فرنسا وبريطانيا وألمانيا تدعو للحفاظ على الاتفاق النووي طهران: الحوار مع واشنطن ممكن شرط رفع العقوبات
دعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى الحوار بين الأطراف المعنية للحفاظ على الاتفاق النووي الموقّع مع إيران ومنع انهياره، وجاء في بيان مشترك للدول الثلاث: “المخاطر تستدعي من كل أطراف الاتفاق التوقّف للنظر في التداعيات المحتملة للإجراءات التي اتخذتها”، وأضاف: “نؤمن بأن الوقت حان للتصرف بمسؤولية والبحث عن سبل لوقف تصعيد التوتر واستئناف الحوار”، فيما جدّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي بأنه ليس للجمهورية الإسلامية الإيرانية أي مفاوضات مع المسؤولين الأميركيين في أي مستوى كان، وفنّد مزاعم وجود رسالة أميركية إلى روسيا للتفاوض مع إيران على مستوى وزراء الخارجية، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا مفاوضات لها مع الأميركيين في أي مستوى كان، وأضاف: إن كانوا على استعداد للتفاوض، فإن التفاوض لا يتناسق مع الإرهاب، ونحن لا نتفاوض مع من يمارسون الإرهاب الاقتصادي ضد شعبنا، وعليهم وقف ذلك.
إلى ذلك أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه يمكن لبلاده الحوار مع واشنطن إذا رفعت الأخيرة العقوبات والضغوط الاقتصادية وعادت للاتفاق النووي، مشيراً إلى أن إيران قامت بتغيير سياسة الصبر الاستراتيجي باستراتيجية التعامل بالمثل والخطوة مقابل الخطوة.
وقال روحاني، خلال مراسم افتتاح العديد من المشاريع بمحافظة خرسان الشمالية: لا معنى للمفاوضات مع التهديد والضغوط، لكن مع رفع العقوبات والضغوط الاقتصادية والعودة للاتفاق النووي يمكن الحوار، وأضاف: لم يحدث في التاريخ أن يعلن مجلس الأمن الدولي دعمه لأي دولة في تخصيب اليورانيوم، ولكنه سمح لإيران بذلك.
ولفت روحاني إلى “أن ما حدث في الاتفاق النووي فريد من نوعه في التاريخ، فإيران تفاوضت بمفردها مع 6 قوى عالمية، والعالم بأسره تعاطف معها نتيجة صبرها”. وأشار إلى أن روسيا والصين أقدمتا على خطوات بنّاءة في التعاون مع إيران للحفاظ على الاتفاق النووي.
وفي وقت سابق، أكد الرئيس الإيراني أن الولايات المتحدة فشلت في كل محاولاتها الرامية للمساس بإيران، وقال: “إن أميركا هزمت أمام الرأي العام العالمي والمنطقة وفي كل المسارات في الأمم المتحدة وفي محكمة العدل، وأخيراً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، وشدّد على أن إجراءات الحظر الأميركية لن تؤثر على إرادة وعزيمة الإيرانيين، مشيراً إلى أن طهران ستجتاز المشاكل الراهنة، وسيكون الانتصار النهائي حليفها، ولفت إلى أن “الشعب الإيراني صمد في وجه أصعب العقوبات التي فرضتها عليه أكبر القوى العالمية على مدى 14 شهراً”، وأضاف: “لدينا مشاكل وصعوبات، ولكننا نملك عزيمة قوية أمام الأعداء، فعندما تتوافر الوحدة والتكافل سيكون النصر في متناول اليد”، وأوضح أن “البطالة انخفضت في إيران رغم إجراءات الحظر، وحققت طهران الاكتفاء الذاتي في إنتاج القمح”.
يأتي ذلك فيما ذكر السفير البريطاني السابق في واشنطن كيم داروش، في مراسلة جديدة تم تسريبها أمس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحب من الاتفاق النووي مع إيران لأسباب شخصية مرتبطة برغبته بإغاظة سلفه باراك أوباما.
وكان داروش أعلن استقالته من منصبه الأربعاء الماضي على خلفية تفاعل تسريب مذكرات سرية وصف فيها إدارة ترامب بأنها تفتقر للكفاءة وأن نهايتها ستكون مخزية.
ونشرت صحيفة ميل اون صانداي البريطانية في صفحتها الأولى مذكرة جديدة مسرّبة يعود تاريخها إلى أيار عام 2018 وصف فيها داروش قرار الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران بأنه تخريب دبلوماسي، وأوضحت الصحيفة أن داروش ناشد وزير الخارجية البريطاني آنذاك بوريس جونسون التمسك بالاتفاق النووي، وكتب في مذكرة وجهها إليه أن “ترامب تخلّى عن الصفقة لأسباب شخصية تتعلق بموافقة أوباما عليها”، لافتاً إلى أن البيت الأبيض لم تكن لديه استراتيجية لما يجب فعله بعد الانسحاب من الاتفاق، وأن هذا سبّب انقساماً بين مستشاري ترامب.
وقال داروش في المذكرة المسربة: إن الانسحاب أظهر التناقض الحاصل داخل البيت الأبيض، ويبدو أن الكل يفتقد الوجود الفعلي للرئيس، لكن من حيث الجوهر، فإن الإدارة الحالية تنتهج التخريب الدبلوماسي لأسباب إيديولوجية وشخصية على ما يبدو.
من جهة ثانية أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن دول المنطقة مسؤولة عن حماية أمن الممرات المائية فيها، وقال: إن البريطانيين يرسلون سفينة حربية إلى المنطقة، لكن نصيحتنا لهم هي أن يتركوا لدول المنطقة مهمة حماية الممرات المائية والملاحة البحرية، وأشار في مؤتمر صحفي إلى احتجاز ناقلة النفط الإيرانية في مضيق جبل طارق، مبيناً أن سلطات جبل طارق والإجراءات التي تتخذها “متأثرة بسياسات الحكومة البريطانية، وليست مبنية على حقائق أو وثائق وأدلة”.
وكان ربيعي أكد أمس الأول أن إرسال بريطانيا سفناً حربية إلى منطقة الخليج لا يمكنه أن يضمن الأمن هناك.