لافروف: إيران لا تنتهك التزاماتها برفعها مستوى التخصيب ظريف: بولتون ونتنياهو يدفعان ترامب للقضاء على الاتفاق النووي
حسمت روسيا الجدل الدائر حول رفع إيران مستوى تخصيب اليورانيوم عما مقرر بالاتفاق النووي، مؤكدة أن طهران لا تنتهك المعايير التي نصت عليها المعاهدات والاتفاقات مع وكالة الطاقة الذرية، في حين واصل الأوروبيون السير في موقفهم الضبابي، عبر دعوتهم إيران إلى احترام التزاماتها النووية، معلنين رغبتهم الحفاظ على الاتفاق، متناسين عدم تنفيذهم أي التزام منذ الانسحاب الفردي للولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق.. في المقابل جدّدت طهران التزامها الكامل بكل بنود الاتفاق في حال أدّت كل الأطراف الموقّعة على الاتفاق ما عليها، وإلا فإنها ستمضي في ما أعلنت عنه سابقاً من رفع التخصيب وزيادة كميات اليورانيوم المخصّب.
فقد أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن إيران لا تنتهك التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي برفعها مستوى تخصيب اليورانيوم، وقال، خلال مؤتمر صحفي عقب مشاركته في اجتماع لدول منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عقد بسلوفاكيا أمس: بالطبع لا مصلحة لدينا في حدوث تصعيد للوضع حول إيران والمنطقة بشكل عام، ونأمل في ممارستها ضبط النفس، لكن لا يمكننا التغاضي عن الحقائق الموضوعية التي تكمن في أن إيران عندما بدأت زيادة مستوى تخصيب اليورانيوم وتجاوزت الحد 3.67 بالمئة وصولاً إلى 5 بالمئة وربما أكثر لاحقاً لا تخرق أياً من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية واتفاق الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأشار لافروف إلى أن موسكو تؤيد الدعوة لعقد اجتماع وزاري للجنة المشتركة بشأن الاتفاق النووي الإيراني، ولكن عقده يتطلب التوصل إلى اتفاقات محددة غير متوفرة حتى الآن، لافتاً إلى أنه يجب دراسة أي التزامات إضافية تحملتها إيران بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة وفقاً لما تم تأكيده في قرار مجلس الأمن الذي تبنى الاتفاق.
وأعاد لافروف إلى الأذهان أن الولايات المتحدة انسحبت بشكل فردي من الاتفاق النووي ولم تلتزم بقرار مجلس الأمن رقم 2231، وتمنع كل الأطراف الأخرى من تطبيق هذا القرار، وتوجه أصابع الاتهام إلى إيران.
يأتي ذلك فيما دعا وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي “”إيران للعودة للالتزام بالاتفاق النووي الموقع عام 2015″، فيما أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن بلاده ستكون ملتزمة بتعهداتها في الاتفاق النووي طالما التزمت أوروبا بتعهداتها، وقال: إن جميع ما تقوم به إيران يهدف لحفظ الاتفاق النووي، وحث الجانب الآخر على الالتزام بتعهداته، وبيّن أن هدف الإدارة الأمريكية الرئيسي هو ممارسة أقصى الضغوط ضد الشعب الإيراني كي يستسلم وينصاع لها، مؤكداً أن هذا الشعب سيظل صامداً، وسيتخطى هذه المرحلة بكل قوة واقتدار.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون ورئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدفعان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الاتفاق النووي مع إيران، كما فعلا سابقاً مع اتفاقية باريس عام 2005 بين إيران وثلاث دول أوروبية هي “فرنسا وألمانيا وبريطانيا”.
وقال ظريف في تغريدة على تويتر: بولتون ونتنياهو قتلا اتفاق باريس بين الدول الأوروبية الثلاث وإيران بالإصرار على جعل مستوى تخصيب اليورانيوم صفراً.. والنتيجة كانت أن إيران زادت من مستوى تخصيب اليورانيوم 100 ضعف في عام 2012، مضيفاً إنهما يحاولان الآن دفع ترامب للقضاء على الاتفاق النووي بالوهم ذاته.
بالتوازي، أعلن اللواء حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الإيراني أن إيران تخوض حرباً شاملة مع الأعداء، ولن تهزم في أي حرب يمكن أن تقع، وأضاف: إن التوتر الأخير بين طهران وواشنطن وإسقاط الطائرة الأمريكية المسيّرة التي انتهكت أجواء إيران يظهر أنه بمرور الوقت ستتوسع دائرة نطاق الحرب مع الأعداء، مشيراً إلى أن استراتيجية العدو تتغير حسب الظروف، فهو قد يلجأ للخيار العسكري أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي وأحياناً قد يمزج بين هذه المجالات.