وزير خارجية العدو طار إلى الإمارات عبر السعودية!
استمراراً لخطوات التطبيع المتواصلة والمتسارعة بين ممالك ومشيخات الخليج وكيان الاحتلال الإسرائيلي، اتجاهها نحو التحالفات العلنية على حساب شعوب المنطقة، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن وزير خارجية العدو “يسرائيل كاتس”، الذي زار الإمارات مؤخراً، وصل إلى أبوظبي على متن طائرة خاصة حملته عبر أجواء السعودية، وبموافقة من النظام الوهابي، وأضافت الصحيفة: “إنها ليست المرة الأولى التي تسمح فيها السعودية للطائرات التي تقلع من “إسرائيل” أو تهبط فيها بالتحليق في أجوائها، حيث تعبر أجواء السعودية منذ آذار الماضي كل الرحلات الجوية لشركة الطيران الهندية “إير إنديا” بين الهند و”إسرائيل””.
يشار إلى أن السعودية وافقت في آذار من عام 2018 على السماح للخطوط الجوية الهندية باستخدام مجالها الجوي في الرحلات المتوجّهة إلى “إسرائيل” والقادمة منها، ووصف نتنياهو هذا التطوّر بـ “الحدث التاريخي الذي حصل بفضل عمل طويل الأمد وراء الكواليس”، في حين أقر بن سلمان في حوار مع مجلة ذي اتلانتيك الأمريكية مؤخراً بوجود مصالح مشتركة بين بلاده وكيان الاحتلال، معتبراً أن “”إسرائيل” تملك اقتصاداً كبيراً مقارنة بحجمها، وهذا الاقتصاد متنام، وبالطبع هناك الكثير من المصالح التي نتقاسمها معها”.
يذكر أن كاتس زار الأسبوع الماضي أبو ظبي، وأجرى لقاء مع مسؤول إماراتي كبير لبحث “تطبيع استخباراتي وأمني”، وعرض مبادرة حول التعاون الاقتصادي الإسرائيلي- الخليجي، وأشارت وزارة خارجية العدو إلى “أن هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها وزير إسرائيلي إلى دولة عربية بعد مؤتمر البحرين مباشرة”، وأضافت: إن كاتس “عقد اجتماعاً مع مسؤول كبير في الإمارات، حيث تمّت مناقشة الجوانب الإقليمية والعلاقات بين البلدين، وضرورة التعامل مع ما سمّته “تهديدات إيران” في المنطقة”، وأضافت: إن كاتس عرض خلال اللقاء مبادرة “تشتمل على اتصال اقتصادي واستراتيجي بين السعودية ودول الخليج عبر الأردن، ومد شبكة السكك الحديدية الإسرائيلية من تلك الدول إلى ميناء حيفا في البحر الأبيض المتوسط”، في محاولة لاستقطاب النفط الخليجي لنقله عبر ميناء حيفا إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية.
وكانت مجلة نيويوركر الأمريكية كشفت في حزيران من عام 2018 النقاب عن أن العلاقات السرية بين الإمارات وكيان الاحتلال تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، وبدأت مع سلسلة من الاجتماعات بين مسؤولين إماراتيين وإسرائيليين في واشنطن بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو في عام 1993.
يشار إلى أن العلاقات السرية بين كيان الاحتلال وبعض الأنظمة الخليجية تطوّرت بصورة دفعت نتنياهو إلى الإشادة بها مرات عدّة، واصفاً هذه العلاقات بـ “المفيدة للغاية” لكيانه!؟، قبل أن تنتقل هذه العلاقات من مرحلة السرية إلى مرحلة التطبيع العلني، مع تبادل زيارات الوفود بين الطرفين والإعلان عن تعاون عال على مختلف المستويات، فيما كشف معهد توني بلير للتغيير الدولي أن قيمة التبادلات التجارية التي تتمّ في الخفاء بين الجانبين بلغت أكثر من مليار دولار في العام.
ودفعت هذه الخطوات التطبيعية بوزيرة الثقافة في حكومة الاحتلال ميري ريغف، وهي من الشخصيات الأكثر تطرفاً وكرهاً للعرب والفلسطينيين، إلى رفع علم الاحتلال عالياً في أبو ظبي، بعد إعلان موافقة الإمارات على استضافة الرياضيين “الإسرائيليين” وفقاً لشروط “إسرائيل” ومطالبها، واصفة مشاركة فريق كيان الاحتلال في “بطولة الجودو الدولية” بأنها “حدث تاريخي له دلالات بعيدة المدى وفاتحة لما بعدها”.