طرق استيطانية ضخمة تقطّع أوصال القدس
في ظل صمت دولي مطبق، صعّدت قوات الاحتلال من اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني، حيث اقتحمت شمال شرق بلدة يطا جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية، وقال منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل راتب الجبور: “إنّ قوات الاحتلال اقتحمت خربة بيروق شمال شرق يطا، وهدمت منزل عائلة فلسطينية مكونة من 8 أفراد”.
وتشكّل عمليات الهدم، التي تقوم بها سلطات الاحتلال بحق ممتلكات الفلسطينيين، جزءاً من سياسة الاستيطان الممنهجة التي تشكّل خطراً على مستقبل الوجود الفلسطيني.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة الخليل وبلدات تقوع وبيت فجار وقرطاس جنوب بيت لحم والمزرعة الغربية شمال رام الله وكفر الديك غرب سلفيت بالضفة، واعتقلت 12 فلسطينياً.
إلى ذلك، أصيب فلسطيني أثناء مروره قرب أحد حواجزها في المنطقة برصاص قوات الاحتلال غرب مدينة جنين بالضفة، كما اعتدى مستوطنون على أراضي الفلسطينيين شرق مدينة الخليل بالضفة الغربية، وقاموا بتجريف 24 دونماً لتوسيع مستوطنة مقامة على أراضي الفلسطينيين في المنطقة.
وفي هذا السياق، جدّدت وزارة الخارجية الفلسطينية مطالبتها المجتمع الدولي بالخروج عن صمته ووقف مخططات الاحتلال الاستعمارية وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وأدانت الخارجية إقدام عصابات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال على تجريف 24 دونماً من أراضي الفلسطينيين شرق مدينة الخليل، وإعلان سلطات الاحتلال مخططاً لشق طرق استيطانية ضخمة جنوب القدس المحتلة لربط الكتل الاستيطانية ببعضها البعض، مؤكدةً أن ما يجري على الأرض من إجراءات استعمارية توسعية يهدف إلى تقويض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
بدورها، أدانت منظمة التحرير الفلسطينية هدم سلطات الاحتلال منازل الفلسطينيين ومنشآتهم التجارية في القدس المحتلة، مؤكدةً أنه جريمة خطيرة، ويشكّل استمراراً لخرق الاحتلال المواثيق والمعاهدات الدولية.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عدنان الحسيني: “إن السياسة الإجرامية التي تتبعها سلطات الاحتلال من هدم لمنازل الفلسطينيين وتجريف أراضيهم واقتحام المستوطنين الإسرائيليين المسجد الأقصى المبارك تحدٍّ صارخ للمجتمع الدولي وكل المواثيق والمعاهدات الدولية، وتندرج في إطار عمليات التطهير العرقي والتهجير القسري للفلسطينيين من القدس ومحيطها.
ودعا الحسيني المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته ووقف مخططات الاحتلال الاستيطانية ومحاسبة مسؤوليه على جرائمهم وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
كما جدّد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة التأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه وثوابته الوطنية، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وقال: “إن أي مخططات استعمارية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية ستبوء بالفشل، وإن /لا/ الفلسطينية التي أفشلت ورشة المنامة ستفشل أي مؤامرة”.
ولفت أبو ردينة إلى أنه على الإدارة الأمريكية مراجعة مواقفها وسياساتها، وأن تعي جيداً أن السلام لن يتحقق إلا عبر الشرعية الدولية لا عن طريق الأوهام والألاعيب التي تحاول هذه الإدارة وسلطات الاحتلال تسويقها تحت مسمى “صفقة القرن”.
بالتوازي، طالب الكيان الصهيوني الحكومة الفلسطينية بدفع مئات ملايين الدولارات عقوبة على الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، متجاهلاً أن احتلاله الأرض الفلسطينية أدى إلى تشريد ملايين الفلسطينيين خارج ديارهم، وأن الفلسطينيين قدّموا أكثر من 4400 شهيد وما يزيد على 48 ألف مصاب خلال الانتفاضة الثانية، ويتعمد التجاهل بأن الفلسطينيين يُقتلون ويُحرقون أحياء على يد المستوطنين، كما تلتهم النيران حقولهم وأراضيهم، وبيوتهم تتهدّم فوق رؤوسهم، ويموت العشرات منهم جوعاً ومرضاً في قطاع غزة جراء الحصار المتواصل منذ أكثر من 12 عاماً.