الصفحة الاولىصحيفة البعث

موسكو تحذّر: البنية العسكرية لـ “الناتو” تقترب من حدودنا

يواصل حلف شمال الأطلسي “الناتو” استعراض عضلاته بالقرب من الحدود الروسية، غير عابئ بما يمكن أن ينطوي عليه ذلك من مخاطر قد تهدّد الأمن والسلم الدوليين، وهذا ما حذّر المسؤولون الروس مراراً من أنه يمكن أن يخرج عن السيطرة، ويقود إلى صراع عسكري واسع تكون ساحته أوروبا، في ظل تحريض أمريكي واضح للدول الأوروبية على زيادة إنفاقها العسكري في ميزانية الحلف.

وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وفي هذا الإطار، أكد أن الأمن الأوروبي الأطلسي يشهد حالة من الأزمة، معتبراً أن هذا الأمر ناجم عن أنشطة الناتو، وبينها اقتراب بنيته العسكرية من حدود روسيا.

وقال لافروف، في تصريح صحفي أدلى به أمس عقب مشاركته في اجتماع لدول منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عقد بسلوفاكيا: “تمّت مناقشة ظروف الأزمة التي يشهدها في الوقت الراهن الأمن الأوروبي الأطلسي، وأنتم تعلمون ما هي الظروف التي تؤثّر في هذا الواقع، وهي استمرار تنمية الناتو لعضلاته العسكرية، واقتراب بنيته العسكرية من الحدود الروسية، والمطالبة بزيادة الميزانيات العسكرية دون أي مراجعة، ولاسيما أنها أكبر لدى دول الناتو 20 مرّة من إنفاق روسيا في هذا المجال”.  وأضاف لافروف: “وبالطبع تعرّض هذا الوضع للتأثير في ظل ما حدث لمعاهدة نزع الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، والتي تفقد وجودها بسبب الإجراءات الأحادية الجانب من الولايات المتحدة ورفضها حتى دراسة التوضيحات التي كنا مستعدين لتقديمها، وهم تجاهلوا المقترح بتنظيم عرض مفصّل لهذه الأسلحة أمامهم والرد على أسئلتهم”. وأشار لافروف إلى أن “مثل هذه الإنذارات أصبحت أسلوباً عادياً للإدارة الأمريكية”، مضيفاً: “لا أعتقد أن هذا الأمر يزيد من النجاحات في الساحة الدولية”، وشدّد على أن “الوضع خطير بما فيه الكفاية، ويتطلب حلولاً وخطوات عملية لحلحلة التوتر ووقف التصعيد”، موضحاً: “ومع ذلك نأمل، وهو ما أكدناه اليوم، في أن يؤدي الحوار الممنهج إلى نتائج ملموسة في المستقبل الأقرب، ومن الواضح مع ذلك أن الوضع يختلف تماماً عما كان عليه في 2011، عندما تمّ تبني اتفاق فيينا حول إجراءات الثقة، حيث يطالب زملاؤنا الغربيون بتنسيق خطوات إضافية ومزيد من الشفافية، لكن الوضع اليوم مختلف، لأنه يجري تعزيز البنية العسكرية للناتو مع اقترابها من حدودنا”.

وفي ظاهرة متكرّرة تؤكد ما ذهب إليه رئيس الدبلوماسية الروسية في المؤتمر، نفّذت طائرة تابعة لسلاح الجو البريطاني صباح أمس مهمة استطلاعية قرب السواحل الروسية على البحر الأسود، وأفاد موقع “بلان ريدر”، المتخصص في متابعة حركة الطيران، بأن طائرة تجسس الكتروني بريطانية نفّذت تحليقاً دائرياً قرب منطقة نوفوروسيسك على بعد حوالي 61 كيلومتراً عن الشاطئ.

وحسب الموقع، فإن الطائرة حلّقت قرب سواحل البحر الأسود الروسية، مقتربة منها في منطقة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم لمسافة حوالي 100 كيلومتر، ثم عادت إلى مطار التمركز.

يذكر أن طائرات مسيّرة أجنبية وطائرات تجسّس، بما فيها الأمريكية، كثّفت وجودها قرب الحدود الروسية في الآونة الأخيرة، حيث تمّ رصدها في منطقتي البحر الأسود وكالينينغراد، ويرفض البنتاغون وقف العمليات التجسس قرب الحدود الروسية رغم مطالب وزارة الدفاع الروسية المتكرّرة بهذا الشأن.