سياحة شعبية!!
من ضمن المحاولات الخجولة لتطوير السياحة الشعبية، عقد مؤخراً في مدينة حمص اجتماع ضم وزير السياحة مع أصحاب المنشآت السياحية وأصحاب مكاتب السياحة والسفر بهدف إنعاش السياحة الشعبية، وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن المجتمعين اتفقوا على “تنظيم رحلات داخلية للاصطياف، وفعاليات ونشاطات ترفيهية بأسعار مناسبة لكافة شرائح المجتمع السوري”.
جميل هذا الكلام، ولا غبار عليه، ولكن الأجمل أن يتم تنفيذه على أرض الواقع بشكل عملي بذات الحماس داخل المكاتب، وخاصة لجهة تأهيل المواقع السياحية بما يليق بجمالها وعظمة تاريخها والترويج لها، بالإضافة إلى مراقبة الأسعار في المنشآت السياحية والمطاعم على اختلاف تصنيفها، فأسعارها “المجنونة” لا تُقارب؛ لأنها تعمل على هواها دون حسيب أو رقيب، عدا عن نوعية المواد المستهلكة ومدى صلاحيتها للاستهلاك البشري، وتحديداً اللحوم، حيث كثرت في الآونة الأخيرة الضبوط التموينية بحق من يتاجرون باللحم الفاسد بنوعيه الأبيض والأحمر!
لا نقصد هنا الانتقاص من “الجهود” التي تبذل لتطوير السياحة الداخلية التي انكمشت إلى حدودها الدنيا خلال سنوات الحرب، بل الغاية هي لفت الانتباه وشحذ الهمم لدعم كل جهد، ولكن وفق المنطق الذي يحقق الهدف من السياحة الداخلية “كنوع من أنواع الرفاهية وتحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي”، وتشجيع الاستثمار بهذا القطاع الهام الذي يعتبر من أهم دعائم دعم الاقتصاد في المرحلة القادمة.
لا شك أن تطوير السياحة بعد ما أصابها من دمار وخراب خلال سنوات الحرب ليس بالأمر السهل، ولكنه ليس بالصعب بعدما ساد الأمان في غالبية المناطق السياحية، والذي هو شرط أساسي من نجاح السياحة؛ لذا المطلوب الخروج من اجتماعات الغرف المغلقة، والتحرك العملي على الأرض من أجل عودة الزخم للسياحة داخلياً وخارجياً، فسورية من قديم زمانها وفي حاضرها تمتلك كل المقومات السياحية التي تجعلها مقصداً لكل سياح العالم، والمؤلم أن كل ذلك لم يسعفنا بالنجاح في تحقيق درجة جيدة بصناعة السياحة على أصولها، رغم ما حققته قبل الحرب من مليارات الليرات أنعشت الخزينة، لكن بكل أسف لم نحسن استثمارها بالشكل المطلوب، وبما يحقق الاستدامة والتوازن في السياحة، وبالنتيجة تحسين مصادر الموازنة!!
غسان فطوم
gassanazf@gmail.com