عبد المعطي أبو زيد في صالة الفن المعاصر
افتتح في صالة الفن المعاصر معرض لأعمال الفنان عبد المعطي أبو زيد صاحب التجربة الطويلة الموصوفة بثباتها واشتغالها الملتزم بالقضية الفلسطينية وتصوير عوالم المدينة الفلسطينية والمرأة والفدائي والكوفية الفلسطينية والقدس والجذور، هذه الدلالات يرسمها أبو زيد بطريقته الخاصة والغنية بالألوان المشرقة، ولا يخلو عمل من أعماله من هذه العناصر الأساسية، حتى أضحت تجربته سيرة بصرية يتبعها ويمشي على أثرها معظم الفنانين الفلسطينيين الشباب في سورية، وقد تولى أبو زيد مهام رئيس الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين لسنوات طويلة، وعمل مدرسا للفنون في مدارس وكالة الغوث أيضا، هذا الدور التربوي منحه صفة المعلم لجيل من أولئك الفنانين الشباب الذين تأثروا بلوحته وبتلك الملصقات السياسية التي أنتجتها دوائر الثقافة في الفصائل الفلسطينية.
هذه التجربة الطويلة هي بنت الثقافة الفلسطينية المقاومة التي أنتجت خلال مرحلة السبعينيات من القرن الماضي مما منحها صفة الالتزام والمواكبة.
عمل الفنان بأسلوبية واحدة خلال السنوات الطويلة تتصف بالثبات وعدم الولوج في أي مغامرة تقنية، أو أي محاولة للذهاب نحو المدارس الفنية الأخرى، بل بقي محافظا على طابعه الثابت في صياغة اللوحة بتلك الأناة والحكمة في مساحة تقع بين الإعلان والتصوير، فمن جهة الإعلان تكون اللوحة بصيغتها الترميزية المؤلفة للموضوع الأساس وفي حيز تقني رصين، حيث المساحات الملونة محددة برتابة الحدود والسطح، وتكون اللوحة تصويرية لاكتسابها ذلك الغنى من الألوان المتجاورة والمتآلفة في إيقاع متكامل، حيث لا حدود فارقة أو نزق أو صراحة للخط الغرافيكي.
حضر المعرض كوكبة من الفنانين وأصدقاء الفنان الذي غاب لأسباب صحية طارئة- نتمنى له الشفاء والعافية – ويجدر الإشارة إلى أن صالة الفن المعاصر هي صالة حديثة تم افتتاحها بجهود طيبة من وزارة التربية وبعض العاملين في المجال التشكيلي والتربوي.
أكسم طلاع
