الإرهاب يستهدف دور العبادة.. شهداء وجرحى في تفجير سيارة مفخخة بالقامشلي دفعـــات جديدة من المهجريـــن تعود من لبنـــان.. والمغتربـــون يتوافدون عبر معبـــر نصيـــب
ضرب الإرهاب من جديد ليستهدف هذه المرة دور العبادة حيث أصيب عدد من الأشخاص بجروح نتيجة تفجير بسيارة مفخخة جانب كنيسة السيدة العذراء وسط القامشلي.
ومع اتساع رقعة الأمن والأمان على الأراضي السورية تكثفت عودة المهجرين والمغتربين عبر المنافذ الحدودية مع لبنان والأردن وعبر عدد من العائدين عن عظيم شكرهم وامتنانهم للجيش العربي السوري الذي يقدم تضحيات جسام في سبيل إعادة كل من غادر إلى قريته، وأكدوا وقوفهم إلى جانب الجيش حتى تطهير كامل تراب الوطن من رجس الإرهاب.
في السياسة أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو ستقدم اليوم ” الجمعة” معلومات إضافية عن الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما. فيما أكد برلمانيون روس أن النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة والدول الدائرة في فلكها تجاه سورية هو إرهاب دولة قائم على اختراع حوادث لا علاقة لها بالواقع.
وفي التفاصيل، فجر إرهابيون سيارة مفخخة في حي الوسطي بمدينة القامشلي بجانب كنيسة السيدة العذراء أدت إلى إصابة 11 مدنياً بجروح ووقوع أضرار مادية في جدران الكنيسة والمحال التجارية والسيارات المركونة بالمكان. وتم نقل الجرحى إلى أحد مشافي المدينة لتلقي العلاج الإسعافي المناسب.
وفي إطار الجهود المشتركة التي تبذلها الدولة السورية بالتعاون مع الجانب اللبناني لإعادة المهجرين إلى بلداتهم وقراهم المحررة من الإرهاب. عادت أمس دفعات جديدة من المهجرين السوريين من الأراضي اللبنانية عبر معابر الزمراني وجديدة يابوس والدبوسية الحدودية بريفي دمشق وحمص
وذكر مراسلو سانا من المعابر الثلاثة أن المؤسسات الحكومية عملت على تجهيز عمليات استقبال المهجرين العائدين وتقديم التسهيلات اللازمة وتحضير الحافلات لنقلهم إلى قراهم وبلداتهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب. ففي معبر الدبوسية بريف حمص ذكر موفد “سانا” أن دفعة من المهجرين وصلت إلى المعبر قادمة من الأراضي اللبنانية حيث كان في استقبالهم فرق وكوادر طبية تابعة لمديرية صحة حمص قامت بتقديم اللقاحات والخدمات الصحية للمهجرين والأطفال العائدين فور وصولهم إلى المعبر.
وفي معبر الزمراني بريف دمشق أشار موفد “سانا” إلى وصول عدد من السيارات والشاحنات التي تقل دفعة جديدة من المهجرين السوريين وامتعتهم حيث تم استقبالهم وتقديم المساعدات الفورية اللازمة لهم قبيل توجههم إلى قراهم وبلداتهم المحررة من الإرهاب. وأفادت موفدة “سانا” إلى معبر جديدة يابوس بوصول عدة حافلات على متنها مئات المهجرين السوريين القادمين من لبنان حيث عبر عدد من العائدين في تصريحات للموفدة عن سعادتهم بالعودة إلى الوطن بعد سنوات من الغربة موجهين التحية للجيش العربي السوري الذي حارب الإرهاب وانتصر عليه والذي بفضل بطولاته يعودون اليوم إلى قراهم ومنازلهم التي هجرتهم منها التنظيمات الإرهابية.
إلى ذلك دخل نحو 154 ألف سوري معظمهم من المغتربين من دول الخليج منذ افتتاح معبر نصيب منتصف تشرين الأول الماضي بعد إعادة الأمن والاستقرار إليه بفضل تضحيات الجيش العربي السوري. وعند انتظارها على المعبر لاستكمال إجراءات دخولها إلى سورية ترتسم الابتسامة على محيا السيدة ليلى وهي تطأ أرض الوطن بعد غياب طويل عنه رافعة شارة النصر ومعلنة أنها العودة النهائية إلى سورية.
ليلى العائدة إلى دمشق تروي شوقها لعاصمة الياسمين التي طالما كان لاسمها وقع خاص في قلبها مؤكدة أن الأمان الذي شعرت به وهي تدخل سورية من معبر نصيب الحدودي لا يضاهيه شعور، مشيرة إلى أنها اليوم في أكثر لحظات العمر سعادة بعدما رأت وطنها يتعافى من الإرهاب. أم مجد القادمة هي الأخرى من المغترب إلى محافظة الرقة عبرت عن لهفتها لرؤية محافظتها ولقاء أهلها الذين غابت عنهم لسنوات واعتبرت أن شم رائحة تراب الوطن يعطيها الشعور أنها بألف خير والوقت حان ليعود كل المغتربين إلى سورية.
جابر العاني مغترب من الرقة يعود براً عن طريق معبر نصيب إلى سورية لأول مرة منذ أكثر من 4 سنوات بين أن تضحيات أبطال الجيش السوري هي التي مهدت عودتهم وأعطتهم الراحة والأمان لزيارة سورية.
عبد الله من حلب طالب جامعي يقول إنها المرة الثالثة التي يزور فيها بلده منذ إعادة العمل بمعبر نصيب، مشيراً إلى أنه في كل زيارة يزداد شعوره بالاستقرار والأمان الذي تنعم به سورية ويؤكد أنه فور تخرجه سيعود إلى مدينته حلب التي غادرها قبل أعوام ليكون واحدا من المساهمين في إعمار ما خربه الإرهاب.
راوية فتاة في عمر الورد عادت بصحبة عائلتها إلى سورية للمرة الأولى وذاكرتها مليئة بالصور الجميلة التي طالما رواها لها ذووها عن سورية وتنتظر اللحظة التي تعود فيها إلى بلدها لتمتع ناظريها بجمال سورية.
العقيد مازن غندور رئيس مركز الهجرة والجوازات في نصيب أشار إلى أن أعداد السوريين المغتربين العائدين تتزايد مقارنة بالفترات الأولى التي أعقبت افتتاح المعبر حيث كان لمن زار سورية في الأشهر الماضية دور في نقل الصورة الصحيحة حول الأوضاع فيها وهو ما شجع الكثير من المغتربين ممن لم يزر سورية منذ بدء الحرب الإرهابية عليها للعودة براً.
سياسياً، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف للصحفيين: سنقدم في أقرب وقت معلومات إضافية جمعها خبراؤنا ونشطاء مجتمعنا تخص الحادث في دوما وأنا أفهم أنه غداً سيتم تقديم عرض تقديمي مماثل في لاهاي ونحن سنقدم معلومات في الـ 12 من تموز وسندعو الصحفيين.
وتتعمد الولايات المتحدة عبر أدواتها من التنظيمات الإرهابية وعناصر ما تسمى “الخوذ البيضاء” تمثيل مسرحيات مفبركة لهجمات مزعومة بالأسلحة الكيميائية تتهم بها الحكومة السورية في محاولة لإنقاذ الإرهابيين من نهايتهم المحتومة في مواجهة الجيش العربي السوري وتبرير العدوان الخارجي على سورية.
وكان مندوب سورية الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بسام الصباغ أكد خلال مؤتمر صحفي نظمته البعثة الروسية في لاهاي في آذار الماضي أن التقرير النهائي لبعثة تقصي الحقائق بشأن ادعاء استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما يوم الـ 7 من نيسان 2018 تضمن تحريفاً خطيراً للحقائق على الأرض والكثير من التناقضات وعدم الاتساق.
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي إلياس أوماخانوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو: إن النهج الأمريكي سقط أمام صمود سورية وأمام رفض الشعب السوري بشجاعة للإرهاب ورعاته والتفافه حول قيادته لذلك فإن كل ما يحاك ضد سورية سيكون مصيره الفشل الحتمي.. وستبقى روسيا دائماً إلى جانب الشعب السوري.
وفي مقابلة مماثلة قال عضو لجنة العلوم والتعليم والثقافة في مجلس الاتحاد الروسي ألكسي كوندراتيف إن تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تؤكد خلو الترسانة العسكرية في سورية من الأسلحة الكيميائية وهناك معلومات عن فبركات في تقارير خبراء لجنة تقصي الحقائق عن الأحداث المزعومة في بلدة دوما وبالتالي يجب التحقيق مع مصادر هذه الأنباء المضللة ومع الهياكل القائمة على التحريض والتشويه والابتزاز أمثال ما يدعى بمنظمة “الخوذ البيضاء” ومع كل من تورط في تزييف الحقائق على الأرض، وأضاف البرلماني الروسي كما ينبغي على الهيئات الرسمية المسؤولة عن توجيه الاتهامات إلى الحكومة السورية أن تقدم الاعتذار إلى الشعب السوري وحكومته عن الأكاذيب والتلفيقات والاتهامات الموجهة لسورية.
في الأثناء بحث رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف مع القائد الأعلى لقوات حلف شمال الاطلسي تود أولتريس الوضع في سورية وأفغانستان وإجراءات منع وقوع الحوادث بين قوات الجانبين.
ونقلت وزارة الدفاع الروسية عن اجتماع عقد أمس في باكو أن غيراسيموف وأولتريس تبادلا وجهات النظر حول الوضع في مجال الأمن الأوروبي والعالمي وناقشا التدابير الممكنة لمنع وقوع حوادث على خطوط التماس بين روسيا والناتو وكذلك آفاق استئناف حوار الخبراء العسكريين من الجانبين ومسائل مكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية والوضع في سورية وأفغانستان.
من جهة ثانية أشارت الوزارة إلى أن رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف كان قد استقبل غيراسيموف الذي وصل باكو في زيارة عمل. وأضافت أن رئيس الأركان الروسي بحث مع نظيره الأذربيجاني الفريق أول ناجميدين صديقوف مشاكل الأمن الدولي والإقليمي والمتعلقة منها ببحر قزوين والتعاون العسكري والتقني بما في ذلك التنسيق بين وزارتي الدفاع وأكدا على الإرادة المتبادلة لاستمرار التواصل بين الجانبين.
وفي براغ، أكد رئيس المجموعة البرلمانية التشيكية للصداقة مع سورية ستانيسلاف غروسبيتش أن الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب ضد سورية تستهدف شعبها وتتسبب بمعاناته، وأشار إلى أن الإعلام الغربي يتجاهل مسألة سيطرة الإرهابيين بدعم من قوات الاحتلال الأمريكي على بعض حقول النفط في سورية كما يتم تجاهل حرق بعض حقول القمح من قبل جهات عميلة لواشنطن بشكل مقصود الأمر الذي يمثل عاراً، ولفت إلى أن سورية صمدت ببسالة على مدى أكثر من ثماني سنوات بوجه ما تعرضت له من حرب كونية استخدم فيها الإرهاب وتنظيماته المدعومة من بعض دول الغرب ودول عربية وإقليمية أداة لتنفيذ مخططات خارجية.