بوتين: عرقلة تعددية الأقطاب تؤدي إلى مواجهات
انتقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، عدم استعداد بعض الدول قبول انتقال العالم المعاصر إلى نظام متعدد الأقطاب.
وفي كلمة ألقاها في المنتدى الدولي الثاني بعنوان “تطوّر النظام البرلماني” في موسكو: “تحوّله (العالم) إلى تعددية الأقطاب شيء بديهي”، مضيفاً: إن “تعنت بعض الدول في عدم قبول هذه الحقيقة يقود إلى مواجهات”.
كما انتقد الرئيس الروسي “محاولات لاحتكار الفضاء المعلوماتي العالمي وزعم امتلاك الحقيقة المطلقة”، وأوضح أن لجوء بعض الدول إلى فرض الرقابة الصارمة ومنع الآخر من الإدلاء برأيه، “يناقض وبصورة جوهرية، القيم الديمقراطية، ومبدأ حرية التعبير، والتقاليد البرلمانية التي تقتضي بطبيعتها باحترام رأي الآخر وموقفه”.
ودعا الرئيس الروسي برلمانات العالم إلى جمع جهودها في بلورة قواعد عامة لتبادل المعلومات وحمايتها، مشيراً إلى أهمية هذه القواعد “لترسيخ حقوق الإنسان وحرياته، وإقامة وتطوير نظام عالمي متوازن وعادل”.
وكان الرئيس الروسي أعلن عن خطط بلاده لاستضافة عدد من القمم الكبيرة في المستقبل القريب، وقال، في مراسم استلام وثائق الاعتماد من سفراء دول أجنبية في موسكو: “ستجري لدينا في المستقبل القريب سلسلة من الفعاليات الدولية الكبيرة”.
وذكر أن روسيا بدأت رئاستها في منظمة شنغهاي للتعاون، وفي بداية العام القادم في مجموعة بلدان بريكس (البرازيل والهند وروسيا والصين وجنوب إفريقيا)، وأضاف: “في عام 2020 سنستضيف قمتي هاتين المنظمتين”، وتابع: “في أيلول القادم سيعقد في مدينة فلاديفوستوك المنتدى الاقتصادي الشرقي الجديد، ونتوقّع أن يشارك فيه كثير من ضيوف الشرف، ومنهم رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، كما نخطط لبحث آفاق تنفيذ المشاريع الاستثمارية المشتركة الكبيرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والقيام بتبادل الآراء حول وسائل الصلات المتبادلة لعمليات التكامل المختلفة بهدف إنشاء الشراكة الاستراتيجية الكبيرة”.
وأفاد الرئيس الروسي أيضا بأن موسكو ستستضيف في بداية تشرين الأول القادم “أسبوع الطاقة الروسي”، الذي سيناقش “مسائل ضمان أمن الطاقة العالمي والوصول الكامل للطاقة وتخفيض تقلب الأسعار في أسواق الطاقة العالمية”، وذكر أيضاً: “نجري عملاً نشيطاً لإعداد أول قمة روسيا-إفريقيا في روسيا. وستعقد في نهاية تشرين الأول القادم في مدينة سوتشي، كما سيعقد قبلها المنتدى الاقتصادي الروسي الإفريقي”.
بالتوازي، أعلن الجيش الروسي أنه يراقب المدمرة الانكليزية “دونكان” وفرقاطة البحرية الكندية “تورونتو” اللتين دخلتا البحر الأسود.
وقال مركز قيادة الدفاع الوطني الروسي: إن هذه السفن تتمّ مراقبتها من قبل السفينة المضادة للغواصات “كاسيموف” وسفينة الحراسة “بيتليفي”، فيما تعمل إضافة إلى ذلك في المناطق المحدّدة الطائرات التابعة للطيران البحري وأنظمة الصواريخ الساحلية “بال” و”باستيون”، وكذلك يتمّ إجراء تتبع الكتروني لاسلكي. وتمّ إرسال السفن الحربية التابعة للناتو “دونكان” و”تورونتو” إلى أوكرانيا من أجل المشاركة في المناورات المشتركة الأمريكية الأوكرانية “نسيم البحر 2019″، كما وصلت في وقت سابق المدمرة الأمريكية “كارني” إلى أوديسا من أجل هذا السبب أيضاً.
يذكر أن روسيا أغلقت أمس الأول منطقة محددة فى البحر الأسود، ما اضطر قادة مناورات “نسيم البحر” العسكرية إلى تعديل مخططاتهم.