تركيا تحشد عسكرياً بالقرب من الحدود السورية
ترجمة: البعث
عن موقع ديلي صباح 13/7/2019
زادت أنقرة من انتشارها العسكري بالقرب من الحدود السورية، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والمركبات المدرّعة والدبابات، وتشير التقارير إلى أنه تمّ نشر أكثر من 50 دبابة وبطارية مدفعية على مدار اليومين الماضيين بالقرب من تل أبيض، وبالقرب من منطقة أكشاكالي الحدودية التركية.
ومعروف منذ فترة طويلة أن شعور أنقرة بالإحباط في ازدياد دائم، بسبب عدم اهتمام واشنطن بالتهديدات التي تدّعيها أنقرة، إضافة إلى الاجتماعات المتزايدة التي تنظمها بعض دول الخليج لدعم “قسد”، والتي لاشك يمكن أن تكون نقطة التحول لأنقرة. وفي هذا الشأن قال عبد الله عيار، ضابط سابق في الجيش التركي وخبير أمني: “إن عمليات النشر والحركة التكتيكية على الأرض لها مؤشرات قوية للغاية”.
وإلى جانب الانتشار العسكري التركي الكبير، كان هناك نشاط غير عادي على الجانب السوري من الحدود، في حين أن جميع فصائل “الجيش الحر” في الباب وجرابلس بشمال سورية في حالة تأهب كامل بعد أن تمّ استدعاء قادة “الجيش الحر” إلى أنقرة وإجراء تقييمات ومناقشة التطورات الحاصلة في المناطق الحدودية.
وفي مقالته قبل أيام، أبرز رئيس تحرير صحيفة “يني شفق” اليومية إبراهيم كراغل الوجود المتزايد للمملكة السعودية والإمارات المتحدة في المناطق التي تسيطر عليها وحدات “قسد” بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وخطط بعض الدول الأوروبية لنشر المزيد من الجنود في شمال سورية.
لطالما ازداد شعور تركيا بخيبة الأمل من حليف الأمس الذي ورّطها في الأزمة السورية، ففي كانون الثاني الماضي، قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن أنقرة تنتظر انسحاب القوات الأمريكية بالكامل من المنطقة ، كما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن بعد ثمانية أشهر لم تتخذ واشنطن أي خطوات في هذا الصدد، وأكثر من ذلك أيضاً، توصل حلف الناتو إلى اتفاق “منبج” في حزيران الماضي لتسريع انسحاب وحدات “قسد” منها، لكن أصبحت الاتفاقية وعداً آخر تتخلّى عنه الولايات المتحدة!.
إضافة إلى ذلك، عقدت بعض دول الخليج، وخاصة المملكة السعودية والإمارات المتحدة، اجتماعات مع قادة وحدات “قسد” على مستوى عالٍ في الأشهر الأخيرة. وفي شهر أيار الماضي، ذكرت وكالة الأناضول أن المستشارين العسكريين السعوديين عقدوا اجتماعاً مع قادة “قسد” في عين العرب، ووعدوا بتقديم الدعم المالي.
لقد اختارت الولايات المتحدة إقامة شراكة مع “قسد”، على الرغم من المخاوف الأمنية لحلف الناتو، وقدّمت شاحنات محمّلة بالأسلحة إلى الجماعات الإرهابية هناك، وقامت بتسليم نحو 22000 حمولة شاحنة من الأسلحة والذخيرة إلى وحدات “قسد” حتى الآن، وبعض تلك الأسلحة تشمل صواريخ كروز وصواريخ موجهة مضادة للدبابات (ATGM) وصواريخ أرض جو تطلق على الكتف (منظومات الدفاع الجوي المحمولة).
لقد بدأ تسليم الأسلحة والمعدات إلى “قسد”، التي لا تزال تسمّم العلاقات الثنائية بين تركيا والولايات المتحدة منذ عام 2014 واشتدت في السنوات اللاحقة. كان وجود هذه الأسلحة مصدر قلق لأنقرة، حيث هدّد استقرار المناطق الشمالية السورية التي تحرّرت من “داعش” خلال عملية “درع الفرات” وعملية “غصن الزيتون”.
إن أكثر ما تخشاه تركيا الآن، والذي تعتبره تهديدات خطيرة أخرى محتملة لتركيا، هو إمكانية نقل هذه الأسلحة الأمريكية الصنع إلى جنوب شرق تركيا عبر الحدود التي تسيطر عليها “قسد” لاستخدامها ضد الجيش التركي، وبذلك تكون خيبة الأمل التركية قد أصبحت مضاعفة، فمن جهة تخلّت أمريكا عن أهم حليف لها في الشرق الأوسط، تركيا، بعد أن جرّتها إلى الفخ ووضعتها بين فكي كماشة، ومن جهة ثانية قامت بتسليح ألد أعداء تركيا بدعم مالي من السعودية والإمارات في رسالة واضحة أن الحماية الأمريكية هي فقط للمشروع الوهابي، وأن المشروع “الإخواني” خارج الحسابات الأمريكية!!.