رياضةصحيفة البعث

المشاكل تتكرر في بطولات المضرب و”التطنيش” هو العنوان

 

تعيش لعبة كرة المضرب هذه الأيام حالة من التخبط والعشوائية، فلا نكاد نتقدم خطوة إلى الأمام حتى نرجع عشراً إلى الوراء، وطبعاً الخطوة غالباً ما تكون بمجهودات فردية من لاعبين مميزين يحققون إنجازات كبيرة كما فعل ناشئونا وشبابنا في كأس ديفيز، أما الخطوات العشر فسببها القائمون على اللعبة، وبخاصة رئيس اتحادها، حتى وصل بنا الأمر إلى الخوف من إقامة أية بطولة للتنس لما سنشهده من عجائب وغرائب.

الحدث هذه المرة بطولة الجمهورية التصنيفية الأولى لعام 2019، مع العلم أن أغلب الألعاب أقامت أكثر من بطولتين حتى الآن، لم تختلف هذه البطولة عن سابقاتها أبداً، فالحاضر للبطولة لا يمكنه أن يغفل بعض النقاط الأساسية لتنظيم أي حدث رياضي، فما بالك بالمطلّع على التفاصيل؟.

البطولة أقيمت على ملاعب مدينة الفيحاء لمدة ثلاثة أيام، عانى فيها المشاركون من اللاعبين والمدربين وانتهاء بالحكام الأمرين، وحقيقة نحتار من أين يمكن أن نبدأ، ربما من اللاعبين، وتحديداً الفئات الصغيرة منهم، لأنهم نواة إنجازاتنا الخارجية، ومستقبل هذه اللعبة، فقد توّج أصحاب المركزين الأول والثاني في جميع الفئات بكؤوس إلا الصغيرة (تحت 8 سنوات) لم تتوّج، وهذا خطأ تنظيمي فادح، لأن هذه الفئة تحديداً هي بأمس الحاجة للتشجيع على عكس الفئات الكبيرة، وخاصة من توّجوا سابقاً، فإن كانت المشكلة مادية، وهناك عدد محدود للكؤوس، كان الأولى تفضيلهم على غيرهم، ولم تراع للأسف أعمار هؤلاء الصغار حتى في مواعيد المباريات، فلا يوجد توقيت محدد للعب المباريات، وأغلب اللاعبين يبقون ضمن الملاعب ينتظرون مبارياتهم أكثر من 5 ساعات، وتحت أشعة الشمس أحياناً، وهذا عبء كبير على اللاعبين الصغار وحتى المدربين والأهالي، كما لاحظنا عدم وجود فئة للاعبين تحت 16 عاماً، وإنما دخلت هذه الفئة المنافسة مع فئة تحت 18 عاماً.

وإذا انتقلنا إلى قضية أخرى مهمة هي الحكام، (الإشكالية الحاضرة في كل البطولات)، حكّم في البطولة خمسة حكام فقط، مع العلم أن المباراة الواحدة تحتاج بشكل قانوني إلى عشرة حكام، فكيف يمكن ذلك إذا كان لديك أكثر من مئة مباراة خلال ثلاثة أيام، وقد تغيّب عن المشاركة في البطولة، كما علمنا من مصادر موثوقة، سبعة حكام لأسباب كثيرة أهمها عدم وجود إقامة في فنادق الاتحاد الرياضي العام، ومع تكرار هذه المشكلة بات حكم التنس يشعر وكأنه أدنى قيمة من زملائه في الرياضات الأخرى، فإن كان السبب تضارب المواعيد، كما يتذرع اتحاد اللعبة، يمكن تغيير موعدها، فهي أصلاً متأخرة، وبضعة أيام لن تؤثر، وحتى الحكام الذين شاركوا لم يسلموا من التهميش، فلم يصر إلى وضع مظلات للحكام تقيهم أشعة الشمس، ولا حتى تأمين أدنى متطلبات الحكم، (لا توجد غرفة للحكام مجهزة الخدمات، على الأقل “مروحة” في هذا الطقس الحار)!.

أمام كل ما سبق فإن الأمر بات يتطلب حلاً ولو إسعافياً، وخاصة أن لاعبي التنس يحققون إنجازات عربية وآسيوية لا يحققها أغلب رياضيينا في بقية الألعاب، فأضعف الإيمان أن يجتمع عضو المكتب التنفيذي المختص مع رئيس وأعضاء الاتحاد وكافة اللجان العليا فيه لمناقشة قضايا مفصلية للتنس لهذا العام، كعدد البطولات وتجزئتها، وفئات لاعبي اولمبياد الشباب القادم، وإقامة الحكام وبعض الإداريين والمدربين واللاعبين أثناء البطولات.

سامر الخيّر