“التربية” تنجح مع طلابها في استحقاق الشهادات الأرقام والنسب تؤكد عدالة الامتحانات و6 آلاف طالب من المناطق الساخنة
استطاعت وزارة التربية إيصال امتحانات الشهادتين للتعليم الأساسي والثانوي إلى بر الأمان، حيث نجحت الوزارة قبل الطلاب في الامتحان بعد استنفار عالي المستوى لجميع الطواقم من دون استثناء بالتعاون والتنسيق مع الوزارات المعنية والجهات المختصة لضمان حسن سير العملية الامتحانية بإجماع وتشاركية مع المجتمع المحلي على الوصول إلى امتحانات نزيهة وعادلة تضمن حق الطالب المجتهد، وتحافظ في نفس الوقت على ألق الشهادة السورية التي بقيت تفرض نفسها في الميادين العالمية رغم كل الظروف وسنوات الحرب الشرسة، ومحاولة الإرهاب ضرب البنى التحتية وتدمير آلاف المدارس، إلا أن إصرار وإرادة الطلبة وقف سداً منيعاً في وجه التكفير بالتوازي مع انتصارات الجيش العربي السوري في أرض الميدان وعودة الأمن والأمان إلى أغلب المناطق؛ مما حمل وزارة التربية مسؤوليات جمة لتكون الجيش الرديف وخاصة فيما يتعلق بالعملية الامتحانية، حيث أدرك القائمون على الوزارة أن على عاتقهم إنجاح الامتحانات لتشكل الوزارة ومديريات التربية خلية نحل حقيقية على مدار أيام الامتحانات مع جولات ميدانية فاعلة على المراكز من رأس الهرم التنفيذي للوزارة والمعنيين، حيث ميزت الدورة الامتحانية الأولى بزيادة ملحوظة في أعداد الطلاب المتقدمين واتساع رقعة المراكز الامتحانية، إضافة إلى الجهود المبذولة في الفترة التي سبقت انطلاق العملية الامتحانية لجهة تدريب وتأهيل المكلفين بالمهام للاطلاع على أعمالهم وواجباتهم في سبيل تجنب أي طارئ قد يظهر خلال سير الامتحان، وذلك حسب توضيحات مدير تربية ريف دمشق ماهر فرج الذي لفت إلى التنسيق مع وزارة التربية والمحافظة لتأمين نقل الطلاب من المناطق المحررة إلى مراكزهم الامتحانية وبالعكس بالتعاون مع المجتمع المحلي.
سد ثغرات
ويتفق متابعون للشأن التربوي مع كلام مدير التربية، مضيفين أن ما ميز الامتحانات لهذا العام سد الثغرات التي وجدت في السنوات الماضية نتيجة الوضع الأمني وتهاون البعض، منوهين إلى رصد ارتياح الطلاب والأهالي من القائمين؛ وذلك لطبيعة الأسئلة التي حرصت الوزارة على مراعاة كافة المستويات والفروق الفردية والدقة والموضوعية لتكون شاملة لكافة مفردات المنهاج؛ مما ترك حالة ارتياح عند الأهالي والطلبة، وخاصة بعد طمأنة الوزارة للطلبة وتأكيدات وزير التربية عماد العزب بخصوص سلالم التصحيح وإعطاء كل طالب حقه، حيث أكدت الموجهة التربوية سوسن حرستاني أن عملية التصحيح تمت بموضوعية ومنطقية وتوخي الدقة والحرص على مصلحة الطالب بأن يأخذ حقه كاملاً، مشيرة إلى أنه تم التقيد بسلالم التصحيح المعتمدة من لجنة مناقشة السلالم، والأخذ بعين الاعتبار جميع الحلول والخيارات الممكنة الصحيحة، كي يأخذ الطالب حقه في العلامة، مع اتباع مراحل عملية التصحيح من التدقيق ثم عملية الجمع وتدقيق الجمع ليتم أخذ عينات من كل ظرف وتدقيقها من قبل ممثل المادة للتأكد من دقة التصحيح حرصاً على عدم إضاعة أي جهد للطلاب، بالإضافة إلى إنجاز عملية التصحيح بالسرعة الممكنة.
تراجع الغش
ويؤكد المتابعون أن نسب النجاح في أغلب المحافظات كانت معقولة ومنطقية تعكس أداء الطلاب ومستوياتهم، حيث اعتبر فرج أن نسبة النجاح تشير إلى آلية الضبط التي اعتمدتها الوزارة بغية تحسين جودة الامتحانات وتحقيق المنافسة النزيهة والشريفة لينال كل طالب نتيجة جهده بشكل واضح وشفاف.
ولم يخفِ فرج وجود حالات غش كون أي عملية امتحانية سيرافقها حالات ووسائل غش بالامتحان، موضحاً أنه تم التعامل مع مثل هذه الحالات وفق التعليمات والأنظمة، علماً أن الدورة الامتحانية في ريف دمشق تميزت بانخفاض معدلات الضبوط التي لم ترقى إلى مستوى تجاوزات وخروقات قد تصل إلى إلغاء مركز امتحاني، ويعود ذلك إلى سلة التعليمات والإرشادات الامتحانية التي عكفت عليها الوزارة والتعليمات الصارمة.
مراكز واستضافة
ولم تختلف بقية المحافظات عن ريف دمشق في عملية ضبط المراكز الامتحانية، حيث بين مدير تربية حلب إبراهيم ماسو أن العملية الامتحانية سارت بهدوء وسلامة إلى آخر مادة من دون حالات طارئة تذكر، حيث طبقت التعليمات الوزارية في كل المراكز التي بلغت 226 مركزاً للشهادة التعليم الأساسي، و153 مركزاً للشهادة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي، و 21مركزاً للثانوية المهنية بكافة فروعها. لافتاً إلى أنه تم إحداث 50 مركزاً في ريف حلب المحرر لأول مرة، كما تم اتخاذ إجراءات احترازية لضمان سلامة الامتحانات، حيث تم تبديل المشرفين ورؤساء المراكز وأمناء السر والمراقبين بشكل دوري؛ مما ساهم في عملية ضبط الامتحانات، مبيناً أن مجموع حالات الغش التي تم ضبطها في امتحانات شهادة التعليم الأساسي 156 حالة، منها 6 عبر الجوال والباقي مخالفات مختلفة، كما وصلت حالات الغش في امتحانات الشهادة الثانوية إلى 413 حالة، منها 17 عبر الجوال والباقي مخالفات مختلفة، حيث تم تنظيم الضبوط أصولاً وفق التعليمات الامتحانية.
ونوه ماسو بالجهود الحكومية وإصرار وزارة التربية لضمان التعليم لكل طفل وطالب سوري أينما وجد، حيث تم استضافة 6250 طالباً وطالبة مع ذويهم من المناطق الساخنة في منبج وشرق الفرات ومدينة إدلب والرقة وتم توزيعهم على 25 مركزاً مجهزاً بكافة مستلزمات المبيت والإقامة والطعام، إضافة إلى الدروس التعليمية والدعم النفسي لتعويض الفاقد التعليمي، مع تأمين وسائل النقل لتسهيل حركتهم من وإلى المراكز الامتحانية حرصاً على تحقيق الاستقرار التام لهم.
تنسيق وتناغم
أما في دمشق فأوضح مدير تربية دمشق غسان اللحام أنه تم انتقاء أماكن المراكز الامتحانية بحيث تغطي مدينة دمشق بشكل كامل، وتم تجهيزها بالمستلزمات من مقاعد ومراوح وإضاءة وهواتف وقرطاسية لتأمين أجواء مريحة ومناسبة للطلبة، وفي نفس الوقت أعطيت تعليمات واضحة لرؤساء المراكز وأمناء السر والمراقبين للتعامل باحترام وجدية مع الطلبة، وتم توزيع المراقبين وفق برنامج وزاري خصص لهذه الغاية، وتم تأمين وسائل نقل المراقبين للوصول إلى المراكز الامتحانية لتخفيف أعباء التنقل، كما تم تخصيص وسائل نقل من مراكز الاحتياط إلى أي مركز امتحاني لديه نقص بالمراقبين، إضافة إلى أنه تم تخصيص ثلاثة مراكز صحية لاستقبال الحالات الطارئة أو من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ولفت اللحام إلى التناغم والتنسيق العالي بين مندوبي الوزارة ومندوبي التربية وغرفة المتابعة الذي كان له أثر واضح في ضبط المراكز، حيث لم تسجل أي عملية خرق أو تجاوز أو إغلاق لأي مركز امتحاني بمدينة دمشق.
أرقام ونسب
والجدير ذكره أن عدد المتقدمين للشهادة الثانوية في الفرع العلمي بلغ /119148/ طالباً وطالبة، نجح منهم /70623/ طالباً وطالبة، وبنسبة نجاح مقدارها /59.27%/. وبلغ عدد المتقدمين في الفرع الأدبي / 71095/ طالباً وطالبة، نجح منهم /29387/ طالباً وطالبة، وبنسبة نجاح /41.33%/. كما بلغ عدد المتقدمين للثانوية الشرعية / 2055/ طالباً وطالبة، نجح منهم /1264/ طالباً وطالبة وبنسبة نجاح /61.51%/.
علي حسون