الخامنئي: القرصنة البحرية البريطانية لن تمر دون رد
حذّر قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي من أن احتجاز ناقلة النفط الإيرانية، التي تمثّل قرصنة بحرية بريطانية، لن يمر دون رد من طهران، وقال، خلال استقباله خطباء وأئمة صلاة الجمعة في عموم إيران: “طهران سترد على احتجاز بريطانيا ناقلة النفط عندما تتاح الفرصة، وفي المكان المناسب”.
وأشار الخامنئي إلى النهج الذي تسلكه الدول الغربية في تعاملها مع الدول الأخرى، وأضاف: إن المعضلة الكبرى التي تعاني منها الدول الأوروبية هي روح التكبّر، ولو وجدت دولة ضعيفة أمامهم، فإنهم يلجؤون إلى هذه الطبيعة، لكن لو وجدت دولة قوية تعرف حقيقتهم وتقف بوجههم فإنهم ينهزمون.
وحول استيلاء البحرية البريطانية على ناقلة النفط الإيرانية، قال: “بريطانيا الخبيثة تقوم بقرصنة بحرية، وتسرق سفيتنا، وترتكب الجريمة، ثم تضفي عليها صبغة قانونية”.
وفيما يخص الاتفاق النووي شدّد الخامنئي على أن إيران نفّذت جميع التزاماتها في الاتفاق، بينما انتهك الأوروبيون 11 التزاماً، مضيفاً: لن نضعف أمام الضغوط الأوروبية والأمريكية، وأشار إلى أن إيران ستواصل وتيرة تقليص التزاماتها بالاتفاق طالما أن الاتحاد الأوروبي لم ينفّذ تعهداته، وقال مخاطباً الأوروبيين: “بدأنا بتقليص التزاماتنا بالاتفاق النووي، وهذا الأمر من المؤكد أنه سيستمر بما أنكم لم تنفّذوا التزاماتكم”.
في سياق متصل، دعا النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري الدول الأوروبية إلى الضغط على الولايات المتحدة للكف عن حظرها الجائر بدلاً عن عقد الاجتماعات ومحاولة الضغط على إيران لكيلا تخفّض التزاماتها في إطار الاتفاق النووي، وأضاف: لم يكن ينبغي فرض أي حظر ضد الشعب الإيراني بموجب الاتفاق النووي.. وإذا كنتم راغبين في الحفاظ على هذا الاتفاق، فعليكم الالتزام بتعهداتكم في إطاره.
وشدد جهانغيري على أن عودة إيران إلى تعهداتها السابقة بالاتفاق النووي مرهونة بتنفيذ الأطراف الأخرى المشاركة فيه تعهداتها.
بدوره أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن إيران لا تسعى وراء التوتر، ولكن لو تمّ الاعتداء عليها، فإنها لن تتردد أبداً في الدفاع عن سيادتها، وقال، في حوار أجرته معه قناة (بي. بي. سي) في نيويورك: “إن خيار إيران هو المقاومة أمام أي ضغط.. ولكن لو كانت الولايات المتحدة تبحث عن سبيل للخروج بماء الوجه من الأوضاع الراهنة، فهو متاح لها”، محذّراً من أنه في حال وقعت حرب في المنطقة، فإن أحداً لن يكون بمأمن منها، وتابع: “إن واشنطن تخوض حرباً اقتصادية ضد إيران، وبعض دول المنطقة تقدّم الدعم اللوجستي لها في هذا المجال، وهذا يعني مشاركتها في هذه الحرب، ورغم ذلك فإننا لا نتخذ أي إجراءات عشوائية ضد أحد”، مشيراً إلى أن أمريكا حرمت نفسها من السوق الإيرانية إلا أن هذه السوق لا تزال مفتوحة أمام الشركات الأميركية.
في السياق ذاته أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن حجم ونسبة تخصيب اليورانيوم في إيران قد يتغيّر تبعاً لحاجات البلاد ومصالحها، وقال: إن حجم التخصيب رهن بعاملين المنطق التقني المتمثل بحاجة البلاد، والمنطق السياسي الذي قد يقتضي تغيير حجم ونسبة التخصيب على غرار ما اقتضاه هذا المنطق من تقييد عملية التخصيب فيما سبق.
وبيّن كمالوندي أن البلاد حالياً ليست بحاجة إلى تخصيب بمستوى عشرين بالمئة، موضحاً أن حجم مخزون اليورانيوم المخصّب يزيد حالياً على 300 كيلوغرام، وأن سرعة الخزن في تزايد.
وحول ما إذا كانت إيران ستتجاوز التخصيب بمستوى 4.5 بالمئة أم لا، قال كمالوندي: لم نقرّر بعد تجاوز التخصيب بمستوى 4.5 بالمئة، ونحن باقون عند هذا المستوى، موضحاً أن حاجة البلاد في الوقت الحالي هي التخصيب عند هذا المستوى، ولكن إذا ما احتاج مفاعل طهران إلى الوقود، وفي حال لم يجر تسليم إيران الوقود اللازم، فإننا قادرون على إنتاج حاجتنا منه.
وفي موقف انتخابي قبيل الانتخابات المرتقبة على زعامة حزب المحافظين، أكد بوريس جونسون المرشح الأوفر حظاً لرئاسة الوزراء في بريطانيا أنه لن يساند اعتداء عسكرياً أمريكياً ضد إيران.
وخلال مناظرة نظّمتها صحيفة صن وإذاعة توك راديو رد جونسون بالنفي على سؤال إن كان سيدعم عملاً عسكرياً ضد إيران لو كان رئيساً للوزراء الآن. وأوضح جونسون خلال المناظرة أنه لا يؤمن بأن الحرب مع إيران خيار عقلاني للغرب، مضيفاً: يجب أن تكون الدبلوماسية أفضل وسيلة للمضي قدماً.
بدوره استبعد وزير الخارجية جيريمي هانت، الذي ينافس جونسون على منصب رئيس الوزراء، احتمال وقوع حرب، معتبراً أن الطرفين لا يرغبان بذلك، و”أن الخطر يكمن في إمكانية وقوع حرب بشكل عرضي بسبب حدوث شيء في موقف شديد التوتر والاضطراب”.