إشارات استفهام بعد الصفقات الكروية
اللاذقية- خالد جطل
“غداً يذوب الثلج ونرى المرج”، هذا ما يردده عشاق دورينا الممتاز بعد الأخبار الواردة بالتعاقدات مع مدربين ولاعبين، وبات الجميع ينتظر على أحرّ من الجمر ما ستؤول إليه كرتنا بعد الصراع الجنوني، والصفقات الفلكية التي قامت بها بعض الأندية لضم لاعبين تجعلنا حائرين أمامها هل ما يتم حقيقة أم خيال؟! للوهلة الأولى ومن خلال بعض الأرقام التي فاقت 100 مليون للاعب عقده لموسم واحد نجد أنفسنا نضع العشرات من إشارات الاستفهام والتعجب حول الرقم المدفوع، وبعيداً عن صحة الرقم من عدمه، وهنا يأتي سؤال: لماذا هذا التغير المفاجىء، لا بل المزلزل بقيمة التعاقدات والأخبار العاجلة من مواقع الأحداث التي جعلت المتابعين يترقبون بين ساعة وأخرى خبراً ورقماً جديداً، وإلى أين سنصل؟ هل يعقل أن نرى تسونامي بين ليلة وضحاها لأندية كانت تشتكي وتبكي الضيق المادي الذي تعانيه وأثر سلباً ودفعها لإلغاء ألعاب من قاموسها، وفجأة ودون سابق إنذار نرى العشرات من الملايين لا بل المئات تدخل تلك الندية وتدفع دون أن يهتز جفن لمن يدفعها، إشارات استفهام كثيرة وأسئلة مشروعة لمتابعي واقع كرتنا، وما حل بها، ومن وراء ما يحصل، وما هي دوافعه؟!.
بالتأكيد نحن كإعلام نسعى دائماً لتكون رياضتنا عامة، وكرة القدم خاصة، بخير، وأن نراها تتعافى لكن بشكل صحيح عبر خطط ونقلات مدروسة بدقة، لا أن تكون آنية اعتباطية ومزاجية من البعض، نحن مع قدوم رؤوس الأموال لدعم أنديتنا، وأن تتحول ملاعبنا إلى ساحات لتنافس رجال الأعمال بشكل يساهم بعودة قوية لكرتنا لتقارع الفرق العربية والآسيوية، لا أن تبقى حبيسة المحلية.
نتفق على أن المال والاحتراف هما الركيزة الأساسية للارتقاء بكرتنا، وعلينا جميعاً العمل لاستغلال دخول رأس المال إلى رياضتنا بالاعتماد على مختصين بكل مفاصل العملية الاحترافية، وعندها يمكننا أن نتفاءل بأننا سنرى تعافياً سليماً لكرتنا، وإلى أن يحين ذلك الموعد سنبقى نراقب ونتابع بحذر بعض الصفقات المثيرة للجدل، ونتائجها لنقوم بحذف إشارات التعجب والاستفهام.