لافروف: واشنطن تمارس ازدواجية المعايير وتدافع عن الإرهابيين تدمير منصات إطلاق صواريخ في ريفي حماة وإدلب.. وعشرات الأسر المهجرة تعود من الأردن ومخيم الركبان
استشهدت طفلتان جراء اعتداء إرهابيي تنظيم جبهة النصرة بالقذائف على قرى بريف حماة، فيما ردت وحدات الجيش على مصادر الاعتداءات مستهدفة منصات إطلاق الصواريخ وتحصينات الإرهابيين بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.
وفي إطار الجهود التي تبذلها الحكومة لإعادة السوريين المهجرين بفعل الإرهاب عادت أمس دفعة جديدة من الأسر المهجرة من مخيم الركبان بمنطقة التنف بعد سنوات من الاحتجاز والتهجير القسريين بفعل الإرهاب وقوات الاحتلال الأمريكي ومجموعات إرهابية تدعمها تنتشر في المخيم ومحيطه. كما عادت دفعة من المهجرين إلى الوطن قادمين من مخيم الأزرق للاجئين في الأردن عبر مركز نصيب-جابر الحدودي وذلك تمهيداً لإيصالهم بيسر إلى مناطق سكنهم الدائمة التي طهرها الجيش من الإرهاب.
وفيما أكدت سورية وروسيا أنه بفضل الجهود المشتركة السورية والروسية عاد عشرات الآلاف من المهجرين إلى مناطقهم المحررة من الإرهاب، في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها عرقلة عودة المواطنين السوريين إلى وطنهم، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف التأكيد على ضرورة القضاء على الإرهاب في سورية والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها، مشيراً إلى أن واشنطن تظهر ازدواجية في المعايير بهذا الشأن وتدافع عن الإرهابيين.
وفي التفاصيل، اعتدى إرهابيو النصرة المنتشرين في محيط قريتي الحويجة وشير مغار شمال غرب حماة بقذائف صاروخية على المدنيين في قريتي الرصيف والعزيزية في ناحية قلعة المضيق ما تسبب باستشهاد طفلتين في العزيزية ووقوع أضرار في المنازل والممتلكات في القريتين.
وردت وحدات الجيش على اعتداءات الإرهابيين بضربات مكثفة بسلاحي المدفعية والراجمات على منصات الصواريخ وتحصينات الإرهابيين في الأطراف الجنوبية لبلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي أسفرت عن تدميرها والقضاء على عدد منهم.
وفي قرى بابولين وبلدة حيش ركايا بمنطقة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي رصدت وحدات من الجيش تحركات مجموعات إرهابية من تنظيمي جبهة النصرة و الحزب التركستاني وأعمال تحصين تقوم بها وتعاملت معها بضربات من سلاح المدفعية ما أدى إلى تدمير التحصينات وإيقاع قتلى ومصابين في صفوفهم.
كما استهدفت وحدة من الجيش بصليات صاروخية تجمعات إرهابيي الحزب التركستاني ومواقعهم في محيط جسر الشغور جنوب غرب إدلب ما أدى إلى تدمير عدة آليات وإلحاق خسائر بالأفراد.
تفجير إرهابي في السويداء
من جهة ثانية، استشهد 3 مواطنين وأصيب 7 آخرون جراء تفجير إرهابي بدراجة نارية على طريق قنوات بمدينة السويداء مساء أمس، وذكر مصدر في قيادة الشرطة أن دراجة آلية مفخخة كانت مركونة على طريق قنوات تم تفجيرها عن بعد ما أسفر عن ارتقاء 3 شهداء وجرح سبعة مدنيين.
محافظ السويداء عامر العشي، أكد أن الإرهاب لا دين ولا لون له ويتسلل خلسة بين المواطنين والأماكن المزدحمة ليستهدف الأبرياء الآمنين بقصد إثارة البلبلة والقلاقل والرعب، لكن السويداء صامدة بأهلها مع جيشها وهي ثابتة وتتصدى بشكل دائم لكل مظاهر الإرهاب الذي يستهدف الآمنين في كل مكان.
مدير الصحة بالسويداء الدكتور حسان عمرو، أشار إلى أن المشفى الوطني بالسويداء استقبل جثامين ثلاثة شهداء وسبعة جرحى إصاباتهم بين الخفيفة والمتوسطة، حيث يجري تقديم التدخلات الإسعافية والعلاجية اللازمة لهم وأوضاعهم مستقرة.
في غضون ذلك، وصل عشرات السوريين إلى ممر جليغم بريف حمص الشرقي تقلهم سيارات خاصة مع أمتعتهم قادمين من مخيم الركبان وتم استقبالهم من قبل الجهات المعنية واتخاذ الإجراءات الميسرة من تسجيل الأسماء واستكمال البيانات الشخصية للعائدين. وقدمت النقطة الطبية ومتطوعون من الهلال الأحمر للعائدين مساعدات طبية وغذائية لإعانتهم على تحمل الطقس الحار ومشاق السفر ريثما يتم إيصالهم بيسر عبر حافلات خصصتها محافظة حمص إلى مراكز الإقامة المؤقتة تمهيداً لإعادتهم إلى مناطق سكنهم الدائمة بعد تطهير الجيش العربي السوري مناطقهم من الإرهاب.
وفي تصريحات لمراسل سانا أشارت سميرة شبلي إلى الواقع الصحي المزري للقاطنين في المخيم حيث يعاني أغلب الأطفال من العديد من الأمراض نتيجة نقص الطبابة واللقاحات والأدوية، مبينة أن الدولة السورية أرسلت منذ أشهر مساعدات من بينها لقاحات ودواء.
من جانبه لفت خالد محمود إلى أن الوضع بمخيم الركبان ينذر بكارثة إنسانية لم يسجل لها التاريخ مثيلاً بسبب الضغوط والعراقيل التي تضعها القوات الأمريكية ومرتزقتها بمنطقة التنف ومنع القاطنين من مغادرة المخيم والعودة إلى حياتهم الطبيعية بينما بين أحمد خلف أن مياه الشرب التي كان القائمون على المخيم يزودون بها الأهالي تسبب له ولسكان المخيم العديد من الأمراض. كما أوضح أنس عبود وخالد سليمان الحمد أن هناك فرقاً كبيراً بين الحياة المأساوية في المخيمات والحياة خارجه وأنهما كانا يشجعان بعضهما على العودة إلى قريتيهما اللتين طهرهما الجيش العربي السوري من الإرهاب.
وأفاد مراسل سانا في درعا بأن أربع أسر معظم أفرادها من الأطفال والنساء عادت من مخيم الأزرق في الأردن عبر مركز نصيب الحدودي وقام عناصره بتسجيل البيانات الشخصية للعائدين وعناوين إقامتهم الدائمة التي يقصدونها عبر وسائل نقل أمنتها الجهات المعنية في المحافظة.
العقيد مازن غندور رئيس مركز هجرة نصيب أشار إلى أن المركز يشهد عودة لعدد من العائلات المهجرة إلى مخيمات اللجوء في الأردن مبينا أن العاملين في المركز يقدمون كل ما يلزم ويستقبلونهم بشكل حسن ولافتا إلى أن عدد العائدين بموجب تذاكر مرور منذ افتتاح المركز منتصف تشرين الأول الماضي وصل إلى 22250 مواطناً.
وأعربت زهرة العلوه أم فريد العائدة إلى إنخل في درعا عن سعادتها بالعودة إلى أرض الوطن، مؤكدة أن الجهات المعنية قدمت كل التسهيلات لضمان العودة الآمنة. ولفتت الطفلة إسراء مأمون العائدة إلى الشجرة وسعاد وأماني الزهرة العائدتان إلى دمشق إلى اشتياقهن لمقاعد الدراسة وهن ينتظرن بفارغ الصبر بدء العام الدراسي الجديد لإكمال تعليمهن بعد انقطاع عنها دام لسنوات.
شادي الزهرة العائد الى دمشق قال: إنني راجع إلى حضن الوطن وسأعمل على تأسيس حياة وعمل من جديد، مؤكداً أن كل اللاجئين مستعدون للعودة ولكن قلة المال تمنعهم من العودة وهو ما أكده مأمون أبو سعيفان العائد إلى بلدة الشجرة مشيرا إلى أن الوضع في مخيمات اللجوء سيئ جدا.
إلى ذلك، قالت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين في بيان مشترك لهما: أنه بفضل الجهود المشتركة السورية والروسية تم التوصل إلى نتائج جدية حول تهيئة الظروف المناسبة لعودة المهجرين إلى أماكن سكنهم حيث تم النهوض بجميع المرافق الخدمية في الاقتصاد والتجارة وتأمين فرص عمل جديدة وبدأ الناس يستعدون للعمل والتلاميذ والطلاب يعودون إلى مقاعد الدراسة بالتوازي مع تأمين المساعدات الطبية للسكان وإعادة إعمار الإرث الحضاري الثقافي للبلاد.
وجدد البيان التأكيد على أن واشنطن وبعض الدول الغربية لا ترغب في الاعتراف بمنجزات الدولة السورية في موضوع إعادة الحياة السلمية والطيبة لشعبها وتعرقل عملية عودة المواطنين السوريين إلى وطنهم لأهداف خاصة بهم، ولفت إلى انتهاك الولايات المتحدة جميع الحقوق والقوانين الدولية بشكل مباشر في المناطق التي تحتلها قواتها في سورية فيما لا يزال الوضع كارثياً في مخيمي الهول والركبان بسبب امتناع الجانب الأمريكي عن اتخاذ أي إجراءات وتدابير لوضع حد لأزمة المهجرين المحتجزين هناك.
وأشار البيان الى وجود أكثر من 28 ألف مهجر محتجز في مخيم الركبان في ظروف كارثية حيث يعتبرون بمثابة رهائن للفصائل الإرهابية المسلحة المسيطر عليها من قبل الأمريكيين والتي تطلب ما يقارب 1500 دولار أمريكي من كل عائلة مقابل الخروج. وجدد البيان مطالبة قوات الاحتلال الأمريكية في منطقة التنف إيقاف الممارسات الإجرامية للمجموعات الإرهابية هناك وتأمين خروج المهجرين من الركبان بدون أي عوائق أو شروط، ولفتت إلى أن واشنطن والدول الغربية يسعون إلى التهرب من مسؤولياتهم عن جرائمهم في سورية في حين تستمر الدولة السورية بالقيام بدورها في تهيئة الظروف المقبولة للعيش وضمان الأمن لجميع المواطنين العائدين.
وختمت الهيئتان بيانهما بالتأكيد على أن الطريق الوحيد لنهوض سورية يكمن عبر القضاء على الإرهاب بشكل كامل وتحرير كل الأراضي السورية المحتلة من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وعودة المهجرين إلى مناطقهم المحررة من الإرهاب.
سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف خلال مؤتمر صحفي مع أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين في موسكو: إن بلاده ترحب بجهود مكافحة الإرهاب سواء في شرق سورية أو في إدلب ولكن الولايات المتحدة تظهر ازدواجية في المعايير، وأوضح أن واشنطن تدافع عن التنظيمات الإرهابية في سورية معرباً عن قلقه من استمرار الوجود الأمريكي غير الشرعي فيها حيث أن الولايات المتحدة تستمر بأعمالها التي لا تتطابق مع منطق مكافحة الإرهاب وحددت أماكن يتجمع فيها الإرهابيون.