رواتب المتقاعدين.. وهموم مركز البريد!
سلمية ــ نزار جمول
يبدو أن قدر المتقاعدين من المدنيين أو العسكريين استمرار معاناتهم في قبض رواتبهم الشهرية وخاصة الذين يتعاملون مع مركز بريد السلمية، فلا المركز ببنائه القديم يستوعب تلك الأعداد الكبيرة التي تراجعه، إذ مازال يفتقر للكثير من الشروط الفنية المتمثلة بضيق المكان والظلمة التي تخيم على مدخله في وضح النهار، ولاموظفوه يرتاحون بعملهم ليقدموا خدمات المتعاملين من المتقاعدين على وجه الخصوص، وأهم ما يفتقر إليه هذا المركز عدم وجود صالة انتظار في شارع الثورة الذي يكتظ بالمشاة والسيارات، وأضف إلى ذلك عدم وجود مقومات عمل الموظفين من مكاتب لائقة يستطيعون من خلالها تقديم الخدمات المطلوبة للمراجعين. واعتبر الكثير من المتقاعدين الذين يريدون إكمال حياتهم بعد الوظيفة بشكل لائق ومريح أن معاناتهم تشعرهم بالمرارة في آن معاً، فالراتب الذي يصدر في العشرين من كل شهر بات هماً كبيراً لهم من خلال الانتظار الطويل والمتعب وخاصة لكبار السن منهم، وقد يقبضون في يوم أو في أيام بسبب الازدحام الكبير الذي ولده ضيق المكان.
الموظفون في هذا المركز قبل المتعاملين مازالوا ينتظرون الانتقال للبناء الحديث الذي دخل في دهاليز التأجيل، فمنذ عشر سنين بدأ العمل به وتوقف لسنوات خلال الحرب، وفي العام الماضي تم إعادة العمل فيه، والبناء بات جاهزاً من الناحية الإنشائية ولا يحتاج إلا لبعض التجهيزات المكتبية والأثاث ولكوادر وظيفية أخرى، حيث سيستوعب كل المراجعين الذين يبلغ عددهم حوالي 3600 متقاعد مدني وعسكري يريدون الحصول على رواتبهم الشهرية وبعض الخدمات الأخرى، كوثيقة غير عامل والحوالات المالية بكل أنواعها وكوة لبيع الطوابع المالية والبريدية وبيان عائلي وإخراج قيد وغيرها من الخدمات الأخرى، لأنه مؤلف من طابقين وقبو وصالة انتظار تلبي الحاجة، وبعد استثماره سيتم افتتاح مكتب للنافذة الواحدة لصالح عمل البريد وتقديم خدمات متعددة للموظفين بسرعة وراحة كبيرتين.
وفي ظل هذا الوضع المزري لمركز البريد بوضعه الحالي لم يبقَ على المؤسسة العامة للبريد إلا أن تسرع بتأمين مستلزمات البناء الجديد الذي لا يحتاج إلا لقرارات سريعة تضمن الانتقال إليه ليضمن تقديم خدمات تليق بالمتقاعدين الذين يجب أن يرتاحوا بعد سنوات الخدمة الطويلة، وهم أصبحوا في سن لا تسمح لهم بالانتظار الطويل والمقيت للحصول على رواتبهم.!