ايرلندية انضمت إلى “داعش” تطالب بالعودة إلى موطنها
ترجمة: علاء العطار
عن موقع “ديلي ميل” 5/7/2019
من المفارقة أن يساوي الغرب بين الإسلام والجماعات الإرهابية التكفيرية التي يموّلها دون خجل، بل وبات يجهزها بالعديد والعتاد في دراما مأساوية تضفي عليه صورة من البراءة والضعف لتستر ما هو أبشع وأقذر، وإلا فما الأسباب التي تدفع “المتنعمين” بحضارة الغرب ليذهبوا إلى جماعات إرهابية تعيش في القرون الوسطى؟.
انضمّت ليزا سميث، التي تبلغ من العمر 37 عاماً، إلى تنظيم “داعش” قبل خمس سنوات، لكنها أنكرت قتالها في صفوف التنظيم، وربما جاءت تحت مسمّى “جهاد المتعة”، وتذرّعت بأنها كانت تتمنى لو ترى “الخلافة الحق” وليس “دولة همجية”.
كما أنكرت ليزا سميث تدريبها للفتيات الصغيرات على القتال في صفوف التنظيم الإرهابي، وقالت إنها “لم تقتل أحداً البتة”، وأقرّت بـ “وحشية تنظيم داعش” لكنها رفضت الإجابة عما إذا كانت تعتقد أن جنود “داعش” يستحقون العقاب.
وأضافت إنها لا تخطّط لإيذاء أحد، وإنما تريد إحضار ابنتها من أحد مقاتلي “داعش”، التي تبلغ من العمر عامين، إلى إيرلندا حتى تتمكّن من الحصول على التعليم.
وقالت في حديثها لديلي ميل: “أودّ العودة إلى موطني، لم أكن أماً عندما رحلت، بل كنت بمفردي وقلت في نفسي إن متُّ هناك، فليكن، لكني تغيّرت عندما حظيت بطفلة، وعليّ أن أعتني بطفلتي فهي أولويتي القصوى، لذا أود المغادرة وأخذها إلى موطننا لتتلقى التعليم الذي تستحقه”.
وأنكرت بشدة قتالها في صفوف التنظيم، وادّعت أنها لم تكن تمتلك سلاحاً رغم أن زوجها عرض عليها شراء سلاح لتدافع به عن نفسها، وقالت: “أعتقد أن أي شخص يعرفني في الجيش أو خارجه أو في أي مكان آخر سيعرف أنني لن أحمل السلاح وأقاتل”.
وأردفت: “كان هنالك نساء يعلمن أزواجهن كيفية استخدام السلاح.. حضرت أحد هذه الدروس لأرى الطريقة التي تنتهجها تلك المرأة في التعليم، ولأشهد طبيعة ما تعلمه، فذكرتني بما كنت أعرفه مسبقاً لأنني نسيت كل شيء تعلمته، لكنني لم أقاتل”.
“وقال لي زوجي مرات عديدة: أتودين أن أبتاع لكِ سلاحاً؟ فرفضت، فقال: لتدافعي به عن نفسك فحسب، فأجبته: لا أريد، لا أريد، لا أرغب بالتسبّب بالمشكلات لأحد… ما زلت كما أنا، ولا أؤمن بالهجمات الانتحارية”.
يصفها أصدقاؤها بأنها كانت فتاة تحب الحفلات وقضاء الأوقات الطيبة، إلى أن مرّت بانفصال مرير في موطنها الأصلي وأصبحت متطرفة.
وقالت كارول دافي صديقة سميث في إيرلندا إنها حاولت منع سميث من التحوّل إلى التطرف، وأضافت: إن الجالية المسلمة في إيرلندا “رفضت بشدة” تطرفها، وأعقبت أنها كانت ستبلغ عنها لو عرفت مدى تطرفها.
يُعتقد أن ليزا غادرت إيرلندا في عام 2013 أو 2014، ويبدو أنها سافرت إلى مدينة بنزرت في تونس حيث التقت بزوجها، لكنها خسرت زوجها وباتت تعيش وابنتها في مخيم الهول الذي يلتجئ إليه نساء وأطفال عناصر تنظيم “داعش”.
وفرّت من آخر مخابئ التنظيم الإرهابي في بلدة الباغوز في سورية، وباتت واحدة من مئات النسوة والأطفال الذين يعيشون في المخيم.
وقالت لشبكة “سي إن إن”: أعتقد أن السجن في إيرلندا لن يكون أسوأ من الحياة التي نعيشها الآن في مخيم الهول، أودّ العودة إلى وطني.
وأضافت: أعلم أنهم سيجردونني من جواز السفر، وسيحظرون عليّ السفر وسأبقى تحت المراقبة، لكن أن يودعوني في السجن؟ لا أعلم، أنا أعيش في سجن بالفعل.