“خطوات متثاقلة”
في الحديث عن عدد الجولات التفقدية والميدانية والتي كان آخرها قبل يومين على عدد من مناطق ريف حلب المحرر لكامل أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة، وعدد كبير من المديرين الخدميين، نجد أنها لم تفِ بالغرض المراد منها حتى الآن، فالمطالب ذاتها ومكررة في كل مرة، والمشكلات الخدمية والمعيشية متفاقمة ومتراكمة، والحلول غائبة تماماً باستثناء بعض المعالجات الإسعافية التي أسهمت جزئياً في التخفيف من معاناة المزارعين والأهالي الذين عادوا إلى منازلهم وأعمالهم عقب تطهير مناطقهم من الإرهاب.
وفي الوقت الذي تستدعي فيه الحاجة الماسة والملحة لإحداث تغيير جوهري وملموس في المشهد العام للريف وعلى مختلف المستويات، بالإضافة إلى ضرورة تدعيم ركائز التنمية الريفية وتوفير مستلزمات واحتياجات الإنتاج الزراعي، والإسراع في تنفيذ المشاريع الحيوية والاستراتيجية على مستوى تأهيل الشبكة الطرقية وإنجاز مشاريع الري وإيصال الطاقة الكهربائية وغيرها من الخدمات الأساسية، نرى أن الخطوات التنفيذية ما زالت متثاقلة، ومؤشرات الإنجاز غير مبشرة وفي حدها الأدنى، وهو ما يطرح العديد من الأسئلة حول جدوى الخطط والبرامج المرسومة، والعقم الذي يصيب العمل التنفيذي في مختلف مفاصله.
ولعل المطلوب في ضوء هذا التقصير الحاصل والتراخي في مواجهة التحديات رسم سياسات عمل ذات جدوى آنية وطويلة الأمد، وفقاً لمعادلات جديدة تحت سقف المصلحة الوطنية تتوافر فيها كل معايير الاستثمار الأمثل للموارد والطاقات البشرية والفنية، وبموازاة ذلك يجب تكثيف الجهود لتحقيق مستوى عمل أفضل لجهة تأهيل البنية التحتية، وتأمين مستلزمات العمل والإنتاج، وتحديد الأولويات والمسؤوليات بما يسهم في رفع مؤشر مقياس العمل ووقف تذبذبه، إلى جانب وضع قضية النهوض الزراعي في سلم أولويات عمل الفريق الحكومي، وفي مقدمة اهتمامات الفريق التنفيذي في المحافظة؛ لما لهذا المرفق الحيوي والاستراتيجي من تأثير كبير وفاعل في تحقيق الاستقرار الاقتصادي بشقيه الصناعي والتجاري.
ما نود الإشارة إليه هو أن هذه الجولات التفقدية لا طعم ولا لون لها، إن لم تترجم أقوال المسؤولين إلى أفعال، ووعودهم إلى تطبيق فعلي في ميادين وجبهات العمل، وهو أكثر ما نحتاجه في هذه المرحلة الدقيقة والمفصلية بعيداً عن التنظير وكاميرات التصوير التي تبرز الشكل وتخفي المضمون.
معن الغادري