فرصة جديدة
حسمت اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي بحلب خيارها ووضعت حداً لما تداوله الشارع الرياضي مؤخراً حول وجود نية لدى القيادة الرياضية في المحافظة بإعفاء إدارتي ناديي الحرية والاتحاد، وقررت في جلستها الأخيرة استمرارهما لحين إجراء الانتخابات الجديدة المقررة في شهر أيلول المقبل.
وبغض النظر عن صوابية القرار من عدمه نجد أن الفترة التي تفصلنا عن موعد الانتخابات وهي بحدود الشهرين، من المفترض أن ترسم معالم المرحلة القادمة التي تنتظر الناديين لجهة إبرام التعاقدات، واختيار الكوادر الإدارية والفنية، وإعداد البرامج التحضيرية للفرق الرياضية استعداداً للموسم الرياضي الجديد، وبالتالي فإن أي تغيير محتمل في هذه المرحلة المفصلية، ووضع الناديين تحت وصاية لجان تسيير الأمور المؤقتة، قد يأتي بنتائج عكسية، وهو ما حدث سابقاً، ما زاد من تعقيدات العمل الرياضي، وفاقم من أعباء الإدارات المنتخبة، وهي نتيجة طبيعية لحالة غير صحية أنتجتها وكرّستها فوضوية ومصلحية الاختيار من جهة، ومن جانب آخر حالة الانقسام والصراع المحموم الذي يتسم به العمل الإداري والفني على السواء، ليس في ناديي الحرية والاتحاد وحسب، بل في كامل خريطة العمل الرياضي.
هنا لا نبرر تمديد فترة بقاء مجلسي الإدارة، وإنما نحاول تسمية الأمور بمسمياتها، والخروج ولو مؤقتاً من دائرة الخلافات الشخصية والجماعية، والابتعاد عن اللغط غير المجدي، وطي صفحة الماضي بإخفاقاتها الكثيرة، وإتاحة الفرصة مجدداً للاستفادة من التجارب السابقة، واستثمار الفرص المتاحة لتمكين الناديين من تهيئة أرضية صالحة للعمل الرياضي راهناً ومستقبلاً يكون عنوانها العريض العمل الجماعي والتشاركي، تكون مقدمة لعمل جديد طموح، واختبار حقيقي لصدقية وغيرية الجميع في إنجاح الاستحقاق الانتخابي المقبل، واختيار الأكفأ والأفضل لقيادة دفة العمل الإداري والفني في الناديين، بعيداً عن الشللية، والتكتلات الانتخابية، والمصالح والمنافع الضيقة والشخصية.
والأهم من كل ذلك حالياً ترتيب أوراق الناديين، وعدم الاستعجال في اتخاذ القرارات المصيرية، خاصة التعاقدات والتعيينات الإدارية والفنية، والتعاطي الجاد والحاسم مع الملفات العالقة بروح عالية من المسؤولية.
معن الغادري