بعد سنوات الحرب… “المصالح العقارية” تنهض من سباتها إعادة تكوين الوثائق العقارية المتضررة وإجراءات جديدة لحماية الملكية
ريف دمشق- عبد الرحمن جاويش
بعد سنوات الحرب والمعاناة والإغلاق والتشتت، وتعرض العديد من الوثائق وسندات الملكية للضرر في أكثر من منطقة بريف دمشق، ومع ما تم فقدانه كلياً نتيجة الاعتداءات الإرهابية، بدأت مديرية المصالح العقارية بإعادة تكوين الوثائق العقارية المتضررة في كافة المناطق، واستقبال طلبات المواطنين الذين فقدوا وثائق تخص ملكياتهم لاستعادتها والحصول على سند بدل ضائع عنها، حيث تمكن المواطن الذي فقد سند الملكية بحصوله على سند بدل ضائع في المديرية وفق الإجراءات التي نصت عليها المادة /92/ من قانون السجل العقاري، حيث استجابت المديرية لجانب من طلبات المواطنين الراغبين بالحصول على صور من هذه الوثائق من خلال مديرية السجل العقاري بريف دمشق وخاصة المناطق التي تعرضت للاعتداء أو التخريب.
ويؤكد مدير المصالح العقارية بريف دمشق عارف الطحاوي أنه تمت المباشرة بأعمال رقمنة الصحيفة العقارية، والبدء برقمنة الصحائف العقارية في منطقة يبرود بكافة مناطقها العقارية، وتم الانتهاء من رقمنة جميع الصحائف العقارية لحوالي 5866690 عقاراً، ويتم تقديم خدمة منح القيد العقاري المرقمن لكافة عقارات المنطقة، وفي بداية العام 2019 تم البدء برقمنة الصحائف العقارية في منطقة القطيفة والتي يبلغ عدد عقاراتها 85208 عقارات، وقد بلغ عدد العقارات خلال النصف الأول من العام الحالي 13770 عقاراً، وتم البدء بتقديم خدمة القيد العقاري المرقمن لهذه العقارات. مشيراً إلى أن الخطة المنظورة لتحسين واقع العمل العقاري بزيادة عدد القاعات المرقمنة لأكبر عدد من المناطق العقارية وذلك بعد توفير مستلزمات إحداث هذه القاعات.
وأشار طحاوي إلى الانتهاء من تحديد منطقة الحميرة 3/6 العقارية بمساحة 60 هكتاراً، وتم استئناف أعمال التحديد والتحرير لمنطقتي رخلة والعطنة، حيث كانت الأعمال متوقفة بسبب الأعمال الإرهابية هناك، وأيضاً أعمال إزالة الشيوع في دير ماكر، كما تم افتتاح أعمال التحديد والتحرير بمنطقة الضمير العقارية 69/7 ودير عطية 1/3، وتم الانتهاء من إتمام النواقص لعشر مناطق، وتم تسليمها إلى مكتب الحسابات الطبوغرافية والرسم القلمي. وفيما يتعلق بتنظيم المخططات وإيداعها للمديرية العامة تقوم دائرة المساحة بوضع خطة سنوية من حيث إنجاز ما يقارب 80% من الخطة، وتم إيداع أربع مناطق عقارية منتصف هذا العام، و 27 منطقة عقارية اكتسبت الدرجة النهائية.
وأشار مدير المصالح العقارية إلى أن هناك تسهيلات ممنوحة لإجراء المعاملات من قيد عقاري وبيان مساحة، ويتم حالياً تقديم خدمة القيد العقاري وبيان مساحة ومخطط عقاري لمنطقة عقارية مؤمنة ومخطط مساحي للمنطقة العقارية نهائي عن طريق التراسل الإلكتروني من خلال شبكة البريد الإلكتروني ppn، حيث تعتبر من الخدمات التي تسهل على المواطنين دون تكبد عناء السفر لمركز المديرية أو لمقرات الدوائر التي فيها السجلات العقارية، إضافة إلى التراسل مع مديريات المصالح في المحافظات، كما تقوم المديرية بتقديم خدمة القيد المدني كخدمة إضافية بمنح قيود مدنية فردية وعائلية من خلال الربط مع الشؤون المدنية في وزارة الداخلية بكافة دوائر المصالح العقارية بريف دمشق ما عدا الزبداني ودوما.
لدى مديرية المصالح العقارية بريف دمشق 8 دوائر فرعية في مراكز المناطق، وبسبب الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها دائرتا دوما وعربين فقد توقفتا عن العمل منذ عام 2012، وبعد تحرير هاتين المنطقتين من الإرهاب تم السعي لإعادة العمل، حيث تم استئناف العمل والبدء بتقديم الخدمات العقارية كافة في دائرة المصالح العقارية بدوما من مقرها الحالي المؤقت في دمشق ريثما يتم الانتهاء من تأهيل وتجهيز مقرها السابق في مدينة دوما، وتسعى المديرية حالياً من خلال التنسيق مع مجلس مدينة دوما بإعادة تأهيل المقر.
وأوضح طحاوي أن مكتب التوثيق العقاري في دوما يقوم بتوثيق المعاملات يومين بالأسبوع في مركز المدينة بدوما لتخفيف العبء على المواطنين، وقد بلغ عدد العقود العقارية خلال النصف الأول من هذا العام في مكتب التوثق العقاري بدوما 4868 عقداً، وعدد القيود العقارية 18132 قيداً. أما عن دائرة عربين فقال مدير المصالح إنه تم استئناف العمل بتقديم الخدمات العقارية للسجلات المتوفرة اعتباراً من 30/5/2019، وأيضاً تم استئناف العمل في مركز المديرية بدمشق لحين استكمال تأهيل مبنى الدائرة في عربين وتأمين مستلزمات العمل، وذلك من خلال التنسيق مع مجلس مدينة عربين، حيث سيتم بعدها نقل السجلات العقارية إلى مركز المنطقة لتقديم الخدمات العقارية للمواطنين.
وفي لفتة إحصائية أشار طحاوي إلى أنه بلغ عدد القيود العقارية في منطقة عربين منذ افتتاح الدائرة واستئناف العمل حوالي 3647 قيداً، وتم توثيق حوالي 257 عقداً في مكتب التوثيق العقاري في عربين، وفيما يتعلق بالسجلات العقارية المفقودة في منطقة عربين أوضح أنه تم تشكيل لجنة لإعادة تكوين الوثائق العقارية المتضررة والمفقودة.
وأفاد طحاوي أن الرسوم العقارية المستوفاة عام 2018 بلغت /644242294/ ليرة، كما بلغت قيمة الرسوم العقارية المستوفاة خلال النصف الأول من العام الحالي ما يقارب /367703909/ ليرات، حيث بلغ عدد العقود العقارية الموثقة في مكاتب التوثيق العقاري بريف دمشق 29070 عقداً، وعدد التكاليف الفنية 2811 تكليفاً، وقيمة الرسوم الفنية 1108957 ليرة.
وأشار مدير المصالح إلى المعاناة من نقص الكوادر ولاسيما فئات المهندسين والمساحين والفئتين الثانية والثالثة بسبب تسرب عدد من العاملين، ويتم سد النقص من خلال المسابقات والاختبارات وفق الشواغر المتوفرة من خلال التنسيق مع المديرية العامة للمصالح العقارية.