التوتر يتصاعد في الخليج والحرس الثوري ينفي اعتراض زوارقه ناقلة بريطانية
يتصاعد التوتر في منطقة الخليج بشكل دراماتيكي في ظل الأعمال الاستفزازية التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد إيران، وكان آخرها مزاعم اقتراب زوارق إيرانية من ناقلة نفط بريطانية، والتوقّف في المياه الإيرانية، الأمر الذي نفته إيران جملة وتفصيلاً، حيث رفض الحرس الثوري هذه المزاعم، موضحاً في بيان أن دوريات قواته البحرية تواصل واجباتها بشكل اعتيادي وتمارس مهامها المناطة بدقة ولم تواجه أي سفينة أجنبية، بما فيها السفن البريطانية خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وشدد البيان على أن المنطقة الخامسة للقوات البحرية للحرس قادرة على توقيف السفن الأجنبية في الرقعة الجغرافية المناطة بها على نحو قاطع وسريع ودون تردد إذا ما كانت قد تلقت إيعازاً بذلك.
بدوره نفى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المزاعم الغربية، موضحاً أنها تعبّر عن نقاط ضعف الجانبين الأمريكي والبريطاني، مشدداً على أن بلاده ستثبت مرة أخرى أن أميركا غير قادرة على فعل شيء ضدها، وأضاف: الأميركيون باتوا في عزلة على الساحة السياسية في العالم وفشلوا حتى بالحصول على بيان من سطر واحد من رئيس المجلس في اجتماع لمجلس حكام الوكالة، حيث اعتقدوا أنهم يستطيعون إدانة إيران من خلال تشكيل هذا الاجتماع، وأضاف: لقد ظنوا أنهم يستطيعون تدمير الاقتصاد الإيراني وعزل الناس عن الحكومة عن طريق الحظر.
التصعيد الأمريكي البريطاني دفع الرئاسة الروسية إلى التعليق على الأوضاع في الخليج على لسان المتحدّث باسمها دميتري بيسكوف، الذي دعا جميع الأطراف إلى تسوية الوضع في الخليج عبر الحوار، مشدّداً على أنه يجب ضمان حرية الملاحة في الخليج ومضيق هرمز دون قيد أو شرط، وهذا أمر بالغ الأهمية للاقتصاد وللوضع الاقتصادي العالمي، وأضاف: نراقب بدقة تدفق المعلومات حول ما يحدث في منطقة الخليج، سجّلنا المعلومات التي زعمت أن زوارق إيرانية حاولت اعتراض ناقلة نفط بريطانية، كما سجّلنا بيان الممثلين الإيرانيين بأن هذه المعلومات غير صحيحة، وأردف: “على أي حال نعتبر أنه يجب ضمان حرية الملاحة في الخليج ومضيق هرمز دون قيد أو شرط.. وهذا أمر بالغ الأهمية للاقتصاد وللوضع الاقتصادي العالمي، موضحاً أنه كما جرت العادة نحن ندعو الجميع لضبط النفس حتى لا يتفاقم الوضع ولتسوية جميع الخلافات من خلال الحوار”.
المزاعم الأمريكية البريطانية علّقت عليها أيضاً الخارجية الروسية والتي اعتبرت أن الأوضاع في منطقة مضيق هرمز تتطوّر بشكل دراماتيكي، داعية إلى عدم تصعيد التوتر، وقالت المتحدثة باسمها، ماريا زاخاروفا، “رأينا أن درجة الخطاب، بل الأعمال الملموسة، ارتفعت حتى أعلى مستوى. وموسكو تدرك جيداً أن مثل هذا النهج لا آفاق جيدة له وللتبعات التي يمكن أن يسفر عنها”، وتابعت: “لهذا السبب يجب عدم تأجيج التوتر وإنما العكس، العمل بصورة تؤدي إلى نقل الوضع، إن لم يكن إلى الحالة الطبيعية، فإلى مسار العملية التفاوضية على الأقل، لحل الخلافات بين الطرفين”.
وعلى صعيد متصل، شدّدت زاخاروفا على أنه “من الواضح بالنسبة إلى الجميع أن السبب الأصلي للتوتر الراهن حول خطة العمل الشاملة المشتركة” الخاصة بالاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، “يكمن في سياسة واشنطن ممارسة أقصى ضغط على طهران، والتي تعود إلى الميول المعادية لإيران والسعي إلى تحقيق تغيير للسلطة في دولة ذات سيادة”، وأكدّت: “نسمع كيف تواصل الولايات المتحدة مطالبتها إيران بالذات بالتطبيق الصارم لكل شروط الصفقة النووية، التي يقوم الجانب الأمريكي بتقويضها منذ أكثر من عام مانعاً كل البلدان الأخرى من تنفيذها”.
واعتبرت زاخاروفا، تعليقاً على زيارة إيمانويل بون، مستشار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى طهران، أن “لا حاجة إلى أي وسطاء” بين الولايات المتحدة وإيران “لأن كل الفرص موجودة من أجل إطلاق الحوار الطبيعي بين الطرفين، في حال وقف واشنطن تأجيج التوتر”، وأوضحت: “لا يمكن إلا الترحيب بكل ما يمكن أن يسهم في خفض مستوى الهستيريا لعدد كبير من المسؤولين في واشنطن في ما يخص إيران”.
وفي هذا السياق، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الأطراف الأخرى في الاتفاق النووي إلى تنفيذ تعهداتها كاملة، مؤكداً أن طهران ستنفذ التزاماتها في حال التزام هذه الأطراف بالاتفاق بشكل كامل، وأضاف، خلال استقباله بون، إيران أبقت باب الدبلوماسية والتفاوض مفتوحاً تماماً ونتمنّى أن يغتنم الجانبان هذه الفرصة جيداً لنصل إلى المستوى المنشود، أي تنفيذ كامل الاتفاق النووي، وشدد على أنه إذا نفذت الأطراف الأخرى في الاتفاق التزاماتها فإن بلاده أيضاً ستتخذ خطوات جديدة في إكمال تنفيذ التزاماتها.
إلى ذلك، أكد النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري أن بلاده تعمل على ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة بينما الولايات المتحدة تعمل عكس ذلك، وقال: هناك استراتيجيتان في المنطقة، استراتيجية إيران في تحقيق الاستقرار والأمن، وبالمقابل استراتيجية أمريكا التي تقوم على انعدام الأمن وخلق الفوضى في المنطقة، وأشار إلى أن أمريكا كانت تعتقد أن انسحابها من الاتفاق النووي سيؤدي إلى تدهور الأوضاع وانهيار الاقتصاد الإيراني وإثارة الاحتجاجات لكنها فشلت في ذلك.
وشدد نائب الرئيس الإيراني على ضرورة استثمار الحكومة الإيرانية قدرات البلاد وتعزيز التواصل مع الجميع كي تتمكن من النجاح في كسر الحظر الأمريكي على إيران.