بانتظار العداد الذكي!
حسب مصادر المؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء، فهي تعمل حالياً على مشروع العداد الذكي المؤتمت الذي يعتمد القراءة عن بعد، بلا شك هي خطوة إيجابية وباتت ضرورية كونها تصب في مصلحة الوطن والمواطن، والخطوة وإن تأخرت لكنها تأتي في وقت كُثرت فيه الأخطاء المتكررة من مؤشري العدادات التقليدية الذين ثبت تلاعب بعضهم وتقاعسهم بوضع التأشيرة التي تشير لنسبة الاستهلاك الحقيقي للطاقة، وللأسف أروقة المؤسسة مليئة بالشكاوى بهذا الخصوص!
لكن ثمة مشاكل وصعوبات قد تواجه هذه الخطوة وتؤثر على تحقيق الهدف المنشود، كالتي تتعلق بضعف شبكة الانترنت وخاصة في الأرياف؛ لذا التنسيق ضروري مع “الاتصالات” للبحث عن حل يجنب الوقوع في وضع التأشيرة في الزمن المناسب لكل دورة، عدا عن صعوبات أخرى تتعلق بجودة الشبكة الكهربائية بعدما تعرضت له من تعديات خلال سنوات الحرب، بالإضافة إلى العدادات القديمة، وهذه ملاحظات من المفيد تداركها في المشروع المنتظر، وخاصة لجهة الإسراع بتبديل العدادات الكهربائية الميكانيكية بأخرى إلكترونية حديثة، علماً أن الوزارة كانت قد أطلقت حملتها بهذا الخصوص منذ أكثر من عامين لكنها لم تنتهِ بعد، ربما بسبب ظروف الحرب أو أشياء أخرى حالت دون استكمال التبديل بالوقت المناسب!
مثل هذه الخطوة تحتاج أيضاً إلى تأهيل كادر خبير من الموظفين الذين سيقومون بمتابعة وتنفيذ المشروع حسب البرنامج المعتمد، كي يتعاملوا بشكل صحيح مع معطيات العداد الذكي.
نأمل للمشروع أن يوضع في الخدمة قريباً، مع مشروع الدفع المسبق للفواتير، فبحسب “المؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء” المشروع مطروح للاستثمار وفق شروط ومعايير أعلنت عنها للراغبين بالاستثمار، ويبقى الأهم أن تستمر وزارة الكهرباء عبر المؤسسة العامة والمديريات الفرعية بالعمل على مكافحة سرقة التيار الكهربائي وخاصة في المنشآت والمعامل التي تشكل أحد مزاريب الخسارة الكبيرة للطاقة والمال العام؛ مما يؤثر بشكل واضح على أداء منظومة الكهرباء.
هامش: منذ بداية الحرب على سورية عام 2011 بلغت خسائر قطاع الكهرباء قرابة الـ 4 آلاف مليار ليرة سورية، وتعمل وزارة الكهرباء على إصلاح وإعادة تأهيل المنظومة، ونأمل أن يساعد ذلك في تقليل ساعات التقنين، فقد تعب المواطن من العتمة!
غسان فطوم
ghassanfatom@gmail.com