد للمشاركة بمحفل مهم على مستوى القارة، وقد يؤثر بشكل أو بآخر على عملية إعداد اللاعبات ومدى تطورهم بالمراحل المقبلة، وخاصة أن هناك عدداً من اللاعبات تجاوزت أعمارهن السن المناسبة، ليستغرب الكثير من محبي اللعبة حيال الدعوة التي وجهت لهن، كما أصابت الدهشة الكثيرين أيضاً لعدم دعوة لاعبات مميزات أثبتن جدارة بالدوري، وأعمارهن تصغر أعمار اللاعبات المدعوات للمنتخب، إضافة إلى أن هناك لاعبات دعين ولم يشاركن بالدوري مع أنديتهن بسبب الإصابة أو لظروف أخرى، كما تمتدعوة لاعبات لم يلعبن منذ سنتين بسبب الإصابة، ما دعا بعض اللاعبات للاعتذار عن الالتحاق بالمنتخب، وهذه إشارة توجّه لاتحاد كرة السلة الذي وعد بأن المنتخب سيكون من الأعمار الصغيرة، وذلك من أجل إعداد جيل من اللاعبات القادرات على خدمة السلة السورية لعدة سنوات، ولكن يبدو أن الوعود التي تم إطلاقها بقيت “حبراً على ورق”!.

كلمة أخيرة
هذا غيض من فيض عما يجري في أروقة منتخبنا الوطني، وبالتأكيد سيكون لنا حديث آخر، ونأمل من القائمين على اللعبة، وعلى رأسها القيادة الرياضية، التدخل فوراً لمعالجة الخلل قبل فوات الأوان، على أمل ألا تقع “الفاس بالراس”، ونجد مصير منتخبنا بلا استعداد ولا أي اهتمام، ونخرج من الكأس القارية خالي الوفاض.
يذكر أن منتخبنا سيشارك في بطولة غرب آسيا إلى جانب منتخبات (إيران، لبنان، الأردن)، وستلعب الفرق بطريقة الدوري من مرحلة واحدة فيما بينها، وهي ليست مؤهلة للنهائيات الآسيوية، سوى أن بطل هذه التصفيات يحق له المشاركة في نهائيات آسيا المستوى (B)، غير أن المشاركة في نهائيات آسيا بهذا المستوى تحق لأي منتخب يرغب في تثبيت مشاركته.
عماد درويش