إدانات عربية ودولية للعدوان الإسرائيلي على سورية السفير آلا: الادعاءات بشأن الأوضاع في إدلب لا أساس لها
شكّل اجتماع مجلس حقوق الإنسان فرصة لتعرية المنظمات الدولية التي تمارس ازدواجية المعايير بأبشع صورة تجاه سورية، وأكد مندوبنا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير حسام الدين آلا أن إحاطة رئيس “لجنة التحقيق الدولية” بشأن سورية تضمنت ادعاءات لا أساس لها من الصحة بشأن الأوضاع في إدلب، مشدداً على أن هذه المزاعم دليل على المقاربة الانتقائية.
وفيما شددت وزارة الخارجية الروسية أن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية تنتهك سيادة سورية، وتشكّل تهديداً للاستقرار الإقليمي، رأت اللجنة الدولية لحقوق الإنسان أن الكيان الإسرائيلي ارتكب مرة أخرى انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي بعدوانه على الأراضي السورية، مؤكدة أن تلك الاعتداءات مدانة بكل المعايير.
وفي التفاصيل، قال السفير آلا في بيان ألقاه أمس أمام الدورة الحادية والأربعين لمجلس حقوق الإنسان البند الرابع “حالة حقوق الإنسان في الجمهورية العربية السورية”: إن ما يسمى الحوار التفاعلي مع لجنة التحقيق الدولية يفتقد لأبسط قواعد الحوار نتيجة تقييد الإطار الزمني الممنوح لنا كدولة معنية بما لا يقارن بالوقت الممنوح للجنة لتقديم ادعاءاتها وترويج اتهاماتها وحرماننا بالتالي من الوقت الكافي لممارسة حقنا في الرد على تلك الادعاءات وتفنيدها، وأوضح أن الحوار بشكله الحالي لا يعدو أن يكون حواراً أحادياً لا هدف له سوى تشويه صورة الدولة المعنية، وقال: من المؤسف أن تتمكن حفنة من الدول تسمي نفسها المجموعة المصغرة من التحكم بهذا النقاش وتوجيهه ومن فرض قرارات مناهضة لسورية في كل دورة من دورات المجلس.
وأشار آلا إلى التناقض والازدواجية في مواقف هذه الدول وفي مقدمتها بريطانيا في تباكيها على حقوق الإنسان ودفاعها المستميت بالمقابل عن انتهاكات كيان الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان في فلسطين المحتلة وفي الجولان السوري المحتل واتهامها للمجلس بالانحياز ضد “إسرائيل” كلما تناول المجلس تلك الانتهاكات في جلساته. ولفت آلا إلى أن إحاطة رئيس اللجنة تعيد إنتاج نفسها بطريقة لا تلامس معاناة المواطن السوري نتيجة الإرهاب والإجراءات القسرية التي تنتهك حقوقه وتفاقم معاناته الإنسانية، وتروج لمواقف دول توجه عمل اللجنة، وتتحكم به لتستمر في توجيه الاتهامات للحكومة السورية وتشويه صورتها، مبيناً أن ما ورد في الإحاطة من ادعاءات لا أساس له من الصحة بشأن الأوضاع في إدلب وامتناع اللجنة عن تحميل الولايات المتحدة وميليشياتها العميلة المسؤولية عن الأوضاع الإنسانية المزرية للمدنيين المحتجزين قسراً داخل مخيمي الركبان والهول دليل على هذه المقاربة الانتقائية.
وقال آلا في بيانه: ليلة أمس الأول شنت إسرائيل عدواناً عسكرياً على الأراضي السورية أدى إلى استشهاد أربعة مدنيين بينهم طفلة رضيعة وإصابة 21 آخرين وألحق دماراً بالمنازل والممتلكات، لكن لجنة التحقيق لا ترى في هذه الاعتداءات التي تنتهك القانون الدولي الإنساني ما يستوجب التحقيق والإدانة، مشيراً إلى أن اللجنة تعاملت بالطريقة ذاتها مع آلاف الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والتي تسببت بمقتل آلاف المدنيين، وأدت إلى تحويل مدينة الرقة إلى أكثر المدن دماراً في التاريخ الحديث إضافة إلى المجازر ضد المدنيين في الباغوز وهجين وغيرهما، لكن اللجنة لم تجد ما يستحق التحقيق وتقديم تقارير إلى مجلس حقوق الإنسان بشأن هذه الجرائم والانتهاكات، وينطبق الأمر نفسه على موقف اللجنة من انتهاكات القوات التركية المحتلة في مناطق شمال سورية.
وتابع آلا: إن الاتهامات الموجهة للدولة السورية وحلفائها بالاستهداف المتعمد للمدنيين وللمنشآت المدنية في إدلب ادعاءات ملفقة لا أساس لها من الصحة.. فالعمليات العسكرية هناك تأتي في سياق مكافحة الإرهاب وتستهدف الإرهابيين بضربات موجهة ودقيقة ومدروسة، وشدد على أنه من واجب الدولة السورية تحرير أراضيها وتخليص مواطنيها من المجموعات الإرهابية التي تتخذهم رهائن ودروعاً بشرية وتسلبهم حقوقهم الإنسانية، مبيناً أن الحكومة السورية اتخذت كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين والمحافظة على البنية التحتية المدنية ولم يتم استهداف أي مشفى أو مدرسة، كما تروج بعض الأطراف غير المحايدة.
من جانبه قال رئيس المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان عبد الحميد دشتي في مداخلة له خلال الجلسة: إن اللجنة تستغل مجلس حقوق الإنسان وآلياته لاستمرار استهداف سورية ومحاولة تشويه صورتها رغم اتضاح الصورة جلية بعد تسع سنوات من التآمر عليها، وتابع: من المؤسف أن الهيئات الأممية كمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان ماضية في صمتها أمام المجازر والعربدة الإسرائيلية والتركية وجرائم الحرب التي ترتكبها الولايات المتحدة وحلفاؤها، وتقف عاجزة أمام تمردها على القانون الدولي وآليات الأمم المتحدة.
وفي ردود الفعل الدولية على العدوان الإسرائيلي على سورية، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريحات لوسائل إعلام عن قلق موسكو من الاعتداءات الإسرائيلية على سورية، مشيرة إلى أن هذه الاعتداءات تهدد استقرار المنطقة.
كما أدانت وزارة الخارجية اليمنية العدوان الإسرائيلي على سورية، داعية المجتمع الدولي إلى وضع حد للصلف والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. وقالت الوزارة في بيان لها: إن هذا الاعتداء يعد انتهاكاً سافراً لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ولسيادة الجمهورية العربية السورية، مجددة وقوفها إلى جانب سورية وشعبها الشقيق في مواجهة الإرهاب واستعادة حقوقه المشروعة في الجولان السوري المحتل.
كما أدان الحزب الشيوعي السلوفاكي العدوان الإسرائيلي على سورية. وأكد الحزب في بيان أن إسرائيل تمارس إرهاب الدولة، وتقوم ودون أي رادع وسط صمت دولي من قبل السياسيين ووسائل الإعلام بارتكاب أعمالها الإرهابية والعسكرية القذرة، داعياً شعوب العالم وبرلمان وحكومة سلوفاكيا إلى عدم الصمت إزاء ما يجري وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية.
وكانت وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري تصدت بعد منتصف الليلة قبل الماضية لصواريخ معادية أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية باتجاه بعض المواقع العسكرية في حمص ومحيط دمشق ما أسفر عن استشهاد عدد من المدنيين بينهم طفل وإصابة آخرين في بلدة صحنايا بريف دمشق.