“وول ستريت جورنال”: النظام التركي حوّل ليبيا إلى ساحة حرب
أعاد مطار معيتيقة في العاصمة الليبية طرابلس فتح مجاله الجوي بعد إغلاقه لساعات بعد سقوط صواريخ عليه، في ظل استمرار المعارك في العاصمة طرابلس، وأعلن الجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، صدّ هجوم لقوات حكومة الوفاق في منطقة الأحياء البرية جنوب المدينة، وأكد مسؤول عسكري أن الاشتباكات أدّت إلى مقتل أكثر من 14 شخصاً من قوات حكومة الوفاق.
وأكد المتحدّث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري أن “قوات حكومة الوفاق فقدت سلاحها الجوي تماماً، وأصبحت تعتمد بشكل كلي على الطائرات المسيّرة”، والتي يزوّدها به النظام التركي.
يذكر أن القوات الليبية بقيادة حفتر أعلنت تحرّك كتائب عسكرية للمشاركة في عملية “طوفان الكرامة” غرب البلاد، واعتبر النائب الليبي علي السعيدي القايدي في مدينة طبرق أن “نقل الإرهابيين من تركيا إلى ليبيا ليس بجديد”، مشيراً إلى أن “هؤلاء الإرهابيين يأتون إلى بلاده من تركيا عبر طرابلس ومصراتة لمحاربة ومواجهة قوات الجيش الليبي بقيادة حفتر في عملياتها العسكرية بالعاصمة الليبية”.
إلى ذلك أكد العميد خالد المحجوب، آمر المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابع للجيش الليبي، أن أي تدخل خارجي سيقابله رد شعبي عارم، وسيتمّ التصدي له بحزم، في إشارة منه إلى التدخل التركي السافر في ليبيا.
في الأثناء، أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، الدور المشبوه الذي تلعبه تركيا في ليبيا، عبر دعمها بالسلاح والمال للتنظيمات الإرهابية المُسيطرة على العاصمة طرابلس، وذلك في إطار محاولات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لاستخدام الأزمة الليبية في سياساته العدائية لدول المنطقة، وأشارت إلى أن التورط التركي في ليبيا يشمل تقديم أسلحة ومعدات عسكرية إلى التنظيمات الإرهابية المقربة من حكومة فايز السراج الإخوانية، وأوضحت أن دور النظام التركي في ليبيا قد انكشف عندما أعلنت أن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أنه دمّر طائرة مسيّرة تركية الصنع قرب طرابلس، وهو ما لم يرد عليه نظام أردوغان بأي تصريح.
وأشارت إلى أن تورط تركيا في ليبيا أصبح يشكّل “حرباً بالوكالة”، وأن ليبيا صارت الساحة الأكثر دموية للصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط، وأن السلاح التركي ما يزال يتدفق على ليبيا رغم الحظر الدولي المفروض عليها، وأن الأسلحة تشمل عربات مدرعة وطائرات مسيّرة وأنواعاً أخرى من العتاد العسكري، وقد لعبت دوراً في زيادة الفوضى والحرب في ليبيا، وختمت بالقول: إن أردوغان نفسه أقر بالدعم السافر الذي يقدّمه إلى حكومة السراج وتنظيماتها الإرهابية.
وفي سياق متصل، تحدثت وسائل إعلام عن رحلات قامت بها طائرات تابعة لشركة طيران أوكرانية على مدى الشهرين الماضيين بين مطارات تركية ومطار مصراتة في ليبيا، محمّلة بشحنات لم تعرف طبيعتها وأشخاص لم تعرف هوياتهم، وذلك بواقع رحلة يومياً.
وتشير تقارير إلى انتقال العديد من إرهابيي “داعش” إلى ليبيا، وتتحدّث عن دور تركي في تسهيل انتقالهم.
إلى ذلك، أكد الصحفي التركي أرغين يلدز أوغلو تورّط أردوغان بشكل مباشر في دعم الميليشيات المسلحة في ليبيا، محذراً من أنه سيجر تركيا إلى مغامرة خطيرة جديدة في ليبيا وشمال افريقيا عموماً بعد دعمه الإرهابيين في سورية.
وكتب يلدز أوغلو في زاويته في صحيفة جمهورييت: “في غياب الاهتمام الإقليمي والدولي يستمر أردوغان بدعم الميليشيات المسلحة المحسوبة على الإخوان في ليبيا دون حتى استئذان البرلمان التركي”، مضيفاً: “إن هذا التدخل يشكّل خطراً كبيراً على مجمل التطورات الإقليمية بعد التدخل الأردوغاني السافر والخطير في سورية منذ بداية الأزمة هناك، حيث دعم ولا يزال الجماعات المسلحة”.
وشدد يلدز أوغلو على أن من حق الشعب التركي أن يعرف أسباب وتبعات دعم أردوغان للمجموعات المسلحة في ليبيا والإرهابيين في سورية ولكل الميليشيات الإخوانية المتطرّفة عموماً، ولا سيما أنه يهيمن على كل مفاصل الدولة التركية، وهو الوحيد الذي يتخذ القرارات في مجمل هذه القضايا الغائبة عن الرأي العام بسبب سيطرته على الإعلام وملاحقته كل من يكتب حول هذه القضايا.