رسالة مفتوحة إلى دونالد ترامب
ترجمة: سمر السمارة
عن موقع كاونتر بانش 5/7/2019
كتب سيزار شلالا “مراسل صحيفة مدل ايست انترناشيونال الاشتراكية” مخاطباً ترامب.
سيدي المحترم:
أكتب إليكم باسم العديد من الأشخاص المحبين للسلام من جميع أنحاء العالم، أولئك الذين يشعرون بالقلق بشأن مستقبلنا ومستقبل أطفالنا. مستقبل تعرّضه سياساتك الخطيرة لخطر حقيقي. إن مهاجمة إيران تعني ممارسة أعمال انتقامية من شأنها أن تسبّب الفوضى ليس فقط في إيران ولكن في جميع أنحاء المنطقة.
ننظر بقلق متزايد لجهودكم الرامية لبدء مواجهة عسكرية مع إيران تقوم على افتراضات زائفة. لن تفيد هذه الخطوة سوى صنّاع الأسلحة، مخلفة قدراً كبيراً من الدمار الذي شهده العالم عدة مرات من قبل، لذا فليس لك الحق في تهديد السلام العالمي لأسباب يصعب فهمها.
لم تقم إيران بغزو أي بلد آخر منذ ما يزيد على قرن، في الوقت الذي دعمت فيه الولايات المتحدة الأنظمة الاستبدادية في جميع أنحاء العالم، وفي كثير من الأحيان أيّدت الانقلابات التي دمّرت الديمقراطية.
كتب بريت ويلكينز محرّر الأخبار في “ديجيتال جورنال” مؤخراً مقالاً حول العلاقات الأمريكية الإيرانية، بعنوان من هو المعتدي الحقيقي هنا؟ “استخدمت الولايات المتحدة الأسلحة النووية وقدّمت الدعم للانقلابات العديدة، هاجمت ستاً من دول الشرق الأوسط في هذا القرن وكادت تطوق إيران بقواعد عسكرية، بينما لا تمتلك إيران أسلحة نووية، ولا قواعد لها على بعد 10000 كيلومتر من الولايات المتحدة، ولم تهاجم الولايات المتحدة بشكل مباشر.
ويحدث ذلك ضد إيران، بينما تدور حرب أخرى داخل الولايات المتحدة ضد المهاجرين وأطفالهم، حيث يعاملون في ظروف غير إنسانية. كيف يمكن للمرء أن يبرّر فصل الأطفال عن آبائهم واحتجازهم في أقفاص فولاذية؟ أو تعرض النساء لسوء المعاملة من قبل مسؤولي دوريات الحدود أثناء انتزاع أطفالهم، وبعضهم لن يروهم مرة أخرى؟.
بينما يُغضّ النظر عن حقيقة قدوم هؤلاء المهاجرين وأطفالهم من بلدان قامت الولايات المتحدة بدعم أنظمتها الأكثر دموية ودمّرت الأشكال الديمقراطية للحكم. قد يكون هذا أحد الأسباب لعدم تمكن هذه البلدان من تطوير أشكال حكم ديمقراطية وفعّالة حقاً. ماذا يحدث بعد أن تساهم الولايات المتحدة في تدمير النسيج الاجتماعي للبلد؟.
هؤلاء الناس، سيدي، فقراء تلك البلدان التي تتدخل الولايات المتحدة بحكوماتها الديمقراطية، وفي الوقت الذي تدعم فيه الأنظمة الإجرامية هم الذين يأتون إلى حدودنا. وبينما كانت هذه الأشياء تحدث، أظهرت الولايات المتحدة دعماً ثابتاً للنظام السعودي المجرم.
سياساتكم، سيدي، تعرّض العالم لخطر حقيقي، نحن نعرف متى تبدأ الحروب، لكن لا يمكننا التنبؤ بموعد أو كيفية نهايتها.