جوناي: العد العكسي لنهاية حكم أردوغان بدأ
تتزايد المؤشرات في الساحة التركية على أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان يلفظ أنفاسه الأخيرة في السلطة، وخاصة بعد أن أظهرت نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه بعد هزيمته المدوّية في انتخابات بلدية اسطنبول في مواجهة مرشح حزب الشعب الجمهوري، الأمر الذي أدّى فعلياً إلى لجوء بعض قيادات حزبه إلى تشكيل أحزاب سياسية جديدة، ما يهدّد بانفراط عقد الحزب.
كل ذلك أكده وزير السياحة التركي السابق أرطغرل جوناي، الذي قال: إن هزيمة حزب العدالة والتنمية في اسطنبول مؤشر سيئ بالنسبة لأردوغان، مشيراً إلى أنه “الآن في وضع لا يُحسد عليه أبداً”.
وأضاف جوناي في حديث لقناة الشعب التركية: “بعد هزيمة اسطنبول المدوّية لم يعُد باليد حيلة بالنسبة لأردوغان الذي بدأ العد التنازلي بالنسبة لحكمه، حيث بات واضحاً أن حزب العدالة والتنمية خسر شعبيته وثقة الجماهير به، ولم يعُد بإمكانه إقناع الناس الذين فقدوا أملهم بالمسار السياسي لأردوغان الذي إن لم يفهم معطيات المرحلة القادمة فسوف يسقط بلا محالة”.
وتلقى أردوغان صفعة انتخابية مدوّية الشهر الماضي تمثّلت في الهزيمة الكبيرة لمرشح حزبه للمرة الثانية أمام مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض بعد إعادة الانتخابات البلدية في اسطنبول كبرى المدن التركية التي بقيت تحت سيطرة الحزب الحاكم سنوات طويلة.
ولفت جوناي إلى أن “السياسة التركية لم تعُد تتحمل أخطاء أردوغان في الداخل والخارج، حيث بات محاصراً من جميع الأطراف ولم يعُد أمامه أي مجال للمناورة بعد أن انكشفت كل أوراقه”، مضيفاً: “لم يعُد أردوغان يتحمّل أي صوت معارض، وما عليه إلا أن يختار بين الخضوع لمطالب الشعب أو أن يتخلص منه الشعب بأساليبه الديمقراطية”.
يذكر أن جوناي كان عضواً في حزب العدالة والتنمية الحاكم، وأصبح وزيراً للسياحة حتى عام 2015، ثم اختلف مع أردوغان، وهو الآن ضمن المجموعة التي يتزعمها الرئيس السابق عبد الله غول لتشكيل حزب سياسي جديد.